الثلاثاء، 17 محرّم 1446هـ| 2024/07/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
آلاف المغاربة يهاجرون إلى إسبانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آلاف المغاربة يهاجرون إلى إسبانيا

 

 

الخبر:

 

نقلت الكثير من وكالات الأنباء أخبار قيام أعداد غفيرة من المغاربة بالهجرة السرية إلى إسبانيا هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ومما يلفت النظر هو اشتمال المهاجرين على أطفال قاصرين ونساء، فروا من بلادهم طمعاً في حياةٍ كريمةٍ وفرص عمل لا تتوفر لهم في المغرب.

 

التعليق:

 

لقد كان من البدهيات عند المسلمين الأوائل في عصور دولة الخلافة أن من واجب الدولة أن توفر لرعاياها مسلمين وغير مسلمين التعليم والتطبيب والحاجات الأساسية التي لا يستغني عنها أحدٌ من مأكل ومشرب ومسكن، وكانت الدولة تهتم برعاياها فتبني لهم الجامعات الحديثة، مدرسوها علماءٌ نوابغُ جهابذة، يدرسون كافة أنواع العلوم، فيتخرج منها أبناء المسلمين، وبعد ذلك تقوم الدولة باستيعابهم جميعاً وتوفر لهم العمل فيشاركون في بناء نهضة أمتهم ودولتهم في شتى المجالات، فلم يكن المسلمون في عصور الخلافة يعرفون شيئاً يسمى البطالة أو أزمة عمل، فكانت بلاد المسلمين منارة بين الأمم ومصدر إشعاع علمي في وقت كانت فيه أوروبا تعاني من تأخر علمي وتغرق في ظلام دامس، حتى إن تلك الحقبة الزمنية كانت تسمى بعصور أوروبا المظلمة، ولذلك كان يقصد دولة الخلافة حتى غير المسلمين ليعيشوا بأمانها وتحت سلطانها وينهلون من علومها.

 

ثم خلف من بعد عصور الخلافة تلك عصور حكم الرويبضات العملاء، فخيم الظلام الدامس على بلاد المسلمين وسيطر الجهل وانتشر الفقر، وتخلوا عن رعاية شعوبهم، وأضاعوا البلاد والعباد، بنوا جامعات لشعوبهم إلا أنها خاوية من العلم، نظامها فاشل، مدرسوها تغلب عليهم الناحية المادية، كأنهم تجار لا يفكرون إلا بالمال، يتخرج منها الطالب وكأنه كتاب يتكلم، وإن تخرج فإنه لا يجد فرصة عمل تتناسب مع تخصصه، فيضطر إلى العمل في مجال آخر إن وجد، فتضيع عليه السنوات التي قضاها في جامعته سدى، والدولة لا تتعب نفسها في استيعاب هؤلاء المتعلمين وإيجاد فرص عمل لهم، ولذلك تعاني بلاد المسلمين كافة من البطالة، ولا تجد أحدا من الرويبضات مَن يضع الحلول لمشاكل أبناء الأمة بل ولا يلقي لها بالا، ولا تجد أحدا منهم يفكر بتوفير العيش الكريم لرعاياه، بنوا المستشفيات ولكن لا يقصدها إلا الأغنياء القادرون على دفع المال، أما الفقراء فلا بواكي لهم، وهي حرام عليهم، فلا تستقبلهم المستشفيات لفقرهم، بل قد يموت الفقير على قارعة الطريق وأمام المستشفى ولا يجد طبيبا يرأف بحاله، لقد تخلى هؤلاء الطواغيت عن مسؤوليتهم تجاه شعوبهم، ولذلك يكثر الحديث والتفكير في الهجرة إلى بلاد الغرب بين أبناء المسلمين.

 

إن الهجرة إلى بلاد الغرب من قبل شباب الأمة ليست هي الحل بل هي مشكلة بحد ذاتها، وهي هروب من المشكلة، والأصل مواجهة المشكلة ووضع حلول لها وليس الهروب منها، فالهجرة إلى بلاد الغرب ما هي إلا تفريغ لبلاد المسلمين من الطاقات التي على عاتقها تتوقف نهضة الأمة وتقدمها، وليس من التفكير السليم تفريغ بلاد المسلمين من هكذا طاقات وتقديمها للغرب الكافر على طبق من ذهب ليستفيد هو منها، ويستغلها في حل مشاكله، لقد كان من الأجدى أن يتكتل هؤلاء الشباب الذين يرمون بأنفسهم في عرض البحر طلبا للهجرة فيعملوا على تغيير هذه الأنظمة القمعية التي أفقرت البلاد والعباد، ويعملوا على إيجاد دولة الرعاية الحقيقية؛ دولة الخلافة التي تعمل على رعاية شؤونهم وتوفر لهم العلم والعمل والمسكن والمأكل والمشرب والأمن والأمان، ففي ذلك عز الدنيا والآخرة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وإلى هذا ندعوكم أيها الشباب.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أبو هشام

 

 

وسائط

2 تعليقات

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 07 تشرين الأول/أكتوبر 2018م 00:32 تعليق

    يا رب فرجك ووعدك الذي وعدت

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 07 تشرين الأول/أكتوبر 2018م 00:21 تعليق

    يا رب فرجك ووعدك الذي وعدت

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع