- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد الأوروبي وتونس، شراكة الذئب مع النعجة
الخبر:
بمناسبة انعقاد أشغال الاجتماع الخامس عشر لمجلس الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي في بروكسيل التقى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي يوم الخميس 16 أيار/مايو 2019 مع المفوض الأوروبي المكلّف بالسياسة الأوروبية للجوار ومفاوضات التوسّع يوهانس هان.
ومكّن اللقاء من استعراض مختلف ملفات التعاون الثنائي ومناقشة آفاق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع تونس مع الاتحاد الأوروبي.
ووفق بلاغ لوزارة الخارجية، أثنى وزير الشؤون الخارجية على دعم الاتحاد الأوروبي لتونس لمواجهة التحديات التنموية التي تعترضها، مؤكدا على أهمية الرفع من سقف الدعم المالي الموجه لتونس لمجابهة استحقاقات الانتقال الديمقراطي ومواصلة القيام بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي بما في ذلك تلك المنصوص عليها في خريطة الطريق التي تم تبنيها بشكل مشترك بين الجانبين في أيار/مايو 2018.
من جانبه، أكد المفوض الأوروبي المكلّف بالسياسة الأوروبية للجوار ومفاوضات التوسّع أن تونس تعد شريكا مميزا للاتحاد الأوروبي، مثنيا على التقدم الذي أحرزته في مجال الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد والتشجيع على الاستثمار، مجددا التزام الاتحاد الأوروبي مواصلة مرافقة تونس لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وتنويع أطر الشراكة والتعاون معها في مختلف المجالات. (باب نت)
التعليق:
نذكر بأن الاتحاد الأوروبي مكون من أكبر الدول الاستعمارية للبلاد الإسلامية فتونس كانت مستعمرة فرنسية وليبيا كانت مستعمرة إيطالية والخليج عموما مستعمرة بريطانية.
نتساءل ماذا تعني الشراكة بين المستعمِر والمستعمَر؟ هل تبنى الأول نمط حياة جديدا يقطع مع الاستعمار ويؤسس إلى الشراكة؟ أم تحرر الثاني وأصبح ندا لعدوه ورأى من مصلحته الشراكة؟
نجيب بأن الدول الاستعمارية تبنت المبدأ الرأسمالي، والاستعمار هو طريقة فرض مبدئها على الشعوب الضعيفة. ولا يزال المبدأ الرأسمالي يتطور إلى ليبرالية متوحشة تخضع المستعمرات إلى نهم وفتك الرأسماليين فيزداد نفوذ الاستعمار يوما بعد يوم رغم زعم الاستقلال ويتجاوز الكليات ليتدخل في الجزئيات. وعوض البحث عن بديل حضاري ينقذها من التبعية نرى حكام المسلمين والوسط السياسي المغترب الذي يرعونه يمعنون في العمالة للفكر الاستعماري والراكب وراء سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد الاستعمار عنده ليزيده سربلة في خيط عنكبوت. فعن أي شراكة يحدثنا المفوض الأوروبي ووزير خارجيتنا الموظف لديه؟ وما هي ثمار هذه الشراكة؟
بعد خمسة عشر اجتماعا بين تونس ومفوض الاتحاد الأوروبي للجوار والتوسعة، كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإنسانية في البلاد تنحو نحو الكارثة. وتجاوزا لأرقام المؤشرات فإن مظاهر الضنك تزداد ظهورا؛ بطالة وغلاء وانتحار ومخدرات وشذوذ وفساد ورشوة، وكأن كل اجتماع لعين بين تونس وهذا الكافر المفتري يزيدنا رهقا، حال رجال الإنس يعوذون برجال الجن!
أما ما ذكره هذا المجال من أن تونس تعد شريكا مميزا للاتحاد الأوروبي ومن التزام الاتحاد بمرافقة تونس لتحقيق الإنعاش الاقتصادي فهو يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.
الاتحاد الأوروبي عقابا لثورة تونس وقطعا لأي طريق تحرر لها من براثن يسعى إلى إفلاسها وربط عجلة اقتصادها بمؤسساته المالية والاقتصادية وجعل اقتصادها الحيوي والطاقة والفلاحة والصناعة لقمة سائغة لمستثمريه، وهذا ما يروج له عميلهم الشاهد تحت مسمى الإصلاحات الكبرى أو الاستثمار الأجنبي بداية بالضغط على الجميع لقبول اتفاقية الأليكا في انتظار سقوط كل المؤسسات الحيوية وخاصة القطاع البنكي.
في الأخير ندعو أهلنا في تونس بلد الزيتونة إلى الاعتصام بحبل الله جميعا والتبرؤ من هذه الطغمة الحاكمة العميلة للغرب وأن يلتفوا حول مشروع الأمة الإسلامي لتحريرهم من نفوذ الاستعمار "مشروع الخلافة الراشدة " بقيادة حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله.
وننبههم أن الله حذرهم من موالاة الكفار قائلا سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ...﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ سعيد خشارم
عضو حزب التحرير في ولاية تونس
وسائط
1 تعليق
-
اللهم حررنا من الإستعمار و أذنابه ويسر لنا النصر والتمكين