الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل حقا هناك إصلاح للاقتصاد المصري كما يدعي ممثل الغرب؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل حقا هناك إصلاح للاقتصاد المصري كما يدعي ممثل الغرب؟!

 

 

الخبر:

 

نقلت اليوم السابع الثلاثاء 2019/6/11م، قول وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس، أن مصر ليست البوابة التجارية لأفريقيا والشرق الأوسط فقط بل للعالم كله، موضحاً أن رجال الاقتصاد في بريطانيا لديهم نظرة إيجابية نحو الاقتصاد المصري الآخذ في النمو والتطور، وإشادته ببرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، الذي بدأت مصر في جني ثماره، لا سيما أنه ليس برنامجاً واحداً وإنما هو عدة برامج هدفها النهوض بالاقتصاد المصري، مؤكدا أن بريطانيا تطمح إلى أن تصبح الدولة الكبرى في الاستثمار في أفريقيا، مشدداً على أنه شجع على الاستثمار في مصر لكونها دولة تتمتع بالعديد من المميزات منها العدد الكبير من الشباب وتطوير قطاع النقل.

 

التعليق:

 

لم تنس بريطانيا أن مصر كانت تابعة لها منذ عقود وكانت وحدها تتمتع بثرواتها وخيراتها ولا زالت تطمع بالعودة إليها وإن كانت عودتها مستحيلة، إلا أنها ارتضت بأن تحصل على ما تستطيع مما تسمح به أمريكا صاحبة النفوذ في مصر الآن.

 

الوزير البريطاني يمثل دولة رأسمالية استعمارية كبرى، فهو واجهة لمن خلفه من أصحاب رؤوس الأموال والشركات الرأسمالية ومفهومهم للإصلاح الاقتصادي في بلادنا لا يخرج عن تنفيذ النظام لقرارات صندوق النقد الدولي التي تفتح الأبواب أمامهم لمزيد من نهب ثرواتنا وخيراتنا، وقد رأينا ثمار هذا الإصلاح التي يجنيها الغرب ولا يرى منها أهل مصر شيئا بل يتحملون تبعاتها ويدفعون ثمنها من قوتهم، فالطرق والكباري وحتى وسائل النقل يتم بناؤها وتطويرها بأموال القروض التي تحصّل من أهل مصر ثم يحصّل منهم النظام مقابل استخدامهم لتلك الطرق أو الكباري بخلاف زيادة ما يحصّله منهم في وسائل النقل وآخرها زيادة سعر تذاكر المترو للخط الثالث ولن تكون الزيادة الأخيرة.

 

حجم الاستثمارات البريطانية في السوق المصرية تبلغ حالياً 5.4 مليار في عدد 1567 مشروعاً في قطاعات الصناعة والخدمات والإنشاءات والسياحة والتمويل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بحسب ما نشرته اليوم السابع أيضا في 2019/1/24م، هذه الاستثمارات لا ينال من ورائها أهل مصر شيئا بل هي وبالٌ يضاف إلى وبالات الرأسمالية التي تحكمنا فجميع استثمارات الغرب تنهب من بلادنا النفط والمواد الخام وتجعل من بلادنا سوقا لمنتجات شركاتها ومصانعها، فشركة بي بي أحد أكبر المستثمرين الأجانب في مصر تستثمر في مجال التنقيب عن النفط والغاز بمعنى أدق تنهب من نفط مصر وغازها تحت رعاية الدولة وفي حمايتها وبعقود سرية لا يعرف بنودها أحد، بل لا يجرؤ على محاولة البحث حول تلك البنود، في الوقت الذي يدعي رأس النظام المصري أنه يحارب الفساد، وينظم له مؤتمرا، في حين إن هذا النفط والغاز هو من الملكية العامة وحق أصيل من حقوق الناس لا يجوز للدولة التفريط في منابعه وحقوله.

 

عندما يشيد الغرب بإصلاحات معينة في بلادنا فهذا معناه أن حكامنا قد أدوا دورهم في خدمته وهيأوا الأجواء لشركاته ورجاله ليمارسوا مزيدا من نهب ثروات البلاد، أو أوجدوا سبلا جديدة تمكن الغرب من التسلط على رقاب الناس ونهب ما تبقى لهم وما يحملون من مدخرات، فكيف يكون الإصلاح حقا وكيف يلمسه الناس في واقع حياتهم؟!

 

إن بداية الإصلاح الاقتصادي تكون بمنع كل استثمارات الغرب في بلادنا ومنع شركاته الرأسمالية من العمل في بلادنا لكونها تتبع دولا استعمارية، واسترداد كل الموارد الدائمية وشبه الدائمية الممنوحة لشركات الغرب وإعادة تقسيم الملكيات ووضع الملكية العامة ومنع منح أي امتياز لأي أجنبي مستقبلا، ثم تضع الدولة يدها على تلك الملكية العامة وفيها ما فيها من ثروات كنفط وغاز وذهب ومعادن أخرى فتقوم هي بإنتاج الثروة منها ثم تعيد توزيع ما ينتج من ثروة على الناس جميعا بلا استثناء لا فرق بين مسلم وغير مسلم ولا غني وفقير، بحيث تحسن توزيع الثروة بشكل صحيح يمنع تداول المال بين فئة معينة دون باقي الناس، ثم تعمد إلى ما في البلاد من أرض موات فتمنحها لمن أراد إحياءها من الناس بالزرع أو الإعمار فتعينهم على ذلك بما تملك قدر المستطاع ومن أحيا أرضا مواتا فهي له كما أخبر نبينا r، فتعينهم على إعمارها وتهيئ الأجواء التي تمكن أبناء الأمة من استغلالها في الزراعة والصناعة وغيرها... هذا غيض من فيض مما يحدث حقا لو كان هناك إصلاح اقتصادي حقيقي ملموس، إلا أن هذا مستحيل الحدوث في ظل الرأسمالية التي تحاربه أصلا ويحتاج إلى دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة حتى يطبق فعلا.

 

وهنا نتوجه إلى أهل القوة المخلصين في جيش الكنانة ونضع أمامهم سبيل الإصلاح الحقيقي الذي يغنيهم عن تلك المشاريع التي يمنحها إياهم النظام على سبيل الرشوة ليشتري ولاءهم ويضمن سكوتهم عن فساده وتجاوزاته في حق أهل مصر البسطاء، إن حقوقكم المسلوبة وحقوق أهل مصر معكم أكبر بكثير من هذا الفتات الذي يلقيه لكم النظام من بقايا موائد الغرب، حقوقكم وحقوق أهلكم هي التي يتمتع بها الغرب ويشتري صمتكم وولاء قادتكم والخيار خياركم، وسنظل نناديكم ونذكركم حتى نجد من بينكم من يسمع وينصر، وحينها ستدركون كم الخير الذي حرمتم منه في ظل الرأسمالية وأدواتها، فأدركوا أنفسكم وانصروا دينكم وأقيموا دولته دولة عزكم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يرضى عنكم ربكم ويفتح عليكم بركات من السماء والأرض، اللهم عاجلا غير آجل.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأربعاء, 19 حزيران/يونيو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع