الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زيارة محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقاهرة التوقيت والدلالات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

زيارة محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقاهرة
التوقيت والدلالات

 


الخبر:


في زيارة هي الأولى من نوعها التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لبحث مسار المرحلة الانتقالية. (إندبندنت 2019/7/29م)

 

التعليق:


لقد جاءت هذه الزيارة بعد أيام قليلة من الإعلان عن محاولة انقلابية فاشلة شارك فيها كبار القادة في الجيش السوداني وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان الفريق أول هاشم عبد المطلب. ولفهم طبيعة هذه الزيارة وبالرجوع للظهور القوي للفريق حميدتي وتوليه منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي والنشاط المحموم الذي قام به وسط الوحدات العسكرية والتبرعات المالية السخية التي رافقت زيارته تلك كما تمدد نشاطه نحو التجمعات المدنية خاصةً بعد الاعتصام وتوقف المفاوضات بين العسكري وقوى الحرية والتغيير، تلك اللقاءات التي أكثر فيها من الوعود وحرص فيها على أخذ تفويض من الجماهير بتكوين حكومة مدنية من المجلس العسكري...


هذه المواقف جعلت الفريق حميدتي محط أنظار الكثيرين وزادت من توجس الداخل السوداني تجاه المجلس العسكري في تسليم السلطة للمدنيين، كما تباينت المواقف الخارجية حتى داخل الحلف الرئيس الداعم للمجلس العسكري؛ قضية الملف المصري الإماراتي السعودي كما ورد في موقع عربي بوست 2019/7/29م (فإذا كانت الدول الثلاث تتفق على الخطوط العريضة في السودان مثل إقصاء الإسلاميين ودعم العسكريين وتحجيم الحراك الثوري إلا أن الشيطان يدخل في التفاصيل وداخل التحالف نفسه يظهر أن هناك اختلافات).


فالموقف السعودي يرى أن الفريق حميدتي يتمتع بفرص جيدة تتصدر المشهد السوداني ويحتاج أن يفسح الطريق له ويزاح المنافسين الأقوياء له، كما لازم إعلان الانقلاب وإزاحة العشرات من الضباط الأقوياء والاستمرار في مثل هكذا أعمال حتى يعبَّد له الطريق إلى السلطة.


كما وأنهم يرون أنه يحتاج إلى شيء من التلميع والتسويق، وهذا ما تقوم به شركة ديكنس آن مادستون الكندية والتي مقرها مونتريال ويرأسها آربن مناشي وهو ضابط استخبارات سابق في كيان يهود، حيث أظهرت الوثائق الأمريكية توقيع الشركة صفقة مع المجلس العسكري الانتقالي قيمتها 6 مليون دولار وذلك مقابل أن تقوم الشركة بتحسين صورة المجلس العسكري الانتقالي وانتزاع شرعية دولية له مع توفير دعم روسي والدفع بلقاء بين حميدتي وترامب، وقد وقع نيابة عن المجلس الفريق حميدتي، وقد عملت هذه الشركة في الماضي بوصفها جماعة ضغط مأجورة للدكتاتور الزيمبابوي المخلوع موغابي وكذلك قائد المليشيات خليفة حفتر.


أما الإمارات فإنها ترى أن التاريخ الأسود لحميدتي في دارفور واتهامه من بعض المنظمات الدولية بالقيام بأعمال إبادة جماعية وانتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان تجعل من كلفة تسويقه أمراً باهظاً إن لم يكن مستحيلاً بالإضافة إلى أنه شخص حديث التجربة صغير السن متهور ولكن يصلح في أداء هذه المهمة المرحلية وترى أن التخلص منه ليس بالأمر الصعب.


أما مصر فإن مركز تنبهها هو الاستقرار في السودان وهي على غير استعداد مطلقاً أن ترى دولة فاشلة في حدودها الجنوبية بعد ليبيا خاصة وأن السودان يعتبر عمقاً استراتيجياً لمصر كما صرح بذلك المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أن موقف مصر الاستراتيجي والثابت هو دعم واستقرار أمن السودان وشعبه الشقيق، وقد حرصت الصحف المصرية على إظهار أن موقف الرئيس المصري لحميدتي كان حازما في استقرار السودان.


لذلك فإن الرئيس المصري يفضل ويطمئن للتعامل مع القوات المسلحة عوضاً عن مليشيات الدعم السريع. وهذا الموقف هو الذي دفع بالفريق محمد حمدان دقلو لزيارة مصر وإرسال عدة رسائل تطمينيةً لها، ويبدو أنه حمل في جعبته تلك الفيديوهات المصورة التي يظهر فيها الفريق عبد المطلب ويعلن فيها انتماءه للحركة الإسلامية في السودان، وهذا يعزز موقف حميدتي لإقناع السيسي، بأن ما جرى من اعتقالات وسط ضباط القوات المسلحة لم يكن المقصود منه إعادة هيكلة القوات المسلحة وإنما المقصود منه هو تنظيف الجيش من العناصر الإسلامية.


والسؤال: إلى متى سنبقى رهينة لإرادة الحكام العملاء داخلياً وخارجياً الذين يحولون بين الأمة وبين اختيار الحاكم الذي يحكمها وفق عقيدتها؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس / حسب الله النور – الخرطوم

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 آب/أغسطس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع