- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الطّفولة في فلسطين تستصرخ وتستغيث: وا معتصماه!
الخبر:
حاولت مجموعة من عصابات المستوطنين يوم الأربعاء، خطف 3 أطفال مقدسيّين من باب الأسباط (أحد أبواب البلدة القديمة في القدس)، وجرى التّحقيق مع أحد الأطفال من شرطة الاحتلال، بعد فشل المستوطنين بتنفيذ عمليّتهم.
وأثارت هذه العمليّة المقدسيّين وتجمهر عدد كبير في المنطقة وشرعوا بالتّواصل عبر مواقع التّواصل للبحث عن الأطفال. (موقع مدينة القدس 2019/08/01)
التّعليق:
اختطاف الأطفال الفلسطينيّين سياسة سلكتها سلطات الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى إذ قامت بزجّ الآلاف منهم في السّجون لمنعهم من المشاركة في مقاومة الاحتلال وإلقاء الحجارة على دوريّاته. سياسة تهدف من ورائها إلى تدمير الأجيال القادمة وتحطيمها نفسيّا لتصبح مهزومة مقهورة جبانة تخشى الوقوف أمام الاحتلال... لذلك توجّهت لهذه الفئة العمريّة الصّغيرة لتمارس عليها الإرهاب والتّعذيب والتّنكيل أثناء الاعتقال وبعده...
تهجّم على المنازل، اختطاف، اعتقال، سياسة تكسير العظام، ... ممارسات همجيّة متوحّشة قام بها كيان يهود لترويع الأطفال وبثّ الرّعب في قلوبهم الصّغيرة وإذلال أهلهم ضاربا عرض الحائط بكلّ المواثيق والاتّفاقيّات الدّوليّة التي تجرّم اختطاف الأطفال.
اختطاف الأطفال علاوة على أنّه مخطّط خبيث لوأد الأمل في تحرير فلسطين على أيدي أطفالها - رجال المستقبل - وتطهير أقصاها من نجس يهود هو تجارة مربحة في مجال سرقة الأعضاء البشريّة. هو جريمة دوليّة يستنكرها العالم ولكنّ هذا الكيان المتغطرس لا يعبأ بقوانين ويتمادى في اختراقاته وتجاوزاته وهو على يقين بأنّ هذه القوانين جوفاء وأنّه لن يحاسب على ما قدّمت يداه من جرائم وقتل للطّفولة والبراءة.
تمادى في أعماله الشنيعة يقتّل ويحرق ويغتصب الأرض والعرض ويقتل الأطفال ولم يجد من حكّام المسلمين إلّا الدّعم والمناداة بالتّطبيع معه في خيانة جليّة للشّعوب المسلمة التي تتألّم لوجع عضو من جسدها له من القدسيّة والمكانة الرّفيعة ما يجعل تحريره من القضايا المصيريّة التي تهمّ الأمّة جمعاء.
معاناة أطفال فلسطين يوميّة ومتواصلة... حكايات عديدة تروي ما يلقاه هؤلاء؛ منذ يومين فقط طفل ذو أربع سنوات ونصف يدعى محمّد ربيع عليان استدعي للتّحقيق معه... لائحة طويلة من الأسماء تضمّ آلاف الأطفال الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال يضاف إليها اسم محمّد ربيع، اسم يضاف إلى أسماء خلّدت وتناقلتها الأخبار والأنباء كأحمد مناصرة وأحمد جوابرة وفوزي الجنيدي الذي انقضّ عليه أكثر من 23 جنديا مدجّجين بالسّلاح في تعدّ صارخ على الطّفولة والبراءة... وما زالت اللّائحة تطول والانتهاكات تتواصل وما زالت الطّفولة في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين والعالم توأد! ما زالت الطّفولة تستصرخ: هل من منقذ؟ هل من نظام ينير الحياة بقوانينه العادلة الرّبّانيّة لتخرج العالم من ظلمات القوانين الجائرة الوضعيّة؟
الطّفولة تنادي وتستغيث: "وا معتصماه"!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت