السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نكتة المناظرات الشكلية بين يدي وعي الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نكتة المناظرات الشكلية بين يدي وعي الأمة

 

 

 

الخبر:

 

عقدت لجنة الانتخابات للجمهورية الإندونيسية المناظرات بين المرشحين لرئاسة الدولة للجولة الأولى يوم الخميس 2019/1/18 عن القضايا المتعلقة بإقامة القانون، وحقوق الإنسان، والفساد، و(الإرهاب). وعلى الرغم من أن لجنة الانتخابات قد أعطت لكل من المرشحين العناصر والنقاط الرئيسية التي تتضمنها المناظرات وحتى الأسئلة المعدة لهم من المحدثين وأعضاء اللجنة، لكن الرأي العام لدى الشعب الإندونيسي يدل على أن المناظرات قد فشلت في طمأنة المنتخِبين، ولا تزيد المناظرات عن عرض النظريات المملة والتعهدات الفارغة وإظهار عجز المرشحين حتى أصبحت هذه المناظرات مصدر نكتة وهزل ومزاح لدى الشعب، وهذا يدل على مدى خيبة الشعب الإندونيسي من أداء المرشحين كما هو ظاهر في وسائل الإعلام الإلكترونية. من ذلك الأسف الذي أبداه نائب رئيس مجلس النواب سيد فخري حمزة حيث قال: هل لجنة الانتخابات لا تستحيي من سير المناظرات مثل المسابقات بين التلاميذ في المدارس؟ بل الأمر أسوأ من ذلك، حيث كان المرشحون منشغلين بقراءة المذكرات الورقية لإعداد الجواب غير مهتمين بالبلاغات والاعتراضات من الفريق المنافس.. فعلى لجنة الانتخابات أن تكف عن هذه المناظرات الشكلية والمسرحية.. هذا تجهيل للشعب..! (ديتيك نيوز، 2019/1/18)

 

التعليق:

 

أعلنت لجنة الانتخابات للجمهورية الإندونيسية في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي الفريقين من المرشحين في الانتخابات لاختيار رئيس الدولة، الفريق الأول هو من الفئة الحاكمة بالمرشح الرئيس الحالي جوكو ويدودو مع نائبه الشيخ معروف أمين، والفريق الثاني هو الفئة المعارضة بالمرشح الجنرال برابوو سوبيانتو مع نائبه ساندياكا صلاح الدين..

 

وقد بدأت الحملات الانتخابية من شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، ولم يتركز للشعب الإندونيسي ما هي رؤية المرشحين لمستقبل إندونيسيا وكيف تخرج هذه البلاد من أزماتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية وغيرها، ولا سيما المتعلقة بسيطرة النفوذ الأجنبي الظاهرة في استغلالهم لثروات البلاد وتذرعهم بالديون لتثبيت هيمنتهم، التي سببت زيادة ثقل الحياة وفقر البلاد.

 

وإن كان هناك دعم من الشعب الإندونيسي لفريق المعارضة المتمثلة في ترشيح الجنرال برابوو ولكنه ما هو إلا بسبب تراكم غضب الشعب من الفئة الحاكمة التي يراها الشعب أنها فشلت في تحقيق الرفاهية، وأخلفت كثيرا من وعودها وتعهداتها، وأغرقت البلاد في الديون ومالت إلى المصالح الأجنبية، وأساءت للإسلام وعلماء المسلمين..

 

كيف لا، فقد ارتفعت قضية تسريح العمال الداخليين حتى بلغ عددهم أكثر من 15 ألف عامل في سنة 2018، في حين تزايد عدد العمال الأجانب، وبلغت ديون إندونيسيا 5.593 تريليون روبية (378.874 مليار دولار) فأثقلت تكاليف الدولة في سداد الديون واستنزفت ميزانية الدولة لأجلها، واستمرت باستيراد الاحتياجات الأساسية على الرغم من أن الإنتاج الداخلي متوفر، كما حصل خلال سنة 2018 استيراد مليوني طن من الأرز، واستيراد 100 ألف طن من الذرة، واستيراد 4.6 مليون طن من السكر، وغيرها من المواد الأساسية، التي سببت خسارة المزارعين من أهل البلاد. وكل ذلك حاصل، وقد أخلف الرئيس وعده في تجنب زيادة الديون، وتحديد العمال الأجانب، وتوفير مجال العمل، والكف عن استيراد المواد الأساسية، وتحقيق الاستقلال الغذائي وعدم رفع سعر الوقود، وغيرها وغيرها..

 

لأجل ذلك فقدْ فقدَ الشعب الإندونيسي الآمال من الانتخابات القادمة، ولكن الغضب كان على الفئة الحاكمة، ما جعل الفئة المعارضة تحصل على بعض التأييد الشعبي حتى ولو كان غير أصيل. فلا عجب إذا أصبحت المناظرات بين المرشحين موضوع هزل ومزاح لدى الشعب. ولكن الأمر سيتغير ما إذا تجرأ أحد الفريقين على إثارة الجدال حول الأمر الذي أصبح مرفوضا لدى الحكومة مثل قضية تحكيم أحكام الشرع، وفكرة الخلافة، التي هي آمال حقيقية لدى الشعب المسلم، عند ذلك ستحظى هذه المناظرات بقيمتها وشأنها. وهذا ما عبر عنه السيد فخري حمزة نائب رئيس مجلس النواب الحالي حيث قال: لم لا نتكلم في المناظرات شيئا يصبح اليوم موضوع جدال في الشعب مثل قضية تحكيم الشرع..؟ أليس الكلام عن الشريعة الإسلامية هو الكلام عن الحكم؟

 

هذا القول وجيه، فإن الأمة قد وعت قضيتها التي هي الإسلام، والشعب الإندونيسي هو شعب مسلم بلا شك، وهم قد مارسوا عصورا شتى تحت ظل النظام الديمقراطي وذاقوا فساده، وعرفوا خيانة سلطانه.. فمن أراد أن يحظى بدعم الأمة فعليه أن يتكلم عن الإسلام وتطبيقه، ومن وقف ضده خسر، ومن وقف ضده خسر...

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أدي سوديانا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 22 كانون الثاني/يناير 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 22 كانون الثاني/يناير 2019م 20:15 تعليق

    بارك الله فيكم وفي جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع