الرجل يعرف بالشدائد والأفعال وليس بالأقوال يا أردوغان

الخبر:

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تستسلم لمن يظهر نفسه شريكا استراتيجيا ثم يحولها إلى هدف استراتيجي. وقال: "هناك من يهدّدنا بالاقتصاد والعقوبات وأسعار الصرف والفائدة والتضخم، ونحن نقول لهم إننا كشفنا مؤامرتكم ونتحداكم".

 وأكد أردوغان "لم ولن نخضع لأولئك الذين أسسوا نظام رخاء لأنفسهم من خلال استغلال العالم". وشدّد على أنه "إذا وُجد الإيمان في النفوس تتوفر القدرة، كم أحبط شعبنا بإيمانه من مخططات الغدر والمؤامرات". وتابع "لا نرى أي قوى فانية في هذا العالم قادرة على الوقوف أمام شجاعة وفطنة هذا الشعب الذي يسير نحو تحقيق أهدافه واضعا الموت نصب عينيه". وأضاف "نرفع صوتنا مرة أخرى ونقول لكم لن تنجحوا ولن تتمكنوا من تقسيم أمتنا، وتدمير دولتنا، وإنزال علمنا، وإسكات صوت أذاننا، وإيقاف تقدم بلدنا، وبلوغ أهدافنا". (الجزيرة)

التعليق:

تشهد تركيا في الآونة الأخيرة أزمة اقتصادية خانقة مما سبب تقلبات في سعر صرف الليرة وقد أُرجع الأمر إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا عليها مؤخرا، في حين إن أزمة مثل التي تعيشها تركيا اليوم ليست وليدة حادثة أو ضغوطات اقتصادية بل هي نتيجة حتمية لسياسة اقتصادية فاشلة وقصيرة النظر.

ولكن لا يعني هذا أن أمريكا ليست عدوة لأهلنا في تركيا أو أن أمريكا لا تسعى لتدمير اقتصاد العالم الإسلامي وتحويل خيرات المسلمين لصالحها، وهذا الواقع أصبح مُدركا من جميع المسلمين وما صرّح به أردوغان ليس بجديد، ولكن الأصل في من يرأس دولة أن يكون فعله مصدقا قوله ولا يكتفي بالكلام، فأين أردوغان من هذا؟؟

ألم يكن حريا به، وواجبا عليه، إغلاق القاعدة العسكرية "إنجرليك" التي تعتمد عليها أمريكا في تدمير سوريا؟ ألا يجب عليه إلغاء جميع الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية (التي هي أصلا باطلة شرعا) مع دولة محاربة فعلا كأمريكا؟؟ ألا يستطيع أردوغان أن يضع وراء ظهره النظام العالمي الذي ترسيه أمريكا ويرسي نظام رب العالمين؟؟ ألا يجب عليه رفع راية الإسلام وإعلان الحرب الفعلية على أمريكا والدعوة للجهاد؟؟

فأين فعلك من قولك يا أردوغان، فالرجل يعرف بالشدائد والأفعال وليس بالأقوال!!

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – تونس