- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قرغيزستان: "العيد السياسي"
الخبر:
في ليلة 3 حزيران/يونيو من هذا العام تمت رؤية هلال شوال شرعيّا. وعلى الرغم من ذلك فقد تعَيَن 4 حزيران/يونيو من أيام شهر رمضان في قرغيزستان وصُلِّيت صلاة العيد بعد يوم متأخرا. وإن الحكومة والإدارة الدينية قد أخطأت في تعيين يوم العيد وكان ذلك هو السبب في التأخير. وفي عام 2014 كان حال عيد الفطر كذلك. وفي ذلك الوقت قال الخادمون للإدارة الدينية اعترافا بأخطائهم "قد أصبح هذا العيد عيدا سياسيا".
التعليق:
"العيد السياسي" له معنى سياسي عالمي ودولي. ومن وجهة نظر السياسة العالمية فإن تعيين العيد في أيام مختلفة يستخدمه الكفارُ في محاربة الإسلام، لأن احتفال المسلمين بالعيدَ في يوم واحد يوحّد أفكارهم ومشاعرهم، وهذا بدوره يساهم في وحدة المسلمين في أمور أخرى. ولهذا السبب يهتم الكفار بتعيين احتفال العيد في أيام مختلفة. وعلى سبيل المثال فإن السعودية وتركيا وروسيا احتفلت بعيد الفطر في هذا العام في الوقت الشرعي. ولكن علماءهم أفتوا بأن على رعايا كل دولة أن يطيعوا حكومتهم الخاصة. والغرض من هذه الأفكار البغيضة هو تحويل المسلمين عن السعي للوحدة في ظل الدولة الإسلامية.
من وجهة نظر السياسة الدولية، يتعين مثل هذا "العيد السياسي" على علاقة حكامنا بالاستعمار. وعلى سبيل المثال كان نفوذ روسيا في عام 2014 قد قوي في قرغيزستان (قامت روسيا بإزالة القاعدة الجوية الأمريكية من بيشكيك في حزيران/يونيو من ذلك العام). وفي العام نفسه عُيّنَ عيدُ الفطر في 28 تموز/يوليو في روسيا (الذي كان من المفترض أن يكون 27 تموز/يوليو) وتبعت قرغيزستان في ذلك روسيا ولم يقدم أي دليل شرعي سوى قول مفتي روسيا.
وإنّ تعيين عيد الفطر في هذا العام الجاري يختلف عن عام 2014 من جهة السياسة الدولية. فالآن انتعشت سياسة أمريكا في آسيا الوسطى. أساس هذه السياسة هو تعزيز التكامل بين بلدان آسيا الوسطى وتقليل اعتماد هذه البلدان على روسيا من خلاله. وحكومتا أوزبيكستان وكازاخستان مهتمتان بهذه السياسة، ونحن نرى ذلك في علاقاتهم السياسية والاقتصادية. كما أن أمريكا تسعى أيضاً إلى تعزيز تكامل دول آسيا الوسطى مع دول آسيوية أخرى من خلال أفغانستان. فقد أجرِيَت في هذا المجالِ العديدُ من المشاريع الكبرى. وفي العام الماضي وافقت قرغيزستان وأوزبيكستان وكازاخستان على الاحتفال بيوم العيد في يوم واحد كجزء من سياسة أمريكا تجاه آسيا الوسطى. وفيما بعدُ انضمت إليها طاجيكستان. وفي العام الماضي عين مُفْتُو كازاخستان وأوزبيكستان وقرغيزستان يوم العيد مُسبَقاً بتوافق بينهم. وفي السنة الحالية تم تعيينُ بداية شهر رمضان بأنه 6 أيار/مايو اعتمادا على أبحاث الفضاء المركزي باسم فيسينكاو. ووفقاً لذلك عُيِّن عيد الفطر مُسبَقاً، والإدارة الدينية أصرت بشدة على هذا الخطأ بلا حجة.
وبالتالي، فإن التضليل الذي حدث في هذا العام قد خدم مصالح أمريكا. إن رؤساء أوزبيكستان وطاجيكستان وتركمانستان والرئيس الحالي والسابق لكازاخستان من آسيا الوسطى ورئيس أذربيجان والرئيس الأفغاني العميل لأمريكا وغيرهم من حكام المسلمين قد هنأوا رئيسَ قرغيزستان.
وفي هذا السياق، نناشد مسلمي قرغيزستان:
يا حكام الدولة، أنتم مسؤولون عن كل فعل يتعلق بالعلاقة بين الناس والدولة. أوقفوا أفعالكم ضد دين الله. أنتم تذوقون الآن ذلة الدنيا وفي الآخرة تُرَدّون إلى أشدّ العذاب.
أيها الخادمون للإدارة الدينية، لقد تحمّلتم مسؤولية جميع المسلمين في تعيين عيد الفطر رغم الدليل الشرعي على ذلك، اتقوا الله! ولا تشتروا دنيا المستعمرين بآخرتكم، والمال الذي أنتم تريدون أن تكسبوه هو متاع قليل.
أيها المسلمون لا تتباطؤوا في إهمال الأحكام القطعية مثل تعيين يوم العيد ولو تحمّل المُضِلّون ذنوبكم. لأن تحمُّلَهم لا يخلصكم من المسؤولية عند الله. يجب عليكم أن تنهوا هذه المنكرات وتتّبعوا الطريق المستقيم. ولذلك تَعلَّموا إسلامكم بشكل صحيح وانضموا إلى الكفاح الفكري والسياسي لإقامة الدولة الإسلامية التي تعين يوم العيد لجميع المسلمين في يوم واحد!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الحكيم كارخاني
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في قرغيزستان
وسائط
1 تعليق
-
اللهم وحد الأمة الإسلامية تحت ظل راية التوحيد بقيادة أمير عادل يوحد صفوفها واعيادها ويرد لها ما سلب ونهب منها