السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عقوبات للأنظمة أم للشعوب؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عقوبات للأنظمة أم للشعوب؟!

 

 

 

الخبر:

 

قامت أمريكا منذ فترة بإنزال عقوبات اقتصادية على إيران مما أدى إلى خفض عملتها بشكل كبير. كما قامت مؤخرا بالضغط لخفض العملة التركية بشكل متسارع. فما وراء ذلك؟

 

التعليق:

 

قبل التعليق لا بد من الإشارة إلى الأمور التالية:

 

إن حكام إيران وتركيا لا يزعجان سياسة أمريكا الخارجية رغم بعض التصريحات النارية التي يطلقانها أحيانا ولكنهما لا يحيدان عن سياستها التي ترسمها لهما في المنطقة، وهذا ما ورد في كلام أردوغان البارحة معاتبا أمريكا على حربها الاقتصادية على تركيا ومذكرا إياها بالخدمات التي قدمها لها شخصيا في أفغانستان، وفي الماضي إضرابه في الحرب الكورية قائلا لها بل متوسلا إياها أنه وتركيا لا يستحقان هذه المعاملة السيئة من أمريكا وتلك الحرب الاقتصادية عليها أبدا وبخاصة أن تركيا هي عضو مهم في الحلف الأطلسي.

 

أما حكام إيران ففعلوا الشيء نفسه مع أمريكا بالتهديدات العنترية الفارغة، وقولهم اليوم إنهم لن يفاوضوا أمريكا مباشرة بعد أن قام بعض سياسييهم في الماضي ومنهم رفسنجاني بتذكير أمريكا بمساعدة إيران لها في العراق وأفغانستان بل والقول لها بصراحة تامة أنه لولا مساعدة إيران لأمريكا وقتها لما استطاعت أمريكا احتلال العراق وأفغانستان دون حياء من المسلمين في إحدى خطب الجمعة في طهران.

 

بعد هذه المقدمة المهمة للفهم والفاضحة لحكام إيران وتركيا بلسانهم ولعمالتهم لأمريكا لا بد من التساؤل عن السبب الحقيقي الذي جعل أمريكا تلجأ إلى العقوبات الاقتصادية وتخفيض عملة البلدين الإسلاميين تركيا وإيران؟!

 

فالآكد أن الضغط ليس موجها ضد حكام هاتين الدولتين العملاء لها والذين لا يحتاجون لمثل هذا الضغط الكبير للسير وفق السياسة الأمريكية بكل تأكيد.

 

لذلك يجب البحث العميق عن السبب الحقيقي الذي جعل أمريكا تلجأ إلى العقوبات الاقتصادية وتخفيض عملة البلدين الإسلاميين تركيا وإيران...

 

بالنسبة لإيران فقد كان واضحا أن أمريكا لا تريد تغيير نظام الحكم فيها ولكنها تريد تغيير سلوكها كما تقول، أي تريدها أن تكون واضحة في التعاون معها فوق الطاولة وليس من تحتها، ولذلك فالعقوبات موجهة للشعب المسلم في إيران وكذلك تخفيض العملة لجعل الشعب المسلم يرضى بالتعاون العلني من حكامه مع أمريكا بعد أن تخلوا عن اعتبارها شيطانا أكبر بل ليكون هذا مطلب الشعب كما تحلم به أمريكا.

 

أما السبب الخارجي للعقوبات فيعود للحرب الاقتصادية المستعرة بين أمريكا وأوروبا على الخصوص والتي كانت الشركات الأوروبية هي المتضرر الأول منها على إيران وبخاصة شركة توتال الفرنسية وشركة سيمنز الألمانية اللتان ألغتا عقودا بمليارات الدولارات مع إيران بعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية وتهديدها للشركات أيضا.

 

أما تركيا وما تريده أمريكا من تخفيض العملة فيها فكذلك التأثير عليها لتفكيك حلف الأطلسي بعد أن أصبح عبئا عليها، وقد بدأ أردوغان يهدد بذلك إن لم تقف معه أوروبا باعتبار تركيا عضوا مهما في حلف الناتو.

 

ولكن يغلب على ظني أن أمريكا تريد تجويع وإذلال وتركيع أهل تركيا المسلمين ليقبلوا الهيمنة الأمريكية عليهم بعد أن عادت فكرة الخلافة تدغدغ مشاعرهم وتستهويهم وأصبحوا بمجملهم يتشوقون لعودتها لتعيد لهم مجدهم وعزهم ومكمن قوتهم هم وجميع المسلمين، وهذا ما تخشاه أمريكا ويخشاه الغرب ويحاول أن يحول دونه.

 

ولكن الأمة الإسلامية في تركيا وإيران وفي كل بلاد المسلمين أصبحت جاهزة للعمل الجاد مع المخلصين الواعين من أبنائها في حزب التحرير لتوحيد البلاد وقطع أيدي الغرب عنها وعلى رأسه أمريكا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع