- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
دويلات الخليج لا تجرؤ على ذكر الصين بسوء، فما بالك بمعاداتها؟
الخبر:
"كما قيل إذا كان القرن التاسع عشر أوروبياً، والقرن العشرين أمريكياً، فإنه بلا منازع سيكون القرن الحالي صينيا" هذا البعض مما جاء في مقالة طويلة بجريدة "عمان" الخليجية تطنب في مدح الصين وتعتبرها القوة الدولية الصاعدة بقوة التي تدفع أمريكا للتراجع والانهيار.
التعليق:
حينما يتعلّق الأمر بالصين وحملتها المتوحّشة ضدّ المسلمين الإيغور، فإن دويلات الخليج المتمثلة في (السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، والكويت) لا تنبس ببنت شفة ولا تجرؤ حتى على إدانة شريكتها أو استنكار سياستها الممنهجة ضد إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية الذين يعيشون مأساة فظيعة على يد الحكومة الصينية. ولعلّ العلاقات الخليجية الاقتصادية القوية مع الصين والتي تجعل منها شريكا مضمونا ودائما أوثق وأقوى من المخاطرة بعملية استهجان أو تنديد أو استنكار، خصوصا وأن السعودية تُعتبر المورّد الأول للنفط الخام للصين منذ عام 2002، أما الإمارات فتُعدّ الصين ثاني أكبر شريك تجاري لها من بعد الهند، وبالنسبة لقطر فالصين تحتل المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري لها إذ يُقدّر حجم التبادل التجاري بين البلدين بـ11 مليار دولار!، وكذا الأمر بالنسبة لسلطنة عمان التي وقعت اتفاقية مع الصين خلال الأشهر الماضية ببناء مدينة صناعية كاملة جنوب العاصمة مسقط بميزانية تفوق الـ10 مليار دولار!
وهذا ما يجعل الصين مطمئنّة نسبيا من شركائها في القارة، خصوصا أنهم يؤمنون بصعودها الاقتصادي والدولي ويسعون لضمان ديمومة علاقاتهم بها، والأهمّ من ذلك، فالصين لم تُدِنْهُمْ بالتعدّي على حقوق الإنسان وحقوق المرأة كما تفعل بهم أمريكا وبريطانيا في كلّ مرة، ولم تدرجهم ضمن أيّ قائمة سوداء حتى إن السعودية تسعى للتعلّم من الصين ونسخ جوانب مهمّة من نظامها القانوني، خاصة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 واستراتيجية الصين للحزام والطريق.
ليس من العجيب أو المفاجئ أن يكون الخذلان صريحا مُعلَنا من حكام الخليج، فليس من مواقفهم نصرة المسلمين والذبّ عنهم، لكن مشاركاتهم في التنديد والشجب كانت شحيحة مثل نظرائهم حكام العرب، فيما يحدث لمسلمي الروهينجا أو فيما يحدث في فلسطين، لكنّ الموقف تحوّل إلى حالة جمود وبُكْمٍ حينما تعلّق الأمر بالصين وتغوّلها على المسلمين، فصفقات المال بملايين الدولارات لا تحتمل معها المجازفة، ثمّ إن مبادرة الصين بمشروع "حزام واحد طريق واحد" الذي يُشير إلى ربط الصين بأوروبا وكامل آسيا وأفريقيا، من أجل التنمية وتعزيز الاقتصاد العالمي، سيمكَن دول الخليج من تطوير مصالحها وعلاقاتها وضمان علاقات تجاريّة مستقرة ومربحة.
إنّ الذين تواطؤوا على اليمن الذي يجاورهم بل يلاصقهم، فدمّروه وقصفوه وجوّعوا أهله وشرّدوا أطفاله من أجل مصالح أسيادهم الغرب، لن يُعجزهم الخذلان والتعتيم على جرائم الصين في حق إخواننا الإيغور فيما يتعلًق الأمر بمصالحهم ومكاسبهم، وأمعنوا في التعتيم على شعوبهم التي باتت تعيش حالة عزلة عن الأحداث التي تقع في الخارج بإيهامهم بسياسة "عدم التدخّل" والاهتمام فقط بمنطقتهم وتغيراتها السياسية والاقتصادية المتصاعدة!
لن يوقف تغوّل الصين على المسلمين الإيغور إلاّ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تدوس شرار القوم بنعال جيوشها، وأمّا حكام المسلمين العرب منهم والعجم فلا نستجديهم ولا نستعطفهم بنصرة إخواننا المضطهدين في كل العالم، بل نقول لهم ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [الأنفال: 58]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري
وسائط
1 تعليق
-
بارك الله الجهود الطيبة