- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فشل النظام الرأسمالي أصبح واضحا للجميع
(مترجم)
الخبر:
كتب أحد كتاب الأعمدة في صحيفة الجارديان مقالاً هذا الأسبوع بعنوان "تجرأوا وأعلنوا إسقاط حكم الرأسمالية - قبل أن تقضي علينا". حيث افتتح المقال بعبارة "لوقت لا بأس به من حياتي، كنت أهاجم "رأسمالية الشركات"، و"رأسمالية المستهلك" و"الرأسمالية المحببة". ولكن استغرق الأمر وقتاً طويلاً لأرى أن المشكلة لم تكن تكمن في الصفة بل في الاسم. في حين إن بعض الناس رفضوا الرأسمالية على الفور وبكل رضا وسرور، فقد رفضتها وأيقنتُ أنها على خطأ ببطء وعلى مضض. وجزء من هذا يرجع إلى عدم رؤيتي لبديل واضح في ذلك الوقت، فعلى عكس بعض المناهضين للرأسمالية، لم أكن أبداً متحمساً لشيوعية الدولة. وتم تثبيتي أيضاً بسبب وضعها الديني. وإن القول بأن الرأسمالية سقطت في القرن الواحد والعشرين يشبه قول إن "الله مات" في القرن التاسع عشر. وهذا يتطلب درجة من الثقة بالنفس لم أكن أمتلكها. لكن مع مرور الوقت، أدركت أمرين اثنين. أولاً، أن النظام بدلاً من أي نظام آخر بديل له، هو الذي يدفعنا بقوة نحو المصائب. ثانياً، أنك لست مضطراً إلى إنتاج بديل نهائي للقول إن الرأسمالية فشلت. لكن هذا يتطلب بذل جهد آخر ومختلف لتطوير نظام جديد".
وأضاف بأن "فشل الرأسمالية ينجم عن عنصرين من العناصر المحددة لها. الأول هو النمو الدائم. النمو الاقتصادي وهو التأثير الكلي للسعي نحو جمع رأس المال وجني الأرباح. والرأسمالية تنهار من دون نمو، لكن النمو الدائم والمستمر على كوكب محدود يؤدي حتماً إلى كارثة بيئية". وكان جمال هاروود وسافراز والي قد تعرّضا لموضوع النمو الرأسمالي سابقاً في بحثهما عام 2013 بعنوان "ضرورة النمو الاقتصادي للرأسمالية ووجهة النظر الإسلامية". (New Civilisation)
التعليق:
إن استهداف النمو الاقتصادي هو أمر لا يمكن تجاهله من الدول العلمانية لمنع النظام من الانهيار على نفسه. والبيئة تكون هي الضحية التي لا مفر منها لمثل هذا العيب في التصميم المنهجي، حيث يخلق النظام تعارضاً ممنهجا مع السياسات البيئية المستدامة. وهذه الضرورة والحاجة تستوجب في جزء كبير منها النظام النقدي القائم على الربا. فعليهم أن يزيدوا الإنتاج بما يتماشى مع تزايد المال المعروض الضروري لخدمة الديون. وإذا تأخر عرض المال، فإن الانكماش يمثل خطراً حقيقياً يؤدي إلى دوامة الموت الهابطة التي لا يستطيع النظام الرأسمالي مواجهتها.
مقالة الجارديان هي جزء من سلسلة طويلة من المقالات التي تنتقد الرأسمالية وتأثيراتها على البيئة، والتي هي في حد ذاتها استجابة للمظاهرات المتنامية في لندن النابعة من أشخاص يشعرون بقلق بالغ إزاء تأثير الحكومات الغربية الرأسمالية.
ومضت المقالة أيضاً بالرد على الصحفي الذي كتب هذا الأسبوع عن "محاسن الرأسمالية" بعبارة "إن الإشارة إلى هذه المشكلات هو مجموعة من الاتهامات، التي يستند الكثير منها إلى هذه الفرضية: بأن الرأسمالية أنقذت مئات الملايين من الناس من الفقر - ولكن الآن يحاول النظام إفقارهم مرة أخرى. فصحيح أن الرأسمالية، والنمو الاقتصادي الذي تحركه، قد حسَّنا بشكل كبير من ازدهار أعداد كبيرة من الناس، ولكن دمروا بذلك وفي الوقت نفسه رخاء العديد من الآخرين: مثل أولئك الذين استولت على أراضيهم وعملهم ومواردهم لتغذية النمو في أماكن أخرى. بالإضافة إلى أن معظم ثروات الدول الغنية كانت ولا تزال مبنية على الرق والمصادرة الاستعمارية".
إن بحث هذا المؤلف، والعديد من الكتاب الآخرين عن الرأسمالية منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، هو أمر لا مفر منه لأي شخص لديه قدر من الوعي والصدق. ولكن مع ذلك، لا يزال هؤلاء المؤلفون مرتبطين برأسمالية علمانية، على الرغم من أن عيوبها تصبح أكثر وضوحاً كل يوم. مثل هذه العلاقة تمنعهم من النظر إلى أي شيء آخر غير الإقطاع الأوروبي أو الشيوعية ما قبل الرأسمالية كبدائل، ويبدو أنهم يجهلون الأنظمة الإسلامية ويخافون منها.
وللأسف، فإن المسلمين حالياً ليسوا في وضع يؤهلهم لإخراج البشرية من ظلام الرأسمالية إلى نور الإسلام، بسبب غياب دولة الخلافة التي تطبق الأنظمة الإسلامية الاقتصادية والاجتماعية والأحكام الإسلامية الصحيحة. ولكن نسأل الله أن لا يكون ذلك اليوم ببعيد، يوم التطبيق العملي للإسلام من الجميع وبإذن الله كما دخلت قريش من قبل في الاسلام، سينهي معارضو الإسلام معارضتهم ويدخلون الإسلام بأعداد كبيرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا