يموت أطفال اليمن جوعاً، في ظل الرأسمالية

الخبر:

"أزمة اليمن: "موت 85 ألف طفل" بسبب سوء التغذية الحاد". تحت هذا العنوان، نشرت قناة BBC العربية تقريراً عن الأزمة في اليمن ذكرت فيه إحصائيات عما يجري هناك وأعداد الضحايا.

التعليق:

85 ألف روح بريئة قضت جوعاً، في عصر السرعة. حيث ينشغل العالم "المتحضر" بغزو الفضاء وتطوير تقنيات وسائل التواصل والاتصال. وانشغل في خضم التنافس المحموم على زيادة الأرباح عن أهل اليمن الذين يموت عشرة أطفال منهم جوعا، مقابل طفل واحد تقتله طائرات التحالف، وسط الصراع على مصالح القوى بين أمريكا وبريطانيا على أرض اليمن وخيراته.

ينشغل العالم عن قوت بضعة آلاف، وهم بضعة آلاف، مجرد أرقام، سجل جديد في إحصائية جديدة للأمم المتحدة، تكلفهم تقريراً شهرياً، وربما بياناً صحفياً يستدعي من الأمين العام شجب ما يجري وإبداء قلقه حول ما يجري.

في الشهر الماضي، حذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 14 مليون يمني باتوا على حافة المجاعة. وكما اعتدنا فالأمم المتحدة تحذر من الوضع المزري، وتدعو في المقابل لمحادثات سلام بين القاتل والضحية. كأن هذه الأرواح لا قيمة لها، وكيف تكون لأرواح المستضعفين قيمة في نظر قاتلهم؟

أليس هذا ما قامت به الأمم المتحدة في سوريا من قبل وفلسطين والعراق وأفغانستان؟ وها هي تكرره في اليمن دون خجل ولا ذرة إنسانية؟

هؤلاء الأطفال، هم كل الدنيا في نظر أهليهم الذين يشهدون موتهم آلاف المرات يومياً قبل أن تفيض الروح إلى بارئها، فالأطفال الذين يموتون بهذه الطريقة يعانون بشكل كبير لأن وظائف الجسم الحيوية تتباطأ ثم تتوقف تماما في نهاية المطاف. إن أجهزة المناعة لديهم ضعيفة للغاية بحيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، فيما يصيب بعضَهم وهنٌ شديد لدرجة أنهم لا يقدرون على البكاء. بينما يضطر أهلهم لمشاهدتهم وهم لا يملكون لهم شيئاً.

وهؤلاء الأطفال وكل روح مسلمة هي عند الله أغلى من البيت الحرام وأعظم حرمة...

لكن: هل صان حكام المسلمين حرمة البيت الحرام ليحفظوا لأرواح المسلمين مكانتها؟!

هذه الأرواح لو كان للمسلمين دولة وإمام لجاع دونهم، ولما ذاقت عيناه النوم وهم جياع محرومون. أما وقد ولينا حكام سوء، فلا يسعنا إلا أن نذكر دعوة رسولنا حيث ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله e: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ».

اللهم فاشقق على حكامنا، وكل من ساهم في إزهاق روح مسلم.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال