- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جرائمُ تترى تُصيب الناس في ظل حكوماتٍ فرضها كافرٌ محتلٌ دون عقابٍ ولا حساب
الخبر:
قال النائب البرلماني فائق الشيخ علي: إنَّ وزيرَ الصِّحة العراقيَّ علاء العلوان قدَّمَ استقالته بسبب "مستشفيات وهمية"، كلفت الدولة 400 مليون دولار. وذكر الشیخ علي في تغريدة على موقعه بتويتر أن "سبب استقالة وزير الصحة علاء العلوان ھو 3 مستشفیات وھمیة في مناطق (الزعفرانية، التاجي، الفُضَيليَّة) كلّفَت الدولة 400 مليون دولار، بناءً وكوادرَ وأدوية وأجهزة وتخصيصاتٍ في عهد وزيرة الصِّحة السابقة عديلة حمود المرتبطة بحزب الدَّعوة الإسلامية بزعامة خالد الاسديّ". (شبكة أخبار العراق ومواقع أخرى عراقية - 17 نيسان 2019).
التعليق:
إنَّ اتِّساعَ دائرةِ الفساد الماليِّ والإداريِّ وتجذُّرَهُ في العراق في عهدِ ما بعد الاحتلال الأمريكيِّ البغيض، ووقوف جهاتٍ نافِذةٍ ومليشياتٍ وراءهُ تُدافعُ عنه وتبرره، جعل من العَسيرِ بمكانٍ مكافحة ذلك الفساد أو القضاء عليه. ففي كل يومٍ تحملُ الأخبار إلينا أنباءَ الصفقاتِ المشبوهة، والجرائم بأنواعها تديرها عصاباتٌ ومجاميع مُسلحةٌ كالمخَدِّراتِ والاتِّجار بالأعضاء البشرية، والاستِحواذ على مُمتلكاتِ الغير بالقهر والتَّزوير وما إلى ذلك. كل ذلك وأكثر جعل الناس لا تُحَرِّكُ فيهم حوادثُ الفساد أيَّ ساكن. والحكومة وُجُودُها أسوأ من عدَمِه لا يصلُ الشعبَ منها غير التصريحاتِ الجَوفاءِ، والوعود الكاذبة دونَ أن ترى أحداً من أكابرِ مُجرمِيها قُدِّمَ للقضاء أو نالَ ما يستَحقُّ جراء إضراره بالممتلكات العامة والخاصةِ أو أموال الدولة.
والفضيحة التي نحن بصددها اليوم - كما في الخبر أعلاه - يكفي أقلُّ منها بكثير لسقوط حكوماتٍ أو استقالتها، أو إعلان تفاصيلها بشفافية للملأ ليعلم الناس ما يدور حولهم.. بل باتَ المقياسُ عندهم أن يُقارنَ بين السَّيِّئ والأسوأ، وبينَ عِظَمِ الجريمَةِ وصغَرِها. أما الصوابُ والحقُّ فلا وجودَ له في قاموسِهم ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد سمِعتم عن حادثة العبارة التي غَرِقت في الموصل وراح ضحِيَّتها ما يقربُ من 200 نفسٍ بريئةٍ. فماذا حصل بشأنها؟! هربَ مُحافظها وحاشيتهُ إلى ملاذٍ عند الأكراد وصار الحديث هو عمن سيخلفُه، وكيف ستجري الانتخابات المحلية وهكذا...! فلا قيمة للإنسان عند حكومات الاحتلال المفروضة على الشعب. وسيبقى الحال هكذا، ويتقلبُ الناس بين كارثة وأخرى، وبين مظلمةٍ وأخرى حتى يأذن الله تعالى بحصول الفرَج وقيام دولة ربانيَّةٍ: دولة خلافةٍ راشدَةٍ على منهاج النبوة تأخذ بأيدي الناس لفضاءٍ رحبٍ من العدل والإنسانيَّةِ، تمسَحُ عنهم الآلام وترفع من شأنهم عبر تحكيم شرع الله عزَّ وجلَّ وطرد أعداء الأمة من الكافرين وأذنابهم العملاء والمرتزقة وما ذلك على الله بعزيز، ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾... ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – ولاية العراق