- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
باكستان تحتاج تغييرا للنظام، لا مجرد تغير في الوجوه
(مترجم)
الخبر:
بحضور كامل المحكمة بمناسبة تقاعده في 17 كانون الثاني/يناير 2019، قال رئيس المحكمة العليا ميان شكيب نزار، إنه خلال فترة ولايته أصدرت المحكمة العليا عدة أحكام بارزة، بما في ذلك الحكم المتعلق بجلجيت بالتستان. كما اتخذت المحكمة خطوات لضمان الأمن المائي لشعب باكستان. وأضاف نزار: "لقد عملت في إطار مدونة السلوك للقضاة وكان شرف لي أن أخدم الأمة".
التعليق:
كان ميان شكيب نزار رئيس قضاة باكستان الخامس والعشرين وبقي في منصبه في الفترة من 31 كانون الأول/ديسمبر 2016 حتى 17 كانون الثاني/يناير 2019. وخلال فترة توليه لهذا المنصب، قام بالعديد من الإجراءات المنفردة حتى إن نادي القضاء شكك في الغاية والحكمة من ذلك. خلال فترة ولايته تم استبعاد رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف من منصبه. كما تولى العمل على جميع القضايا التي يواجهها العامة من الناس تقريبا فيما يتعلق بالصحة والتعليم والتجاوزات والحكم وتوفير المياه. وقد تمت ترقيته وتقديمه كمخلص للشعب ليكون ذلك بمثابة بصيص أمل في النظام الحالي.
في الواقع، إن النظام السياسي في باكستان، القائم على الديمقراطية، خذل الشعب دائما في كل جانب من جوانب الحياة. وعندما يصل إحباط الناس إلى المستوى الذي يمكن أن يؤدي إلى ثورة جماهيرية ضد النظام الذي صنعه الإنسان، فإن الحكام يقدمون دائماً بديلاً من النظام ذاته. هذا البديل هو الحكم العسكري في وقت ما، والذي يؤسس شرعيته على وعد بأن ينظف النظام من السياسيين الفاسدين، وهو ما لم يفعله أبداً. وبالمثل، فإن البديل يأتي في بعض الأحيان على شكل طفرات من النشاط القضائي صادر عن المستويات العليا للقضاء. يقدم هذا صورة للناس أنه إذا ما ظل القضاء مستقلاً ونشطاً، يمكن بذلك ضمان حقوق الشعب من خلال النظام الحالي. ومع ذلك، هذا لا يحدث أبدا. وفي بعض الأحيان يكون البديل في شكل شخصية سياسية جديدة، تقوم بوعود جديدة ومطالبات طويلة. ومع ذلك، دائماً ما تفشل في تحقيق المطلوب. الشيء الوحيد الذي تم تحصيله في هذه الافتعالات التي لا طائل منها، هو استمرارية النظام الوضعي الفاشل.
شهد الشعب الباكستاني بدائل عسكرية كأيوب خان، وضياء الحق ومشرف، وقد رأوا بدائل للنشاط القضائي كمحمد شودري وميان شكيب نزار. كما رأوا بدائل جديدة وتغييرات للوجوه على مر العقود، كذي الفقار علي بوتو، ونواز شريف والآن عمران خان. ومع ذلك، فشلت جميع البدائل في تحقيق ادعاءاتهم الطويلة. كل ما حققوه هو تخفيف الضغط العام عن كاهل النظام الوضعي الفاسد، عن طريق صرف نظر الناس عن رؤية الحل الحقيقي. الحل الحقيقي هو تغيير النظام كله بدلاً عن مجرد إجراء تغييرات في وجوه من فيه. وهذا لا يمكن أن يكون إلا بحكم الله الذي تطبقه الخلافة على منهاج النبوة.
وهكذا انتهى عصر جديد من النشاط القضائي، لكن وضع شعب باكستان بقي على حاله لم يتغير. وسنستمر في رؤية مثل هذا الإجراء مرة أخرى إلى أن يأتي الوقت الذي ندير فيه نحن، مسلمو باكستان، ظهورنا للديمقراطية ونقيم الخلافة على منهاج النبوة. هذا هو الحل الوحيد الذي نملكه وهذا هو "التغيير" الحقيقي الوحيد. فكل الأفعال والبدائل الأخرى هي مجرد وهم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً﴾ [النور: 39]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان