الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ

 

 

 

الخبر:

 

في أيام ذكرى هدم الخلافة الثامنة والتسعين، تتوالى الأخبار المؤلمة، نذكر منها على سبيل المثال:

  • الأحكام الجائرة بحق حملة الدعوة في روسيا
  • الجريمة البشعة بحق المصلين في مسجدين في نيوزيلندا
  • وفاة 12 رضيعا بمركز التوليد في أكبر مستشفى في تونس
  • إعدام تسعة من زهرة شباب مصر
  • غارات على قطاع غزة واعتداءات على الأقصى... وغيرها

التعليق:

 

إن من يتتبع هذه الأخبار المفجعة والتي تزداد فظاعتها يوما بعد يوم، يقف متسائلا: إلى متى هذه الأحداث المتتالية والمتسارعة، أما من نهاية لهذا النفق المظلم؟ وهل إلى الخروج من سبيل؟ أم سنبقى في هذا الظلام الموحش نندب حالنا، يلفنا اليأس والقنوط؟!!

 

لقد جبلت النفس الإنسانية على السعي لإشباع الغرائز ومنها غريزة التدين وغريزة البقاء، تلجأ إلى من ترى فيه القوة والمنعة ليحميها، فكان الناس على أشكال؛ منهم من انحرفوا واتخذوا من المخلوقات آلهة عبدوها فكانوا من الضالين المضلين. وهناك من عرفوا الله واستسلموا وانقادوا له، عرفوا أن لا منقذ ولا ناصر ولا معز لهم إلا هو سبحانه، ساروا مع نبيهم محمد r ملتزمين بشريعته كاملة، ثم أكملوا المسير بعد وفاته فكانت دولتهم هي دولة العز والقوة والمنعة، وقفت في وجه كل ما يمكن أن يهدد وجودها، فكانت عصية على الأعداء واستمرت ثلاثة عشر قرنا مهابة وجيشها لا يقهر.

 

إلا أن مكر الأعداء ومحاولاتهم الحثيثة لم تتوقف؛ فقد جربوا أن يقضوا عليها عسكريا ففشلوا، واقتصاديا فلم ينجحوا، لكنهم حين استطاعوا أن يضعفوها فكريا ويشوهوا على المسلمين مفاهيمهم الإسلامية، استطاعوا حينها أن يبدأوا بقضم بلادها جزءا جزءا فبان الوهن والضعف إلى أن قضوا عليها وأسقطوها ويا حسرتاه!

 

ثم توالت على الأمة النكبات والفواجع وصارت تشتد أكثر فأكثر، كلٌّ يريد أن يمحو الإسلام من الوجود، لكن أنى لهم، فعقيدة المسلمين لا يمكن أن يقدر أحد على قلعها من قلوب وعقول المسلمين، وما دامت العقيدة صامدة حية، فالأمة الإسلامية تبقى حية ولو كبت وغفت قليلا، وها هي اليوم بدت عليها الصحوة وعادت تبحث عن عزها وخلافتها.

 

فيا أيها المسلمون المضطهدون، يا من تريدون العزة وتسعون لنوالها!

 

نقول لكم: ليست العزة بالاستكبار على الحق والشموخ بالباطل، وليست طغيانا ولا تجبرا وفجورا، وإنما هي استعلاء على الشهوات وعلى القيود والذل والخضوع لغير الله، يقول تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ أي الخضوع لله والخشية منه ومراقبته في السراء والضراء، واليقين بأن وعد الله حق، وأنه آت لا ريب فيه، ولن يتخلف. فالتزموا طريق الحق ولا تحيدوا عنه قيد شعرة، اعملوا ليوم العودة لاستئناف الحياة الإسلامية في ظل دولة العز والسؤدد، دولة الحماية والرعاية للمسلمين ولغير المسلمين، عسى أن تكونوا من جنودها وشهودها.

 

وأنتم يا من تمكرون السيئات أيا من كنتم، إن مكركم لن يدوم بل هو إلى بوار ولكم عذاب شديد ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

آخر تعديل علىالأربعاء, 20 آذار/مارس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع