- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لدغ تركي آخر لروسيا في جحر السياسة الأمريكية الخبيثة في سوريا
الخبر:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا وروسيا ستُنتجان بشكل مشترك منظومة الدفاع إس 500، مجددا تأكيده أن بلاده لن تتراجع عن صفقة صواريخ إس 400 الدفاعية الروسية التي تعارضها واشنطن. (الجزيرة نت 2019/05/19)
التعليق:
بعد أن استطاعت أمريكا جر روسيا نحو المستنقع السوري وتحصيل منافع سياسية لصالحها دون أي مصالح تُذكر لروسيا، أرادت روسيا أن تستعجل الحل العسكري لصالح النظام السوري باستعجالها القضاء على المعارضة السورية التي تم تجميعها في إدلب، وما إن بدأت أولى أعمالها التدميرية والدموية فيها، سارعت أمريكا والتي تماطل في الحل العسكري لتحقق مكاسب سياسية عن طريق الحل السياسي - الذي يستوجب عدم القضاء على المعارضة اللازمة للحل السياسي النهائي، والتي إن قضي عليها فشلت خطة أمريكا في المنطقة - فاستخدمت عميلها المطيع جدا لها أردوغان للتمويه على روسيا بأن العلاقات بينه وبين أمريكا متوترة وأنه حليف سياسي لروسيا يريد لها الخير ويقف معها في أزمتها الاقتصادية، ووقع معها صفقة اقتصادية مغرية أسالت لعابها، فمبلغ مليارين ونصف المليار دولار في صفقة منظومة الدفاع الصاروخية إس 400 يعوضها عما خسرته بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها أمريكا وأوروبا، إلا أنها أصرت على أن لا تجعل تركيا تشاركها إنتاج المنظومة، وبقيت الصفقة قائمة على الشراء فقط.
كانت روسيا تأمل في أن يحقق هذا التحالف بالإضافة إلى الانفراج الاقتصادي لها، انفراجا في سرعة خروجها من المأزق السوري، إلا أنها احتاجت إلى مدة سنة ونصف لتدرك روسيا أنها ضمن لعبة سياسية أوقعتها بها أمريكا تحقيقا لمصالحها، مما جعلها تحاول إعادة كرّة الهجوم على إدلب وأعدت العدة العسكرية الضخمة لذلك، لكن من ظنته حليفا لها أردوغان وقف عائقا أمام تنفيذ مآربها، بأساليب ومبررات خادعة أسفرت في النهاية عن اتفاق لوقف الهجوم على إدلب وإيجاد منطقة منزوعة السلاح.
حينها وبعد أن تغاضت أمريكا عن عقد الصفقة إس 400 بين تركيا وروسيا في بداية الأمر، عادت لتفشلها بحجة أن تركيا العضو في حلف الناتو لا يمكنه أن يدمج بين منظومتين جويتين متضادتين (الناتو وروسيا) بل وحذرت من أن كل من يشارك في مثل هذه المنظومة سيتعرض للعقوبات، وهذا يدل على أن ما كانت أمريكا تخطط له، هو الانتظار حتى تطمئن إلى قدرة تركيا على إحباط أي هجوم روسي على الشمال السوري، لتعود وتصفع روسيا في وجهها مجددا.
إن روسيا والتي تمتلك القوة العسكرية على الأرض وفي الفضاء تفتقد إلى الدهاء السياسي مما يجعلها تقع فريسة مكائد السياسة الأمريكية، وكل باحث سياسي أو مهتم بالتاريخ السياسي الروسي يستطيع أن يلحظ الكم المتكرر من الفخاخ السياسية الأمريكية التي وقعت بها روسيا، وهذا ما يجعلنا نتوقع أن ما ورد في الخبر أعلاه من أن تركيا وروسيا ستُنتجان بشكل مشترك منظومة الدفاع إس 500 ما هو إلا لدغ جديد لروسيا من قبل أردوغان في جحر السياسة الأمريكية الخبيثة في سوريا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله
وسائط
1 تعليق
-
حسبنا الله ونعم الوكيل