الأحد، 06 صَفر 1446هـ| 2024/08/11م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لن ينقذنا الملحدون الصينيون من المستعمرين الغربيين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لن ينقذنا الملحدون الصينيون من المستعمرين الغربيين

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

وفقا لصحيفة نيويورك تايمز: تدرس إدارة ترامب فرض عقوبات ضد كبار المسؤولين والشركات الصينية لمعاقبة احتجاز مئات الآلاف من السكان الإيغور وغيرهم من المسلمين في معسكرات اعتقال كبيرة، وذلك وفقا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.

 

إن العقوبات الاقتصادية ستكون هي المرة الأولى التي تتخذ فيها إدارة ترامب إجراءات ضد الصين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. ويسعى المسؤولون الأمريكيون أيضاً إلى الحد من المبيعات الأمريكية من تكنولوجيا المراقبة التي تستخدمها وكالات وشركات الأمن الصينية لمراقبة الإيغور في جميع أنحاء شمال غرب الصين.

 

وهناك مناقشات لتوبيخ الصين بسبب معاملتها للمسلمين، وهذه المناقشات جارية منذ أشهر عدة بين المسؤولين في البيت الأبيض والخزانة والدوائر الحكومية. لكنهم ألحوا على ذلك منذ أسبوعين بعد أن طلب أعضاء الكونغرس من وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوشين فرض عقوبات على سبعة مسؤولين صينيين.

 

التعليق:

 

لقد اعتاد المسلمون على رؤية الغرب على أنه عدو للإسلام والمسؤول عن الاستعمار واستغلال المسلمين في السابق، والذي أضاف لسجله الآن في العصر الحالي تدميراً ومذابح لا توصف ألحقها بالمسلمين عبر حرب مستعرة في العديد من البلدان الإسلامية. كل هذا دفع بعض المسلمين إلى الاعتقاد بأن الصين يمكن أن تكون شريكا أو صديقا أفضل للمسلمين، تماما كما سعى جيل سابق لتكوين مثل هذه العلاقات مع الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك فإن الاكتشافات التي تمت مؤخراً للاحتجاز غير المسبوق الذي ربما يضم ما يصل إلى مليون مسلم في "معسكرات إعادة التعليم" الصينية تكشف حقيقة الصين الشيوعية. المقال المذكور أعلاه يشرح بعض تفاصيل نظام السجن هذا المصمم لمسلمي الإيغور:

 

يقول المدافعون عن حقوق الإنسان والباحثون القانونيون إن الاعتقالات الجماعية في منطقة شينجيانغ الشمالية الغربية هي أسوأ اعتداء جماعي على حقوق الإنسان في الصين منذ عقود... حيث يجبر المسلمون الصينيون في المخيمات على حضور الدروس اليومية والتنديد بمظاهر الإسلام ودراسة الثقافة الصينية السائدة والتعهد بالولاء للحزب الشيوعي الصيني. كما وصف بعض المعتقلين الذين أطلق سراحهم التعذيب الذي مارسه ضباط الأمن ضدهم.

 

ووصف المسؤولون الصينيون هذه العملية بـ"التغيير من خلال التعليم" أو "تعليم مكافحة التطرف". لكنهم لم يعترفوا بأن مجموعات كبيرة من المسلمين يتم اعتقالهم.

 

ومع ذلك فإن أولئك الذين نرغب أن يروا هذا سيدركون أنه حتى قبل ذلك لم تكن الصين صديقاً للمسلمين خاصة في شينجيانغ. منذ فترة طويلة كانت المنطقة الحدودية بين المسلمين والصين تضم شعب الإيغور المسلم النبيل إلى أن أجبرت على الخضوع للصين عندما ضعفت الخلافة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر، عندها تم تشكيل أراضي الإيغور لتصبح مقاطعة صينية جديدة وهي ما أطلق عليه اسم شينجيانغ. تضاعفت الصعوبات التي يواجهها الشعب الإيغوري بسبب الثورة الشيوعية الصينية التي قادها ماو تسي تونغ في عام 1948 حيث إن الأيديولوجية الشيوعية الإلحادية تنكر الدين. وعلى هذا المنوال حتى المسلمون الأصليون من سكان الصين تعرضوا لضغوط كبيرة من السلطات الشيوعية. على الرغم من تخفيف القيود على الدين في عهد دنغ شياو بينغ بعد وفاة ماو، فإن سلطة الحزب الشيوعي تعززت مرة أخرى في ظل الرئيس الحالي للصين شي جين بينغ وهذا يؤثر على المسلمين الأصليين أيضا. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك محاولة السلطات هدم مسجد في نينغشيا تم بناؤه بشكل خاص من قبل مسلمين هوي وهم من الصينيين الأصليين وليسوا من أصل الإيغور.

 

الصين ليست صديقة للبلاد الإسلامية أيضاً. حيث إن السياسة الخارجية الشيوعية سواء السوفيتية أو الصينية كانت تعتبر ذات يوم بأنها ليست استعمارية، وذلك على النقيض من القوى الغربية الرأسمالية. لكن التحركات الصينية الأخيرة لا سيما في إطار مخطط طريق الحرير الذي ابتكره شي جين بينغ في مبادرة الحزام والطريق تعكس جميع السمات المألوفة للإمبريالية الاقتصادية الرأسمالية. كما يتم تقديم تمويل ضخم من الصين على شكل قروض بمجموع مئات المليارات من الدولارات بأسعار فائدة كبيرة، حيث تضخ إلى العديد من البلدان الإسلامية فقط ليعود هذا التمويل بالفائدة إلى شركات البناء والطاقة الصينية التي تعاني من الطاقة الزائدة في الإنتاج بسبب تباطؤ الوضع المحلي للاقتصاد الصيني، الذي يؤدي إلى الاستنتاج الحتمي بأن مثل هذه المشاريع مصممة في الواقع لصالح الصين بدلاً من البلدان المستهدفة التي ستكون مديونة لأجيال.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: 28]

 

هذه الآية الكريمة لا تنطبق علينا فقط بشكل فردي، ولكن الأهم من ذلك أنها تنطبق على الأمة ككل فيما يتعلق بالقوى الكافرة. فلن تتمكن الأمة الإسلامية من انتزاع نفسها من الهيمنة الغربية والاستغلال والاحتلال والدمار الذي تعاني منه من خلال التحول إلى الصين الملحدة والمشركة. ولكن يتحقق ذلك فقط باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وتطبيق شرعه من خلال إقامة الخلافة على نهج النبي r، اعتمادًا على قوتنا ومواردنا التي تفوق قدرات كل أمة على وجه الأرض حتى اليوم، وبالتالي نتمكن من تحرير جميع الأراضي الإسلامية المحتلة بما في ذلك الأراضي الإسلامية المسماة الآن شينجيانغ مما يضطر الصين إلى وقف سوء تعاملها حتى مع السكان الأصليين من مسلمي هوي.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فايق نجاح

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 15 أيلول/سبتمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع