الأربعاء، 18 محرّم 1446هـ| 2024/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تُرى هل هو إعادة فرز الأصوات أم منع انهيار أردوغان؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تُرى هل هو إعادة فرز الأصوات أم منع انهيار أردوغان؟

 

 

الخبر:

 

بعد الانتخابات المحلية التي عُقدت في 31 آذار تم إلغاء الأصوات في 16 مقاطعة في إسطنبول وإعادة فرزها بأكملها في مقاطعة جطلجة. (خبر ترك 2019/04/03)

 

التعليق:

 

لقد خسر حزب العدالة والتنمية خمس مدن أساسية في الانتخابات المحلية التي أجريت مؤخرا في 31 آذار/مارس حيث لم يقبل بالهزيمة التي مني بها خصوصا في إسطنبول وأنقرة. ولأنه كذلك فقد شوهد مسؤولو الحزب يدلون تصريحات تلو التصريحات خلال الأربعة أيام المنصرمة، إذ لا يُعلم مصدر هذه التصريحات أهو الخوف أم الاضطراب؟ حيث قاموا بتهيئة الأجواء لإعادة فرز الأصوات ولتمهيد أرضية لخديعة أخرى قائلين: (الصوت الانتخابي هو عرض سياسي)، (لا نريد التفريط بأي صوت انتخابي)، (الانتخابات تنتابها الشكوك).

 

إن الذي أدخل الشكوك في الانتخابات هو حزب العدالة والتنمية نفسه، ففي الوقت الذي كانت فيه عملية فرز الأصوات مستمرة طلع علينا على شاشات التلفزيون من يدعي كذبا فوزه بالانتخابات ممارسا عملية غسل للأدمغة دون وجل أو خجل من أحد، كما شاهد الملايين من الناس توقف وكالة الأناضول وهيئة الانتخابات العليا عن إعطاء المعلومات بعد وقت محدد وبالذات عندما زاد الفرق في الأصوات بين حزب العدالة والتنمية وبين حزب الشعب الجمهوري حيث وصل إلى 4400 صوت لصالح الثاني. إذ إن حزب العدالة والتنمية مارس الفساد الإداري أمام الملايين دون أدنى حياء، ومارس الكذب والدجل بشتى الطرق لاستعادة إسطنبول وأنقرة.

 

والآن يقدم طلب اعتراض على اعتبار أن بعض الأصوات الانتخابية فاسدة في بعض المقاطعات وإعادة فرز كل الأصوات في مقاطعات أخرى، ولأنها تدور في فلكها فإن هيئة الانتخابات العليا قبلت على الفور طلب الاعتراض الذي قدمته حكومة حزب العدالة والتنمية وقررت إعادة فرز الأصوات في 18 مقاطعة في إسطنبول و11 مقاطعة في أنقرة. تُرى لماذا كل هذا الارتباك لأردوغان والحكومة؟

 

إن ما يجري هو ليس ارتباكا بل هو خوف من حدوث تأثير الدومينا، فهي محاولة لكبح انصراف الناس من حول أردوغان وحزب العدالة والتنمية والقبول بهزيمة أردوغان وانهياره في إسطنبول الذي برز وشمخ فيها وانهيار سلالته الحاكمة، وهي محاولة للقضاء على أي صوت معارض محتمل يظهر في داخل حزب العدالة والتنمية. حيث بدأت تظهر مؤخرا التراشقات والخلافات بين جناح البجعات ومعارضيهم على صفحات التواصل، كما أن التصدعات أيضا ظهرت للعيان. ففي الوقت الذي يقوم جناح البجعات بنشر تطبيقات مثيرة لحماس المجتمع على التويتر يقوم المعارضون لهم بنشر العفن الذي يأكل حزب العدالة والتنمية من الداخل. كما أشار الموالون إلى ضرورة تنظيف الحزب من أمثال هؤلاء الفاسدين وإعادة صياغتهم من جديد، بل إن بعض الصحفيين الموالين لأردوغان عبروا عن ضرورة حل حزب العدالة والتنمية العفن والفاسد وإنشاء حزب جديد نقي ونظيف. أما إدلاء عمر شليك بتصريحات توبيخية لكلا الفريقين في وقت متأخر من الليل فإنها لم تأت من فراغ.

 

إن أردوغان كان يعلم أن إسطنبول محفوفة بالمخاطر ولهذا السبب قدم الأشخاص ذوي العيار الثقيل في حزب العدالة والتنمية فكانت إسطنبول من نصيب المرشح بن علي يلدريم وهو رئيس المجلس، وأنقرة من نصيب المرشح أوز حسكي، كما قام بإنشاء نقاط لبيع... في كلتا المدينتين، ونظم في كل المقاطعات التابعة لمدينتي إسطنبول وأنقرة ما يربو على 8 حملات انتخابية، وكان ظهوره هو شخصيا في هذه الحملات أكثر من ظهور المرشحين لدرجة أن الانتخابات المحلية هذه تحولت إلى عرض شخصي لأردوغان. وفي الوقت الذي كان لا يُسمح لمرشحي الأحزاب المعارضة بالظهور على شاشات التلفزيون بل ويتم الاستهزاء بمن كان يظهر منهم فإن أردوغان كان يملأ شاشات قنوات التلفزيون المختلفة بالظهور اليومي فيها. إن خسارة أردوغان لإسطنبول وأنقرة هو لعمري مؤشر يدل على بداية نهايته، أما ما قدمه من اعتراضات فإنها ستؤخر نهاية أردوغان فقط ولن تمنعه.

 

إن خسارة إسطنبول وأنقرة تعني خسارة شبكة الإتاوات التي تم إنشاؤها لسرقة العاملين والحرفيين وتعني أيضا ضياع المساعدات الإنسانية التي توزع على المحتاجين لكسب أصواتهم. وهذا يعني بطبيعة الحال خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة. وهناك أمر آخر وهو أن خسارة حزب العدالة والتنمية لإسطنبول وأنقرة تعني السعي بخطا حثيثة لإنشاء الحزب الجديد، بل إن هناك معلومات سُرِّبت لوسائل الإعلام عن قرب إنشائه.

 

هذا هو سبب ارتباك بل خشية حزب العدالة والتنمية، وهذه الخشية والارتباك لن تَحولا دون انهياره، فإذا ما وصل الأمر إلى فرز الأصوات الانتخابية من جديد فما الذي سيحدث؟ إن أمام حزب العدالة والتنمية خيارين؛ فإما أن يقبل بفوز حزب الشعب الجمهوري ويستخدم فترة الاعتراض لتنظيف ملفات الفساد، وإما أن يعلن عبر هيئة الانتخابات العليا عن فوز مرشحي حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة مستخدما أساليب الخداع لتأخير موعد انهياره، ولكن في هذه الحالة عليه أن يطمئن من عدم تكرار وقوع أحداث كالتي وقعت في عام 2013 سيما أن البلاد الآن تمر بأزمة اقتصادية. فإن أمِن هذا الجانب فإن فرز الأصوات الانتخابية ستُحسم لصالح حزب العدالة والتنمية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 06 نيسان/ابريل 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع