- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
«لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»
الخبر:
قال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان شمس الدين كباشي إنهم قد تمكنوا من التوصل إلى تفاهم على النقاط الأساسية مع المعارضة الممثلة بتحالف قوى الحرية والتغيير.
بعد اللقاء الذي جرى بين المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان شمس الدين كباشي وبين تحالف قوى الحرية والتغيير، الذي انعقد في العاصمة الخرطوم أدلى المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان بالتصريح التالي:
"اتفقنا على المبادئ الأساسية، وهما اثنان وهما كالتالي: أن كلا من المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى الحرية والتغيير إن كل واحد منهما مكمل للآخر وعلينا البدء بالعمل معا لانتشال السودان من هذه الأزمة". كما قال أيضا إنهم وافقوا على إنشاء لجنة مشتركة مع هذه القوى.
بينما أفاد المتحدث باسم تحالف قوى الحرية والتغيير أحمد عربي أن اللقاءات مع المجلس العسكري كانت جيدة ومثمرة، وأنهم اتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة، من أجل المرحلة الانتقالية في السودان، تتولى هذه اللجنة تحديد صلاحيات مؤسسات الدولة. (ntv)
التعليق:
بعد المظاهرات التي بدأت في السودان في التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر بسبب الأزمة الاقتصادية، والتي امتدت بشكل سريع إلى العاصمة الخرطوم وتوسعت لتشمل جميع أنحاء البلاد وتحولت إلى مظاهرات ضد النظام، في الحادي عشر من نيسان أعلن الجيش سيطرته على الحكم وبذلك انتهى عهد عمر البشير الذي استمر لمدة ثلاثين عاما.
لقد تعرض المسلمون في السودان وفي جميع البلاد الإسلامية إلى شتى أنواع الظلم، وذلك بسبب مختلف أنواع أنظمة الكفر التي طبقها القادة العملاء والخونة في هذه البلاد، ومن بعدها بدأت الشعوب الإسلامية تتحرك ضد هذه الأنظمة التي لم تعد تطاق في سعي منها لإيجاد بديل جديد، لكن مهما كانت هذه التحركات رائعة وحذرة فلن تجدي نفعا أمام هذه الأنظمة الكافرة ما لم يكن لدى الشعوب الإسلامية بديل مبدئي واضح ومنظم، وأكبر مثال على ذلك هو الوضع حاليا في السودان، بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المسلمون في السودان منذ سنوات عديدة فإن خروجهم في وجه النظام لاقى إقبالا واسعا وانتشارا سريعا في كافة أرجاء السودان، ومع ذلك فإن شعب السودان وقاداتهم ما زالوا يتقدمون في عدم وجود رؤية سياسية مبدئية، بما في الصمت الذي قابل ذلك التفاهم الذي توصل إليه كل من المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى الحرية والتغيير وهذا أكبر دليل على ذلك، بالتأكيد إن تحالف قوى المعارضة تحت ما يسمى تحالف قوى الحرية والتغيير لن تعمل إلا على إقناع الشعب بالقبول بسلطة المجلس العسكري، وقول المتحدث الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير أحمد عربي "أن اللقاءات مع المجلس العسكري كانت جيدة ومثمرة، وأنهم اتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة، من أجل المرحلة الانتقالية في السودان، تتولى هذه اللجنة تحديد صلاحيات مؤسسات الدولة" هو أكبر دليل على ذلك، هذا يعني أنه سيعاد إنتاج النظام نفسه مع بعض التغييرات الشكلية! إذا كان هذا الذي سوف يحدث فما الذي دفع الشعب المسلم في السودان إلى التظاهر والنهوض سوى قوانين النظام السابق، فما الفائدة إذاً إذا أدت هذه الثورة إلى إنتاج النظام السابق مع بعض التغييرات البسيطة؟ ما الذي حصده أهل السودان من هذه الثورة وهل هذا هو مطلبهم، ولماذا انحرف مسار الثورة؟ الجواب عن كل هذه الأسئلة هو كما قلنا في البداية هو عدم وجود رؤية سياسية مبدئية عند الشعب والقادة في السودان.
ولو كانوا أصحاب رؤية سياسية لنظروا إلى تجارب من حولهم، ولوجدوا أن طريقة النجاة الوحيدة والوصفة الوحيدة هي وجود حزب يمتلك عقيدة سياسية إسلامية صحيحة. بالتزامن مع كل هذه الأحداث فإن حزب التحرير في السودان منذ اندلاع الاحتجاجات توجه إلى الشعب السوداني المسلم واستصرخهم بأنه لا خلاص من هذا النظام الكافر ومخلفاته إلا بخلافة راشدة منبثقة من احتياجات هذه الأمة ومحققة لتطلعاتها، وتاج هذه الدعوات هي الدعوة الصريحة التي قام بها عضو حزب التحرير في ولاية السودان الأستاذ ناصر رضا والتي توجه بها إلى المجلس العسكري الانتقالي بشكل مباشر وعلني، في حال أصغى المسلمون والعسكر المخلصون في السودان إلى نداء الدولة الإسلامية بهذه الحالة سوف يتمكنون من القضاء على النظام الكافر بشكل تام وسوف يسعدون سعادة الدارين، ولا قدر الله في حال أنهم سلموا أمرهم إلى القادة الخونة عملاء أمريكا فإنهم يكونون قد وقعوا في الفخ نفسه مرة أخرى وستصبح حالهم أسوأ بكثير مما هم عليه الآن لا قدر الله، وهذا ما يذكرنا بحديث النبي r: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان