- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جعجعة القمم السعودية الثلاث تذروها ضربات الحوثيين المسيّرة
الخبر:
أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثيين، اليوم الجمعة، شن هجمات جوية بطائرات مسيرة مفخخة على مطار أبها في قطاع عسير جنوب غربي السعودية. (سبوتنك نيوز 2019/6/14م)
التعليق:
كم هي بشعة تلك المسرحيات الهزلية التي ينتهجها حكام المسلمين أمام شعوبهم، وكم هي رخيصة دماء المسلمين ومقدراتهم على هؤلاء الحكام الخونة وعلى أسيادهم في الغرب الكافر، هكذا يبدو المشهد في هذا الخبر، وهكذا جاء رد الحوثيين - المحميين من أمريكا والنظام الدولي - على حكام آل سعود - عملاء أمريكا، ورغم أن المشهد نفسه يتكرر في كثير من أخبار المسلمين حول العالم، ورغم أن الحرب في اليمن صار أكبر من أن يغطيها خبر وتعليق، إلا أنه يجب لفت النظر إلى مجموعة من النقاط كما يلي:
1- لقد جاءت الضربات الحوثية المتتالية هذه بعد أيام عدة من عقد حكام آل سعود لقممهم المشؤومة الثلاث - الخليجية والعربية و(الإسلامية) - وذلك في إشارة إلى أن هذه القمم وما قد ينتج عنها لا تساوي شيئا، وهذا وإن لم يكن مقصود الحوثيين ومن يحميهم بشكل مباشر، إلا أن حقيقة الأمر أن القمم الثلاث وعلى مستوياتها الثلاثة لا تساوي رشة رماد تذروه الرياح على المستوى السياسي بالنسبة للبلاد الإسلامية، وما ذلك إلا لأنها من الناحية السياسية لا تكاد تتجاوز الشعارات الفضفاضة والعبارات الفارغة، والتي لا ينتج عنها إلا صرف بضعة ملايين من أموال الأمة الإسلامية على مؤتمرات فارهة من ناحية ومساعدة الغرب في بعض مخططاته من ناحية أخرى.
2- إنه مما لا شك فيه أن السعودية ومن خلفها ترامب وأعوانه سوف يوظفون هذه الهجمات "الشرسة" لتمرير ملايين من الدولارات لأمريكا لقاء صفقات أسلحة جديدة، وخصوصا وأنه يتزامن في هذه الفترة "وبمحض الصدفة" تصاعد بعض الأصوات الداعية داخل الكونجرس لحظر بعض صفقات الأسلحة للسعودية، وهو الأمر الذي يحتاج للمبرر، ولعل هذه الضربات الحوثية تعطي بعض هذه المبررات، ولكن وكأن هذا المشهد صار متكررا لأكثر من مرة في هذه الحرب.
3- على مستوى السياسة الدولية، والصراع الأنجلو أمريكي، فإن أمريكا لم تصل بعد إلى مبتغاها في اليمن، والذي يتمثل في خطوته الأولى فرض الحوثيين كلاعب أساسي على أرض الواقع وفي المشهد السياسي، وبالتالي فإن الحرب إذا ما هدأت بعض الشيء هنا أو هناك في أرض اليمن، فإنه لا بد من إشعال فتيلها مرة أخرى، واستحداث مبررات جديدة لها، وعليه فإنها لن تسمح بأي مجال للتهدئة ما لم تكن هذه التهدئة تحت سيطرتها بشكل كامل، وذلك لا يكون إلا بعد أن تحقق معظم أهدافها الاستعمارية من هذه الحرب.
4- على الصعيد الداخلي، فإن عامة الناس في بلاد الحرمين، قد أصبحت الصورة واضحة لهم بأن تلك الحرب لا تعود عليهم إلا بمزيد من الإرهاق والمغارم، وأن متاعها ومغانمها لا تذهب إلا لأمريكا ونواطيرها من الحكام المصطنعين في بلاد المسلمين، كما أن الناس جميعا في بلاد الحرمين لا ينقصهم إلا الوعي الحقيقي على الحل البديل في الإسلام.
5- إن على كل أبناء المسلمين أن يعلموا ويدركوا، أنه لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل، وأنها في حقيقتها ما هي إلا صراع للقوى الاستعمارية على النفوذ في أراضي المسلمين، وأن الخاسر الوحيد فيها هم أبناء المسلمين، وأن المنتصر من أطراف هذه الحرب في أرض المعركة لن يكون إلا منهزماً أمام أبناء الأمة الإسلامية في الدنيا وأمام رب العالمين في الآخرة.
6- إن على كل أبناء المسلمين أن تتفتح أنظارهم على هذه الحقائق، وأن يقفوا لمخططات الكافر المستعمر بالمرصاد، وذلك من خلال الكفاح السياسي والصراع الفكري على أساس مبدأ الإسلام، وذلك لحمل رسالة الإسلام إلى البشرية كافة، وتحكيم شريعته في دولة إسلامية راشدة، تكون خلافة ثانية على منهاج النبوة كما كانت الأولى، وكما وعد بها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
اللهم أعنا على حمل دعوة الإسلام، لاستئناف الحياة الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي تكون وحدها القادرة على إيقاف حروب المسلمين فيما بينهم لخدمة أعداء الأمة، وهي وحدها سوف ترد للمسلمين عزهم ومجدهم، فتحمي لهم أمرهم وتضمن لهم مصالحهم وترد الأعادي عنهم، اللهم آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد صالح – بلاد الحرمين الشريفين
وسائط
1 تعليق
-
اللهم اضرب الظالمين ببعض وأخرج المسلمين من بينهم سالمين