- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سعي الغرب لاستيعاب المسلمين
(مترجم)
الخبر:
ناشد زعيم الحزب الليبرالي كلاس ديخوف الحزب الحاكم في هولندا يوم الأربعاء بمعاقبة المجرم مرتين في بعض المقاطعات وبعض الأحياء الأخرى، ويريد تطبيق ذلك في الأحياء التي يكون فيها أكثر من نصف السكان من المهاجرين غير الغربيين أي (المسلمين) حيث إن معدل البطالة مرتفع، كما ويريد أن تتدخل الحكومة في تعليم الأطفال في هذه الأحياء، وعلى سبيل المثال، أسوة بالدنمارك يجب عقد دروس إلزامية في هذه الأحياء حول "القيم الديمقراطية والتقاليد". والذي من شأنه أن يساعد على عمليات الدمج والتوحيد.
التعليق:
إن هذه العقلية المتعصبة تزداد جرأة في البلدان الغربية، وخاصة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين الذين يعيشون في المجتمعات الغربية. حتى وصلت إلى نطاق جعل السياسيين أمثال كلاس ديخوف يعبث بأفكار أدت إلى اضطهاد المسلمين، مثل فكرة معسكرات الاعتقال. هذه المرة، ليس من خلال القضاء على الأرواح البريئة، وإنما عن طريق القضاء على الأفكار الإسلامية من حياة المسلمين عن طريق فرض السرد الليبرالي العلماني وقيمه على المسلمين.
وقد استلهم ديخوف من الاقتراح الدنماركي الذي تقدمت به حكومة رئيس الوزراء الليبرالي لارس لوكي راسموسن الذي قدم سياسة استيعاب عدوانية للمسلمين فقط، وينبغي للدولة أن تنظم جميع جوانب الحياة في المناطق المأهولة بالمسلمين، المعروفة باسم "الجيتو" بإعطاء دورات إلزامية من أجل دمج المسلمين في الثقافة الدنماركية والحياة العامة. وكذلك في مفاهيم مثل "المساواة بين الجنسين، والمجتمع، والمشاركة والمسؤولية المشتركة...الخ، والمسلمون الذين يعارضون هذا، سيتم تغريمهم أو حتى سجنهم.
واقترح ديخوف أيضا معاقبة الأشخاص الذين يرتكبون جريمة في بعض المناطق المأهولة بالمسلمين، وذلك بضعفي عقوبة المناطق الأخرى في هولندا التي يقل فيها عدد السكان المسلمين.
قبل بضع سنوات كان من المستحيل طرح مثل هذه الأمور، وكانت التجربة المخيفة هي تجريم أعداد كبيرة من الجاليات الصغيرة، وتجريدها من إنسانيتها، ومن ثم القضاء عليها، كانت لا زالت حديثة في الذاكرة. ولكن يبدو أنهم ينسون بسهولة، إن السياسة التي يسعى إليها الساسة الآن ليست مختلفة كثيرا عن السياسة التي سعى إليها الساسة في أوروبا الغربية منذ حوالي 70 عاماً.
ولكن إذا أردت أن تسأل هؤلاء السياسيين اليوم عن هذا التاريخ بالذات، فإنهم بالتأكيد سيعتبرون بأن سياسة الكراهية والدمار هذه، صفحة سوداء في تاريخهم، سيقولون "هذا، ليس أكثر"، لذا، ما الذي يدفعهم إلى السير في المسار نفسه مرارا وتكرارا؟ هل هي كراهيتهم للإسلام فقط؟ أم شيء آخر؟
إن كراهيتهم وبغضهم للإسلام ظاهرة وواضحة للعيان وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منها فقال: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
ولكن هناك أيضا مشكلة أخرى بغض النظر عما إذا كان هؤلاء الساسة هم من الماضي أو الحاضر، لم تتغير الرؤية السياسية المحفورة بعمق، كونها جزءاً لا يتجزأ من العقلية الجماعية للغرب وشعوبه. فعندما تغزو البلاد الأجنبية، فإنها تدمر شعبها، وتستعبدهم، وتستعمر أراضيهم وتنهب ثرواتهم. وعندما يأتي الأجانب الذين لديهم أفكار مختلفة إلى بلدانهم، يمسون غير قادرين على التعامل مع تنوعها حتى بعد قرون من العيش معهم والرغبة في الاندماج، وتَعُدّ أيديولوجيتها هي رؤيتها السياسية المستمدة، وعلى ما يبدو فإنها عاجزة عن توحيد الشعوب ذات الديانات المختلفة والخلفية العرقية معا.
ولا يمكن إنكار وجود عجز جوهري في نظامها يسبب التعصب والكراهية تجاه الغير. إنها ضعيفة وغير قادرة على إنتاج حلول للبشرية. ولا يمكن لأي من الأنظمة الماضية الوصول لرؤية سياسية تحتضن وتضم جميع البشر باستثناء الإسلام.
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا