- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ محمود شعبان حُجّة عليكم يا علماء السلاطين وعلماء أرذل العمر!!
الخبر:
تم اعتقال أستاذ علم البلاغة في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، الشيخ محمود شعبان، أول أمس الخميس 2019/5/16. وكان "اعتقال الشيخ محمود شعبان بعد تصريحه بأن نعال إخوانكم الذين في السجون والمعتقلات، أعز وأكرم من هؤلاء الخونة من شيوخ وعلماء، الذين باعوا دينهم طلباً لإرضاء سلطان ظالم جائر (في إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي)".
التعليق:
نعم صدقت يا شيخ محمود شعبان، هؤلاء العلماء هم خونة لأمتهم، فالأصل أن دورهم هو توعية الناس وتحذيرهم ووقايتهم من الوقوع في الفتن، لا أن يقعوا هم ويُوقعوا الناس فيها، وهم أحد ركنين ركينين لصلاح الأمة مع الحكام كما أخبر الصادق المصدوق r : «صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ؛ الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ».
ألا يعلم هؤلاء العلماء أن لكلمة الحق شأناً عظيماً؟ لقد أعلا الإسلام من شأن كلمة الحق، وجعلها من أعظم الجهاد وأفضله، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلاً مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلَا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» رواه أحمد، وذلك لما فيها من جرأة في موطن الخطر، ويترتب عليها تضحية بالنفس، وهي لذلك نادرة قل من ينهض لها، فقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام بمرتبة لا يبلغها إلا قليل من الآخرين، فقد روي عنه r أنه قال: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ» (رواه الحاكم).
نعم صدقت يا شيخ محمود شعبان، علماء باعوا دينهم لإرضاء سلطان ظالم جائر، ووصلت بهم الحال أن تمادوا على الله جهاراً نهاراً بوقاحتهم في محاربة أحكامه وتزيين باطل الظالمين، فلم يستحيوا من الله ولا من المؤمنين!
فمنهم من أضاع عقوداً من عمره زعم فيها أنه يدعو إلى الله على بصيرة، اعتذر عنها وأعلن ولاءه لسيّده وأن الإسلام المشوّه الذي يريده سيده هو الإسلام الحقّ! وآخر يلتقي بطاغية لا يختلف إلا بولائه لأسياده عن طاغية بلاده الذي سفك دماء المسلمين ولم يرقب فيهم إلاّ ولا ذمة.
أما أمثال الشيخ محمود شعبان وغيره ممن يقولون كلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم فمكانهم سجون هؤلاء الظالمين!! فهذا سبيل العلماء الربانيين، إنهم يدركون أنهم هم من يبصّر الأمة الحق ويبعدها عن الزيغ والزلل، ويعلمون أنهم كما قال r : «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ». ويقول سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾.
فها هو الإمام أحمد بن حنبل الذي ضرب أروع الأمثلة في محاسبة الحكام وقول الحق والصدع به مهما كانت الصعاب حتى قال مقولته المشهورة التي تكتب بمداد من ذهب (إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟!).
هل سمعتم به يا شيخ راتب النابلسي ويا شيخ عائض القرني أنتما وأمثالكما، بعد أن بلغتم من الكبر عتيّا ووصلتم إلى أرذل العمر؟! هل مرّ على مسامعكم حُكم قول كلمة الحق وأجرها؟! ماذا كنتم ستخسرون لو نطقتم بالحق؟! هل سيصيبكم ما أصاب الشيخ محمود شعبان؟ هو من ربح بإذن الله وأنتم الخاسرون، فما الحياة الدنيا إلاّ دار ابتلاء وامتحان وتمحيص ﴿مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام
وسائط
1 تعليق
-
حفظه الله من كيد الكائدين وثبته