الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تركيا لا تتحرك إلا بإذن من أمريكا ولا تخرج عن أمرها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تركيا لا تتحرك إلا بإذن من أمريكا ولا تخرج عن أمرها

 

 

 

الخبر:

 

بدأت تركيا العمل في إنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات الغرض منها استئصال وحدات حماية الشعب الكردية هناك، من جهتها سترسل الولايات المتحدة وفدا آخر إلى أنقرة الغرض منه إيقاف القوات التركية المسلحة عن القيام بهذه العملية، بينما موقف تركيا فهو واضح، حيث إن أنقرة مصممة على إنشاء ممر السلام هذا شاءت الولايات المتحدة أم أبت. (ستار، 2019/08/03م)

 

التعليق:

 

يتجدد الحديث مرة اخرى حول مسألة إنشاء تركيا منطقة آمنة في شمال سوريا، إذ إن أمريكا تسعى إلى سحب قواتها من سوريا ضمن فعاليات الانتخابات التي ستجري في 2020. في هذا السياق طلب ترامب من بريطانيا وفرنسا أن ترسلا قوات عسكرية إلى المنطقة في شهر تموز لمنع ظهور تنظيم الدولة من جديد ولحماية القوات الكردية (من تركيا) التي تقاتل تنظيم الدولة. من جهتهما قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية وصحيفة الغارديان البريطانية: باستثناء الوحدات البرية الأمريكية الموجودة هناك فإن بريطانيا وفرنسا وافقتا على زيادة قواتهما في سوريا بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15%.

 

في 23 تموز وحول موضوع إنشاء منطقة آمنة زارت أنقرة هيئةٌ أمريكية برئاسة جيمس جيفري ممثل أمريكا الخاص في الشأن السوري أعلنت أنقرة على إثرها أن صبرها قد نفد لأن الوفد لم يجلس إلى مائدة المفاوضات بالشكل الذي يقدم فيه اقتراحات تطمئن تركيا وتتوافق مع شروطها. أما حامي أكصوي الناطق الرسمي لوزارة الخارجية فقد صرح بعد المحادثات قائلا: "في حالة عدم التوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية فإننا سنضطر لإنشاء المنطقة الآمنة على الحدود السورية لوحدنا فقط، لقد قمنا بإبلاغ المسؤولين الأمريكان بذلك".

 

ترى هل فعلا تستطيع تركيا أن تنشئ منطقة آمنة في شمال سوريا أو أن تقوم بعمل عسكري في شمال شرقي سوريا رغما عن أمريكا؟ الحقيقة هي أن تركيا لا تستطيع أن تتحرك دون علم أو أمر من أمريكا فضلا عن قيامها بعمل عسكري في سوريا. تذكروا عندما قال ترامب لأردوغان أثناء اللقاء الذي جمعهما في 29 حزيران في مدينة أوساكا اليابانية على إثر قمة G20 بأن العمليات العسكرية التي قامت بها تركيا في شمال سوريا هو من أمر بإنهائها، وكذلك إطلاق سراح الراهب برونسون فقد تم بأمره أيضا.

 

فإذا كان الأمر كذلك فكيف تصرح تركيا بأنها مصممة على إنشاء المنطقة الآمنة وأنها ستتصرف بهذا الشأن لوحدها؟! إن هذا كله استئساد رخيص ومحض هراء. فالسياسة تتطلب أفعالا لا أقوالا، وإذا كان شجاعا لهذا الحد فلينشئ سياسة في سوريا أو أي بقعة من العالم رغما عن أمريكا أو ليمنع وصول الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تتلقاها من أمريكا.

 

فإذا كان بإمكانه استحداث سياسة مستقلة عن أمريكا، وإذا كان بإمكانه إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا رغما عنها، وإذا كان بإمكانه أن يمنع المساعدات العسكرية الأمريكية إلى وحدات حماية الشعب الكردية فإن استئساده يراوح مكانه. وأي عمل خلاف ذلك فإنه يعتبر بمثابة الحفاظ على المصالح الأمريكية.

 

منذ أمد بعيد يطالب أردوغان بإنشاء منطقة آمنة ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا دون علم أسياده، وهذا يظهر أن أردوغان لا يستطيع تنفيذ سياسة ما دون علم أو طلب من أمريكا. إذ ليس من المتوقع أن تقوم دولة باتباع سياسة مستقلة واقتصادها ونقدها وصناعتها وتقنيتها العسكرية مرتبطة بأمريكا. فإذا أراد أن يتبع سياسة مستقلة فعليه أن يكون مستقلا في زراعته واقتصاده وثقافته بل وفي كل شيء وأن يرتكز على عقيدة الأمة التي تؤمن بها.

 

إذا كان أردوغان يريد أن يتبع سياسة مستقلة عن أمريكا فعليه أن يقبل بالإسلام كمرجع وأن يطبق الأحكام المنبثقة عن العقيدة الإسلامية. وبما أنه لن يقوم بذلك فإنه من المستحيل أن يقوم باتباع سياسة مستقلة أو استحداث سياسة رغما عن أمريكا، وهذا أشبه بمن يبحث عن إبرة صغيرة في كومة قش. إن الدولة الإسلامية على منهاج النبوة والمنبثقة عن العقيدة الإسلامية هي وحدها التي ستنتهج سياسة مستقلة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

آخر تعديل علىالإثنين, 05 آب/أغسطس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع