- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البطالة والفول والتغيير المطلوب
الخبر:
في أحد الشوارع الرئيسة بحي المقطم وسط العاصمة المصرية القاهرة، يقف مهندس الاتصالات الثلاثيني بصحبة صديقه الحاصل على الدكتوراه أمام "عربتهما" لاستقبال الزبائن وتقديم الفول لهم. بدأ الشابان مشروعهما بسبب عدم توفر فرص عمل في مجالهما الأساسي. (بتصرف عن الجزيرة نت)
التعليق:
ليس عجيبا أن نرى هذا المشهد في بلادنا رغم ما حباها الله من خيرات مادية وطاقات بشرية إبداعية، وليس غريبا أن يلجأ العفيف من الشباب الطموح إلى ابتكار فرص عمل والبحث عن مصادر رزق رغم حصار الدولة لهم بالأسعار والضرائب ومعاملات التصاريح وغيرها، فالدولة كما تشهد عليها تصرفاتها هذه تعمل على تهجير الطاقات البشرية بعد أن باعت الموارد المادية للمتنفذين وأرباب رؤوس الأموال من الغرب الرأسمالي الجشع.
"كم يبلغ حاليا سعر سندويش الفول؟" بعد أن كان سعره لا يتجاوز "عشرة ساغ" أصبح الآن يساوي عشرة جنيهات بفضل سياسات الدولة في رفع الضرائب وعدم القدرة على زرع الأراضي والعمل على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي بأرخص الأسعار، لا سيما وأن الفول يعتبر وجبة أساسية لا يستغني عنها المصري اليوم، وذلك ليس حبا بالفول أو غراماً به، بل من قلة إمكانية الحصول على ما سواه. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.
قاتل الله حكام الضرار وأشياعهم ومن يواليهم، الذين بلغ بهم الحال من تضييق العيش ونكده أن يحرموا الفقير من سندويش الفول، ويحرموا الدكتور من ممارسة عمله في مجال تخصصه فيضطر إلى بيع الفول، ولا يجد من يشتريه...
الغريب حقا هو أن لا يكمل هؤلاء الشباب ثورتهم ويتمموا ما بدأوه لتغيير النظام كليا وليس الاكتفاء باستبدال رأس أشعث بآخر أغبر. فالتغيير الحقيقي هو اجتثاث النظام من أصوله بقضه وقضيضه، لا يبقى له أثر في أي مجال من مجالات الحياة، سواء في السياسة أو الاقتصاد، سواء في الدستور أو القوانين، سواء في القضاء أو الإعلام، سواء في الجيش أو الشرطة، بل حتى في بائع الفول وبواب الوزارة.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا
وسائط
1 تعليق
-
اللهم أصلح حال الأمة ويسر لها سبل الخلاص