- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أين يا حكام آل سعود؟
الخبر:
سمحت السعودية لأول مرة للمرأة بالسفر دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر ومنحت النساء المزيد من الحقوق فيما يتعلق بالأسرة، فيما يعد خطوات جديدة للحد من ولاية الرجال على النساء في وقت تواجه فيه المملكة انتقادات بشأن سجلها في حقوق الإنسان. (بي بي سي)
التعليق:
ها هم حكام آل سعود مستمرون بالتخلص من آثار الثوب المحافظ كي ترتدي ثوبا منفتحا وحضاريا بنظرهم بقرارات جديدة يوما بعد يوم حتى وصلنا إلى صدور قرار بالسماح للمرأة بالسفر دون موافقة ولي الأمر؛ خطوات للحد من ولاية الرجل عليها.
نعم هذا من الطبيعي لأن الغرب تمكن من السعودية ومن بلاد المسلمين وسعوا لتمكين الكفر فيها وترسيخه في علاقات المسلمين، وغزو بيوتهم بأفكارهم اللعينة والذي هو مكرٌ يراد للأمة لحرفها عن دينها، والذي أدى إلى تأسي المسلمين بهم وتقليدهم، والخضوع لهم والخنوع لكل صغيرة وكبيرة بكل أسف، فحاولوا جاهدين صنع قالب بمواصفات غربية ليضعوا فيها المرأة المسلمة وعملوا على الإيحاء لها بأن هذه هي الحياة الصحيحة الجديدة السعيدة، حياة تبدل حياتها القديمة البالية التي تركها جميع الناس في هذا العصر الجديد. وقد فعل ذلك من خلال المسلسلات الهابطة وتضخيم وتعظيم الحريات وإعطائها أكبر من حجمها الحقيقي وتغيير واقعها من معصية الله عز وجل إلى تجديد الإسلام والإسلام المعتدل والحوار بين الأديان، فساوى بين الأحكام الشرعية وبين الحرية وساوى بين التقيد والالتزام وبين الانحلال والتفسخ.
هذا هو حال المرأة في بلادنا، وهذا هو الإنجاز الذي تتشدق به الجمعيات والمؤسسات الحقوقية التي تهدف لإخراج المرأة عن طبيعة تكوينها وما يليق بها ويتناسب مع أنوثتها، خدعوها بشعارات براقة من مثل الحرية والمساواة وإلى غير ذلك، فلا هم ضمنوا لها المساواة ولا هم أعطوها حقها، ولا هم تركوها بعيدا عن خططهم وضلالاتهم فنأت بنفسها وأسرتها عن الخراب والضياع وهي تلهث وراء سراب الحريات...
لكن الإسلام رفع من مكانتها فأكرمها حين أذلها أهل الكفر، وصان عرضها حين داسه أهل الكفر والجاهلية قديما، فأعطاها حقوقها كاملة حين لم تكن إلا سلعة ومتعة لأهل الكفر، وحافظ على تلك المكانة التي أعظم بها المرأة ورفع من شأنها من خلال الدولة الإسلامية التي كانت تصون أعراض المسلمين وتذود عنها، فكان خليفة المسلمين يجيش الجيوش من أجل شرف امرأة وعرضها. وفي ظل هذه الكرامة والمجد العظيم شاركت المرأة في الحياة، وكان لها دور كبير لا يمكن أن ينسى أو يهمل على مر العصور. ولكن عندما أصيب الإسلام في المقتل، كانت الرصاصة مباشرة إلى قلب المسلمين، فسقطت حامية بيضة الإسلام العظيم دولة الخلافة الإسلامية وإمام المسلمين.
أيتها القانتات المسلمات: إن المسلمة الملتزمة بدين الله تعالى تعلم جيدا أنها غير مرتاحة في هذه الدنيا وغير سعيدة ما دامت حرمات الله تعالى تنتهك، فيجب عليها العمل على تغييرها كما أمرها الله تعالى ولتعلم جيدا أنها مسئولة أمام الله تعالى على تغيير هذه المجتمعات المتفسخة التي هي بعيدة كل البعد عن الإسلام وتطبيق الشرع.
فعليكن أن تتمتعن بما يسمح به ديننا من شعائر وطاعة لما أمرنا الله تعالى به، فلا تسجدن للقوانين العلمانية التي تتوافق مع المصالح الغربية. فإن الله تعالى يخبرنا أنه مهما حاول المسلم التوفيق بين الأفكار خدمة للإسلام فإن رغبة أعداء الإسلام الحقيقية هي أن نتبع ملتهم كعصاة لله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي