- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
على رأس المئة وعلى رأس السنة
الخبر:
صدور العدد 200 من جريدة الراية التي يصدرها حزب التحرير، وبداية العام الهجري الجديد 1440هـ.
التعليق:
في هذه الأيام أتمت الجريدة السياسية الأسبوعية - جريدة الراية - التي يصدرها حزب التحرير عددها المئتين، الجريدة التي تكاد تكون الوحيدة في العالم العربي والإسلامي، الحريصة على نشر الوعي السياسي بين أبناء الأمة الإسلامية وشعوب المنطقة، تنقل الأحداث والأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية ثم تعلق عليها من وجهة نظر الإسلام ومن زاوية العقيدة الإسلامية، بدأت وما تزال قوية في فكرها وجريئة في طرحها وصادقة فيما تنشره، تخلو مقالاتها من المهادنة والتملق لأشخاص أو لجهة معينة، توثق ما تنشره بكل ما يحتاجه المقال، من مصادر نقل الأخبار والأحداث والأقوال، وتدعم مقالاتها بما يلزم من أدلة شرعية لازمة من الكتاب والسنة، جزى الله خيرا كل من ساهم في إنجاحها وفي توصيلها لأيادي قارئيها، ونسأل الله أن تبقى منارة شامخة بفكرها على كل الصحف، وأن تتصدر صفحتها الأولى نبأ إعلان تحقق وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى نبيه صلى الله عليه وسلم، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، القائمة قريبا بإذن الله.
وفي هذه الأيام أيضا بدأ عام هجري جديد عام 1440هـ والأمة الإسلامية لا زالت تعيش في تخبط وضياع وضنك في العيش، تجمعت عليها دول الكفر قاطبة، كلٌّ يريد أن ينهش من لحمها ويقطع أوصالها وينهب ثرواتها المادية والفكرية، ويستولي على أرزاق وممتلكات أبنائها ويعتدي على أعراضهم، كل ذلك خوفا من أن تقوم للمسلمين قائمة وتعود لهم عزتهم وقوتهم بعودة دولتهم؛ سندهم وجُنتهم، فحينها ستتهاوى عروشهم وعروش عملائهم - العقبة الكئود أمام وحدة الأمة، الذين مارسوا كل أشكال الطغيان والجبروت والظلم على كل من خالفهم الفكر والرأي والتبعية، بعد أن ألصقوا بهم صفة (الإرهاب) و(التطرف).
الأمة اليوم على وشك توديع مرحلة الحكم الجبري وتعد العدة لاستقبال مرحلة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي طالما عمل لأجلها قادة الفكر الإسلامي السياسي - رجال الدولة - حملة الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية، وتحملوا في سبيلها المشاق والصعاب بكل أنواعها وألوانها، فما وهنوا ولا استكانوا، عرفوا أن الهجرة النبوية هي إحدى مراحل الدعوة وليست مجرد مادة تُذْكر في الدروس والاحتفالات، فهموا السيرة النبوية بتفاصيلها واتخذوها طريقة واجبة للسير بحسبها اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وإن شاء الله لن يأتي العام القادم إلا وراية العقاب مرفوعة ترفرف في أيادي قادة الجيوش الفاتحين.
وإلى أن يأتي هذا اليوم الموعود، ما هو واجب المسلمين تجاه ما يحدث للأمة الإسلامية؟
بداية علينا أن نؤكد على أن ذكرى الهجرة النبوية هي تذكير وتكليف لكل مسلم بالعمل كما عمل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، لإيجاد الدولة الإسلامية والحفاظ عليها، فأي معنى للهجرة وأحكام الله معطلة؟! فقد استُبدلت بها شرائع الكفر ومبادئه وأفكاره، أهذا ما يرضي الله عز وجل؟! لا والله لا يرضيه أبدا، فإن أردنا أن نكون من المهاجرين فما علينا إلا أن نهجر كل ما نهانا الله عنه، وأن نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه، بائعين دنيانا، باحثين عن رضا الله وثوابه، مشمرين عن سواعدنا للعمل لتحقيق بشرى رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
وأنتم يا جيوش المسلمين! أنتم منا ونحن منكم، ما يجري عليكم يجري علينا، ألا يكفي ما ترونه من أحداث مروعة تقع على المسلمين لتكون دافعا لكم للتحرك؟! لقد دعوناكم مرارا ولا زلنا ندعوكم أن تسارعوا من فوركم وقبل فوات الأوان للعمل للتغيير وإعطاء النصرة لحزب التحرير، فبالخلافة وحدها يقضى على يهود والصليبيين وسائر الكفار المستعمرين، وتعود الأمة الإسلامية مهابة الجانب يحسب لها ألف حساب.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله