- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الثقافة الغربية لن تحل أبداً مشكلة حقوق المرأة
(مترجم)
الخبر:
في مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية مع الدالاي لاما في الثاني من تموز/يوليو 2019، طُرحت عليه أسئلة تتعلق بإمكانية أن يكون الدالاي لاما أنثى. أشار الزعيم الروحي للتبت إلى حقيقة أن القائد الروحي في المستقبل يجب أن تكون "جذابةً". ونتيجةً لذلك، واجه رد فعل عنيفاً كبيراً حيث اعتُبر في تعليقاته إهانة للمرأة، ومناهضة للنسوية بطبيعتها ومهينة بالطريقة التي تجعل فيها المرأة مجرد شيء من الأشياء.
التعليق:
إن فكرة أن يُدلي حتى أحد الزعماء الدينيين "الأكثر قدسية" مثل هذا التعليق، يجب ألا تكون فكرة مفاجئة لأي شخص يعيش في المناخ الحالي للقيم الديمقراطية الليبرالية. فالحقيقة هي أن المجتمع مصمم لتكييف جميع أعضائه بالأجندة المهيمنة التي اعتمدها قادة العالم. جميع الرجال والنساء والأطفال يتعرضون لا محالة لهذه الثقافة، وحتى أكثر الشخصيات الروحية يمكن أن تتأثر بأساليب التكييف القوية المستخدمة. في ظل عدم وجود أجندة بديلة واضحة، فإن الأمور الفكرية الفاسدة التي تقود إلى تجريد الإنسانية من النساء، ورؤيتهن بنظرة جسمانية بحتة وتجاهل وظائفهن العاطفية/ النفسية السامية، أمر طبيعي. إن عقيدة الإسلام هي النظام العقدي الشامل الوحيد الذي يمنح المرأة مكانة سامية واضحة، وهي ما تملك القدرة على فرض ذلك بطريقة غير متناقضة. لدى النظام الرأسمالي العديد من قوانين حقوق المرأة، لكنه يضع الأخلاق في المرتبة الثانية عندما يتعارض ذلك مع ما يحصلونه من المال. وعلى هذا السياق ذاته، نرى استخدام النماذج النسائية للفت الانتباه إلى الحملات الإعلانية، وتشجيع النساء في باب صناعة الترفيه القائمة على ميزات نظرة ضيقة قائمة على ثقافة الجسد ومن ثم التمثيل غير المتكافئ في مسائل الأجور والمهن الوظيفية، كل ذلك مشكلة مستمرة لن تنتهي أبداً لأن حلها سيؤدي إلى ضرر اقتصادي لشركات النخبة التي تجني فوائد هائلة من هذا النظام. لم تكن هناك حاجة إلى حركات حقوق المرأة في دولة الخلافة حيث لم يكن هناك أي تناقض بين السياسة والواقع السياسي. كانت نصوص القرآن والسنة الآمرة باحترام المرأة حازمة وفورية. ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾.
لم تشعر النساء المسلمات بالأمن والأمان فحسب، بل إن النساء غير المسلمات حصلن على المكانة الرفيعة ذاتها فيما يتعلق بحياتهن وممتلكاتهن حيث كانت محمية بموجب أحكام أهل الذمة (التابعين غير المسلمين) التي اتسمت بالخصوصية البالغة فقد تم تطبيقها بعناية ودقة. واليوم فإنه بعودة نظام الخلافة فقط، ستنتهي النظرة للنساء على أنهن أقل شأنا من الرجال. سيقوم النظام التعليمي بتعليم الآيات والحديث التي تجعل من أمهاتنا وأخواتنا وجداتنا متألقات في المجتمع. ستكون نساؤنا محل تقدير كبير لعملهن على رعاية أسرهن وأن يكُنَّ عمالقة فكريات يصغن ويبنين عقول المسلمين في المستقبل. إن الثقافة السائدة التي تقضي على التقليل من شأن النساء وقولبتهن ليكُن مجرد إكسسوارات لمتعة الرجال لن تكون هي الرواية المشهورة التي تلوث عقول الشباب، الذين يتحولون إلى رجال ضيقي الأفق. إننا نهيب بمسلمي الأمة على المستوى العالمي إلى إدراك الحاجة الملحة للتغيير حتى يدعموا العمل من أجل إيجاد الخليفة وجعله حقيقة واقعة ينتفع بها جميع البشر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد