السبت، 14 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حتى في غياب الخلافة، أحكام الإسلام ترعبهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حتى في غياب الخلافة، أحكام الإسلام ترعبهم

 

 

الخبر:

 

ذكرت الإندبندنت البريطانية يوم 5/17 الجاري خبراً بعنوان: "مجلس الشيوخ الفرنسي يصوت على حظر النساء اللاتي يرتدين الحجاب من مرافقة أبنائهن في الرحل المدرسية" حيث جاء فيه: "صوت مجلس الشيوخ الفرنسي على منع الأمهات اللائي يرتدين الحجاب الإسلامي من مرافقة الأطفال في رحلات مدرسية، في أحدث امتداد لحرب البلاد على الملابس... وقالت جاكلين أوستاش برينو، عضو مجلس الشيوخ من الجمهوريين، إن التعديل سيملأ ثغرة في الحظر الحالي ويغلق "الفراغ القانوني الذي يجب ملؤه فيما يتعلق بتطبيق مبدأ العلمانية أثناء الرحلات الميدانية".

 

التعليق:

 

تُستخدم العلمانية ذريعة لمواجهة المسلمين في بلاد الغرب. فالمجتمع الغربي الذي لا زال يعاني من أزمة نفسية مع الدين نتيجة الصراع على السلطة والمصالح بين الكنيسة والحكومة، يريد بالقوة تصدير هذه الأزمة للمسلمين.

 

بحجة التعافي من ظلم الكهنوتية يريد الغرب حجر الإسلام وحبسه في المساجد. وتحت شعارات زائفة كالحرية والعيش المشترك يتم تهميش الأحكام الشرعية الإسلامية وانتهاك حقوق المسلمين والتعدي على "حرية" عباداتهم.

 

فمن الصين التي تضيق الخناق على الإيغور المسلمين فتمنعهم حتى من الصيام، إلى روسيا التي تهدم مساجد الشام ومن قبل ومن بعد أمريكا التي هتكت حجاب العفيفات في أفغانستان والعراق، إلى النمسا التي أصدرت قبل أسبوع قراراً بمنع الطالبات في المدارس الابتدائية من ارتداء الحجاب، إلى فرنسا التي تتخبط حقداً لا تدري ما تصنع لمنع الحجاب من الظهور في شوارع بلد يقال إنه الرائد في مجال الحريات!

لطالما كانت معاملة أغطية الرأس الإسلامية قضية سياسية طال أمدها في فرنسا، حيث صدر أول حظر على الحجاب في المدارس عام 2004. جاء هذا الحظر بعد أكثر من عقد من تعليق الفتيات والنساء المسلمات عن المدارس والكليات لارتدائهن الملابس. في عام 2011، حظرت فرنسا بشكل منفصل ارتداء أغطية الوجه في جميع الأماكن العامة، بما في ذلك الحجاب الكامل في جميع أنحاء البلاد.

 

كل هذه الهجمات على أحكام الإسلام، تظهر تارة عسلاً وتارة سُمّاً، فالغرب لم ينس تاريخه الطويل من الهزائم أمام أجدادنا. ومعاركنا معهم محفورة في عقولهم تغذي الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين. ﴿لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ [آل عمران 118]. فمرة يتم مهاجمة الحجاب بحجة أنه يعيق التعايش السلمي المشترك ويمنع المسلمين من الاندماج في المجتمعات الغربية. ومرة يُهاجم بشكل يُظهر الحقد الدفين على المسلمين.

 

تتكرر الهجمات ويتكرر الحظر كل مرة في بلد، حتى صارت الأخبار متشابهة واعتادها المسلمون الذين ما فتئوا بعد هدم الخلافة يتعرضون للهجمات والنكبات المتتالية التي لا يستطيعون لها ردّاً.

 

لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الخليفة وصفاً دقيقاً حين قال: «إِنَّمَا الإمام جًنّة يٌقاتل من ورائه ويٌتّقى به». فالخليفة الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله هو وحده من يستطيع إخراس كل الألسن التي تتعرض للمسلمات. وهو وحده من يمنع التطاول على حجاب العفيفات. لقد منع جدُّنا السلطان سليمان القانوني حفلات الرقص الماجنة في فرنسا، وخليفة صنوه هو من يؤدب فرنسا لتطاولها على حجاب المسلمات. أما الرويبضات في بلاد المسلمين فهم أصغر من أن يكون لهم شرفٌ كهذا الشرف.

 

الغرب يدرك يقيناً أن عودة الإسلام للساحة الدولية متمثلاً في دولة تطبقه وتجمع المسلمين عليه أمرٌ حتمي. وهو لأجل ذلك يحارب المسلمين في دينهم ويستهدفهم في عقائدهم ويزعجه التزامهم بأحكام لا تؤذيه كالملبوسات والمطعومات. فيحظر الحجاب ويجبر المسلمين على تناول لحم الخنزير وشرب الخمور. فالإسلام الذي هدم امبراطورتي هرقل وكسرى، قادر على هدم روسيا وأمريكا، ولا سبيل كما صرّح مستشرقوهم إلا بنزعه من نفوس أهله ليبقى المسلم بلا هويّة.

 

﴿وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [النمل ٥٠-٥١].

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 24 أيار/مايو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع