- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
طريق إنقاذ تونس لا يمر عبر وعود الاتحاد الأوروبي
الخبر:
أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه سيقوم بإرسال بعثة إلى تونس لملاحظة الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها المقرر إجراؤها يوم 15 سبتمبر 2019، والانتخابات التشريعية ليوم 6 أكتوبر القادم، تكريسا لدعمه المتواصل للمسار الديمقراطي في تونس الذي انطلق منذ سنة 2011، واستجابة لدعوة وجهتها له الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وأضاف الاتحاد الأوروبي، أن فريقا من الإطارات يضم 10 محللين سيصلون إلى تونس بداية من يوم 23 أغسطس الجاري، في انتظار التحاق فريق ثان يوم 2 سبتمبر القادم يتكون من 28 ملاحظا (لفترة طويلة) سيتوزعون على مختلف أنحاء البلاد، سيقع تعزيزهم بـ28 ملاحظا (لفترة قصيرة) لتأمين تغطية أيام الاقتراع.
وأشار إلى أن البعثة ستعمل في كنف التحاور والتنسيق مع مختلف بعثات مراقبة الانتخابات المحلية والدولية.
وأفاد في بلاغ نشر على الموقع الرسمي لبعثة الاتحاد الأوروبي بتونس، بأن الممثلة العليا للشؤون الخارجية وللسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغريني، قامت بتكليف عضو البرلمان الأوروبي "فابيو ماسيمو كاستالدو" برئاسة هذه البعثة لملاحظة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس.
وأكدت موغريني، حسب نص البلاغ، أهمية الانتخابات الرئاسية والتشريعية لهذه السنة، التي تمثل مرحلة جديدة على درب تعزيز الديمقراطية في تونس، قائلة إن "مرافقة تونس في مسارها الديمقراطي باعتبارها شريكا مميزا، تعد أولوية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما تجلى سابقا في إرسال بعثات ملاحظة في انتخابات 2011 و2014 و2018. (شمس أف أم)
التعليق:
لم ينفك الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه لحكام تونس وحرصه اللامتناهي على دعم مسار الديمقراطية في بلدنا مكررا على مسامعنا الأسطوانة المشروخة نفسها التي تتغنى بمرتبة الشريك المتميز منذ عهد بن علي وإلى يوم الناس هذا، بل ها هو اليوم أحرص من أي وقت مضى على إنقاذ البقية المتبقية من نظام مهترئ لا يزال يسوم الناس سوء العذاب، ليشرف بنفسه على صياغة الدستور وتنصيب الحكام وإدخال المتكالبين على غنيمة السلطة من باب التوافق الديمقراطي زيادة على تنظيم الانتخابات ورعايتها حتى لا تخرج عما سطره القادة الأوروبيون في الكواليس، بل حتى تظل تونس في قبضة الاستعمار وتحت سيطرته بعد أن كاد العقد ينفرط من يديه عندما ثار الناس على النظام وسياساته ورموزه.
إن مسار تحرير البلاد من التبعية والارتهان لا يمكن له مطلقا أن يلتقي مع وعود الاتحاد الأوروبي لزمرة من الحكام هم أشبه بالدمى المتحركة، ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾، ذلك أن تحرير البلاد بقلع الاستعمار وطرد نفوذه من بلاد الإسلام فرض على أمة الإسلام ومنهم أهل تونس، لقوله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾. فكيف لعاقل أن يصدق بأن الاستعمار سيؤمن البلاد والعباد؟
إن من يغمض عينيه عن حقيقة الإشراف المباشر للكافر المستعمر على جزئيات الحياة السياسية في تونس سعيا منه لإنعاش الديمقراطية بما يقصي الإسلام وأحكامه من الحكم ويؤخر قيام دولته دولة الخلافة، لهو من الصم البكم الذين لا يعقلون، ولذلك لا غرابة أن ينخرط بعض العملاء في سباق محموم يشغل أهل تونس بتغيير الأشخاص وأن تفتح لهم من أجل ذلك كل المنابر، ليبقي سلطان الكفر متحكما في معاش الناس وأرزاقهم وجميع شؤون حياتهم، مع أن النصر صبر ساعة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. وسام الأطرش – ولاية تونس