الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ميزانية السعودية كالعادة - ضبابية في الأرقام وتمويه بالتصريحات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ميزانية السعودية كالعادة - ضبابية في الأرقام وتمويه بالتصريحات

 

 

 

الخبر:

 

أكد وزير الإعلام الدكتور عواد العواد أن ميزانية 2019 تتميز بالشفافية والإفصاح.

 

وأشار العواد خلال ملتقى الميزانية السعودية 2019 اليوم إلى أن ميزانية المملكة هدفها تحقيق التنمية وتشجيع المستثمر المحلي والأجنبي على العمل في المملكة. ولفت العواد إلى أن رؤية 2030 تسير وفقا لما هو مخطط لها. (صحيفة المواطن 2018/12/19م)

 

التعليق:

 

أعلنت وزارة المالية السعودية قبل أيام عما سمته أضخم ميزانية في تاريخ المملكة حيث يصل حجم الإنفاق فيها إلى 1.106 تريليون ريال، وقد اشتمل الإعلان على الكثير من المغالطات من نواحٍ عدة، نبين ما تيسر منها كما يلي:

 

1- إنه ليس بالإنجاز أن تزيد الميزانية هذا العام عن العام الماضي وهو في عرف الاقتصاديين أمر طبيعي بديهي، فأعداد السكان في ازدياد وبالتالي فإن الميزانية لا بد أن تكون بازدياد مطرد يتوافق مع التعداد السكاني بل وحتى تزيد عليه في حال كان هناك تحسن في النواحي الاقتصادية.

 

2- إن الميزانية "التاريخية" والتي ينسب الفضل فيها إلى إنجازات رؤية 2030 ما زالت تعاني من نفس أزماتها التي ما برحتها، فالرؤية في ذاتها ما زالت تعاني من إخفاقات تلو الإخفاقات، فالمشاريع المعلن عنها لتحقيق الرؤية منذ 2015 ما زالت حبرا على ورق، وفكرة اكتتاب أرامكو في الأسواق العالمية - على خطئها - تبخرت وذهبت أدراج الرياح، والمستثمرون الذين علقوا آمالهم على الانفتاح والمردود الاقتصادي الضخم هربوا خوفا على أموالهم ومصالحهم، وعلموا أن الناس في بلاد الحرمين حتى الآن لا يمكن أن يقبلوا بالمشاريع السياحية الإفسادية والبرامج الانفتاحية المنحرفة.

 

3- إن مشاريع الرؤية وبرامجها - والتي تعتمد عليها الميزانية في تحقيق نجاحاتها - ما زالت تجاهر في المعاصي أمام الناس، والتي كان آخرها سباق السيارات في الدرعية، والذي صاحبه حفلات الغناء الماجنة والاستعراضات الخليعة، وهو المشروع الذي وقع على كامل تفاصيله طوال ثلاثة أيام بلياليهن محمد بن سلمان ومجموعته من المعاونين والوزراء، وذلك ليزيدوا التأكيد للجميع بأنهم يوافقون على كل ما يحصل في هذه المناسبات وأنهم عازمو الخطا في تنفيذ ما يسعون إليه، وهنا نذكرهم جميعا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [سورة النور: 19].

 

4- إن إعلان الميزانية هذا، جاء وكالعادة لذر الرماد في العيون، فالمشاريع التنموية الحقيقية ما زالت غائبة وبعيدة كل البعد، كما أن الوعود التي أطلقتها الرؤية وأطلقها الوزراء من ورائها ما زالت أحلاما يكذبها الواقع، وجدير بالذكر أن وزير الإسكان كان قد وعد في عام 2017 أنه وبحلول عام 2019 سوف يكون بناء البيوت للرعايا خلال يومين، وهو ما دفع الناس في بلاد الحرمين بالتفاعل مع الموضوع بأنهم صاروا يعدون اليوم بعد اليوم لتذكير الوزير بحلول عام 2019 وأنه لم يبق على الوعد إلا قليلا.

 

5- لم تحقق الميزانية حتى الآن على صعيد الاعتماد على الموارد الداخلية أي شيء يذكر، فميزانية الدفاع ما زالت كسابقتها في أرقامها الفلكية والتي تذهب كل عام لأمريكا والغرب، وذلك لأن الحرب في اليمن ما زالت مستمرة طالما أن أمريكا لم تأمر بإيقافها، كما أن أرقام المبتعثين إلى الخارج في أمريكا وأوروبا ما زالت كما هي رغم وجود 30 جامعة حكومية و12 أهلية و13 كلية مختلفة و7 كليات عسكرية في البلاد، تستوعب ضعف عدد الجامعيين بل ربما أكثر، غير أن الأولولية في الوقت الحالي للحكومة هي المشاريع التغريبية وخدمة الغرب حتى لو كان على حساب الميزانية ومقدرات الأمة.

 

6- لا ننسى هنا أن نذكر أنه ما زالت جملة كبيرة من أرقام الميزانية في طي الكتمان لا يعرف مدخلها ولا مخرجها وخصوصا في ما يتعلق بالنفط وأسعاره ومبيعاته، وهو ما صار معروفا لدى العامة بأنه خارج حسابات الميزانية التي تعلن للشعب، وطبعا فالجميع يعرف لمن تذهب هذه الحسابات!

 

7- على أرض الواقع وبعيدا عن مقارنات الأرقام وضبابيتها، يمكن اختصار المشهد بسؤال أحد حضور مؤتمر إعلان الميزانية وهو أحد التجار المشهورين حين وجه سؤاله لوزير المالية عن حقيقة ما أعلنته وزارة المالية بأن النمو في الاقتصاد حقق 2.3% بينما كان رجل الأعمال يتساءل عن حقيقة هذا الرقم على أرض الواقع وهو يشاهد بأم عينه التجارة تكسد والناس يخسرون، فما كان من الوزير إلا أن أدخله في دوامة الجمل الرنانة والعبارات المنمقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع أمام حقيقة يراها الناس ويحسونها كل يوم، وهي حقيقة أن الأوضاع الاقتصادية لا تسير على ما يرام، فإذا كانت الأمور على ما يرام كما تصفها الحكومة، وما دامت الميزانية في ارتفاع ونجاح كما يقولون، فلماذا لا يحس الناس بذلك؟ ولماذا لا يشعرون بمردود ذلك على معاشهم ويومياتهم؟

 

إن الضامن الوحيد لتحقيق أرقام حقيقية في ميزانية المسلمين، هو تطبيق شرع الله في ظل دولة الخلافة الراشدة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ماجد بن صالح – بلاد الحرمين الشريفين

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 كانون الأول/ديسمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع