- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
روسيا: المعركة الزائفة ضد (الإرهاب)
(مترجم)
الخبر:
في 12 من نيسان/أبريل 2019، في تيومين، نفذت عملية مكافحة (الإرهاب). وأفاد القسم الإقليمي لجهاز الأمن الفيدرالي أن مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية قد حاصرت نفسها في أحد المنازل الخاصة. تم تنفيذ العملية على منطقة تشمل 4 شوارع. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الكهرباء وإنارة الشوارع قد انقطعتا في المنطقة، وتم إجلاء السكان الذين يقطنون بيوتهم الخاصة. كما تم قطع اتصال الإنترنت والاتصالات المتنقلة أيضاً. وذكر موقع 72.ru بأن مركبات الخدمات الخاصة تجولت حول تيومين لعدة ساعات، وفي أحد الشوارع، أحصى سكان تيومين 24 من أفراد الطاقم في وقت واحد.
ونتيجة للعملية، قُتل شخصان من إنغوشيا كانا يقيمان في المنزل، وأعلنت الخدمات الخاصة على الفور أنهما عضوان في تنظيم الدولة الإسلامية. وقد عبر العديد من الصحفيين الروس المستقلين والناشطين في مجال حقوق الإنسان عن شكوكهم الجدية بشأن انتماء أولئك الذين قُتلوا إلى تنظيم الدولة الإسلامية، متهمين جهاز الأمن الفيدرالي بعملية تم تدبيرها.
التعليق:
من الجدير بالذكر أن عملية مكافحة الإرهاب في تيومين بدأت في اليوم الذي يلي 11 نيسان/أبريل، عندما قال بوتين في اجتماع مع كبار ضباط الأمن، إنه ينبغي على "جهاز الأمن الفيدرالي التركيز على منع الهجمات الإرهابية، وتحديد الخلايا السرية الخفية للمتطرفين".
في الواقع، لم يكن هناك قتال ضد (الإرهاب). كان هناك عرض واسع النطاق لإرهاب السكان، لإضفاء أهمية على جهاز الأمن الفيدرالي، من أجل خلق أجواء مزيفة لنشاط مكافحة (الإرهاب): العشرات من السيارات ذات الأضواء الساطعة؛ في جميع الأحياء، تطويق القوات؛ وناقلات الجنود المدرعة المنتشرة في الشوارع؛ والمئات من جنود القوات الخاصة الذين يرتدون الخوذات والدروع الواقية، وهم يهرولون ذهاباً وإياباً؛ السكان الذين تم إجلاؤهم حتى الصباح، والذين كانوا في منطقة عملية مكافحة (الإرهاب)؛ إضافة لانقطاع التيار الكهربائي وتعطيل الاتصال الخلوي؛ وإطلاق نار، والانفجارات، والنيران،... إلخ.
وهذا كله، على ما يُزعم، بسبب اثنين من أعضاء تنظيم الدولة، الذين عثر على جثثهم في المنزل الذي دمرته قوات الأمن. إن ما عُرض للجمهور في وسائل الإعلام الرسمية يسمى في الواقع عملية عسكرية. وتنفذ العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة الكبيرة، وليس "لاعتقال المشتبه بهم"، كما ورد في البداية. وإذا ما كانوا يريدون حقاً احتجاز اثنين من المشتبه بهم، فقد كان بإمكانهم فعل ذلك دون ضجيج لا لزوم له، من خلال جهود العديد من ضباط الشرطة، وحتى دون استدعاء قوات التدخل السريع. لكن لم يكن الهدف إلقاء القبض على المشتبه بهم، أو إبقاؤهم على قيد الحياة على وجه الخصوص: تم إجلاء السكان من المنطقة، ولا شهود، لا اتصالات متنقلة ولا إنترنت، ولم يُسمح للصحفيين بالدخول بسبب (عملية مكافحة الإرهاب)، ولم يُسمح بتسليم جثث الذين قتلوا في (عملية مكافحة الإرهاب) لأقاربهم وفقا للقانون، لذلك لن نعرف، من أين أتت هذه الجثث، ومتى وأين قتلوا، فلربما كان ذلك في مكان ما في الطابق السفلي من مقر جهاز الأمن الفيدرالي تحت التعذيب. وبصفة عامة، فإن مسمى (إرهابي) مريح للغاية: يمكن اعتبار أي شخص تقتله قوات الأمن، حتى تحت التعذيب، إرهابياً، ولم تعد هذه جريمة قتل، بل "عملية خاصة" و"تصفية"، والقتلة هم بالفعل "المقاتلون ضد الإرهاب"!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شيخ الدين عبد الله
وسائط
1 تعليق
-
حسبنا الله ونعم الوكيل
يا رب رحمتك بأمة حبيبك عليه الصلاة والسلام