- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مفتي روسيا: 30% من السكان سيكونون مسلمين
(مترجم)
الخبر:
سيزداد عدد المسلمين في روسيا في السنوات والعقود القادمة. هذا ما ذكره رئيس مجلس المفتين في روسيا رافييل غينتودين خلال المؤتمر العلمي "تاريخ الإسلام في روسيا: تقاليد الوطنية والتعايش"، الذي عقد في البرلمان الروسي مؤخرا.
قال غينتودين وفقا للتوقعات من المتخصصين الذين ليس لدينا شك في كفاءتهم، في غضون خمسة عشر عاما من الآن فإن حوالي 30٪ من السكان الروس سيكونون من المسلمين، وهذه التنبؤات تؤكدها الممارسة عموما، فمثلا، في عام 2018 يوم عيد الأضحى وفقا لمعلومات رسمية، حضر أكثر من 320 ألف مسلم للصلاة في منطقة موسكو فقط، ويتم تحديث هذه السجلات سنويا. أضاف مفسرا سبب ذكره هذه الإحصائيات: باستخدام كلمات رئيس دولتنا بوتين، فقد تم تحديد الأهداف الاستراتيجية منذ مدة طويلة ولكن ببساطة لم يبق وقت لهذا التراكم، إننا بحاجة إلى العشرات من المساجد الجديدة المقابلة للبنية التحتية الثقافية والتعليمية في أكبر المدن في روسيا، ومن الضروري ضمان الحد الأدنى من المجموعة الاجتماعية لرجال الدين المسلمين، وخاصة الشباب لتعزيز المراكز الدينية الموجودة ليس في الضواحي، ولكن أيضا العواصم، بالقرب من المراكز الرئيسية للعلوم الأكاديمية.
التعليق:
وفقا للمعلومات الرسمية، فإن أكثر من 20 مليونا من المسلمين يعيشون في روسيا، أي حوالي 15٪ من مجموع سكان البلاد، ويشمل هذا العدد كلا من المناطق المسلمة البدائية في منطقة الفولغا، والأورال، وسيبيريا والقوقاز التي احتلتها روسيا منذ منتصف القرن السادس عشر، والمناطق الروسية، المليئة بالعمال المهاجرين من آسيا الوسطى، مع مراعاة عملية انقراض السكان الروس والطفرة الديموغرافية الدائمة التي تعاني منها الشعوب الإسلامية، فإن الأرقام التي استشهد بها المفتي تبدو واقعية إلى حد ما.
وبطبيعة الحال، فإن زيادة عدد المسلمين لا يمكن إلا أن تجلب السرور، وخاصة نسبتهم إلى غير المسلمين، ولكن، هل حقيقة زيادة عدد المسلمين ظاهرة إيجابية كما هي؟ إطلاقا، لا سيما أن الكرملين لا يجلس مكتوف الأيدي ويبذل جهودا كبيرة لضمان أن تصبح الشعوب المسلمة المستعمرة موالية لروسيا، وليس للإسلام والأمة، وللأسف، والفضل لأمثال المفتي غينتودين، فإن جهود روسيا كللت بالنجاح؛ فعلى مدى السنوات العشرين الماضية لحق ضرر شديد بالوعي السياسي والديني للمسلمين، فهل سيكون هناك خير في 40 مليون مسلم الذين سيخدمون الاستعمار، كما وعد المفتي غينتودين بالكرملين؟
المفتي غينتودين بدون أي تردد يستشهد بالعدد المتزايد من المسلمين فقط من أجل أن يطلب من المستعمر الروسي مزيداً من التمويل لخدمة المصالح الروسية بشكل أفضل، ومع ذلك فهو ليس وحده بهذا التفكير، تقريبا جميع المفتين والمفتيات والمنظمات الدينية الرسمية في روسيا منخرطة في النشاط ذاته.
في الواقع، إن الرؤية الصحيحة في هذا الموضوع هي أن المسلمين لا يحتاجون من روسيا إلى مساجد ضرار، ولا إلى أئمة فاسدين موالين لروسيا، ولا إلى مدارس دينية تدرس الإسلام المزيف والكفر، إن المسلمين في منطقة الفولغا والأورال وسيبيريا والقوقاز يحتاجون اليوم إلى وعي بالوضع الذي هم فيه، وعي بمسارهم ومهمتهم التي يفرضها دينهم عليهم والتي كان أسلافهم يحملونها عبر عصور التاريخ.
نحمد الله، أنه بإمكاننا رؤية كل هذه المناطق المسلمة الآن تميل إلى إحياء الهوية الدينية والوطنية والمناقشات حول مصير المسلمين داخل روسيا هي الأكثر تكرارا، كما يمكن ملاحظة بطء وعي الشعب المسلم على نير الاستعمار الروسي وأهمية توحد المسلمين، لذا هذه هي العملية التي ينبغي أن تركز عليها اليوم جميع القوى الإسلامية المخلصة في روسيا، وحملة الدعوة، وأهل العلم والمعرفة، وبعد كل ذلك فإنه يعتمد على الدور الذي سيتمكن المسلمون في هذه المنطقة من القيام به في تاريخ الإسلام وفي اللحظة الحاسمة للأمة. يقول الله عز وجل:
﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور
وسائط
1 تعليق
-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، إلا أدخَله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذلًّا يُذِلُّ الله به الكفر)؛