- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هوى الممانعين والسياديين يتحرك حسب قرارات السفارة!
الخبر:
أصدرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بياناً عبرت فيه عن "دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي". وشددت على أن "أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 حزيران الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها. لقد عبَّرت الولايات المتحدة بعبارات واضحة للسلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية". (7 آب 2019)
التعليق:
مباشرة بعد إصدار البيان بدأت سلسلة اتصالات في محاولة إخراج سيناريو يحفظ ماء وجه حلفاء حزب إيران مع مراعاة تامة في وجوب تطبيق قرار السفارة الأمريكية. فكان هناك بيان "رد اعتبار" يرفض التدخل بالشؤون الداخلية للبنان صدر عن حزب إيران و"تسريب عن مصادر" يحتوي المضمون نفسه من وزارة الخارجية التي يترأسها صهر رئيس الجمهورية وحليف حزب إيران الوزير جبران باسيل.
هذا في البيانات المعلنة. أما على الأرض فكان الأمر مختلفاً تماما. إذ بدأت المشاورات بين أقطاب الحكم في لبنان مباشرة بعد إصدار السفارة لبيانها. وتم الإعلان يوم الجمعة 9 آب عن مصالحة تشمل أطراف الصراع: وليد جنبلاط وطلال أرسلان، وبحضور كل من رئيس الجمهورية ورئيس النواب ورئيس الوزراء ليكون مكان المصالحة في قصر الجمهورية في بعبدا، وليلحقها عقد جلسة للحكومة اليوم السبت. والحكومة اللبنانية لم تلتئم منذ أكثر من شهر بسبب حادثة قبرشمون التي أدت لمقتل اثنين من مرافقي وزير تابع لطلال أرسلان على يد مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط. وبسبب مطالبة حلفاء حزب إيران بتحويل القضية إلى المجلس العدلي على أساس أن المستهدف في عملية القتل كان الوزير الذي يتبع طلال أرسلان ثم تأزم الوضع بعد إعلان رئيس الجمهورية أن "حادث قبرشمون كان مكمناً أعد لصهره وزير الخارجية جبران باسيل"، كل هذا التصعيد اختفى على أثر إصدار السفارة لبيان.
وقبل عقد جلسة المصالحة يوم الجمعة، اجتمعت السفيرة الأمريكية برئيس الحكومة سعد الحريري. هذا ولم تنف السفارة الأمريكية الكلام الذي ورد عن مصادر مطلعة أنّ بيانها قد صدر بعد مراجعات عدة مع مسؤولين ودبلوماسيين وعسكريين ولقاءات للسفيرة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومسؤولين آخرين بعيداً عن الأضواء. مما يؤكد أن غالبية السياسيين في لبنان ومن ضمنهم أولئك الذين يدعون المقاومة والممانعة يستقون أوامرهم من السفارة الأمريكية.
إن استقلالية القرار السياسي لا تكون عن طريق البيانات الطنانة والرنانة ولا بالتنديد بأعمال العدو، بل تكون عن طريق ممارسة السياسة بشكل مستقل وبعيد عن أوامر العدو وقراراته. وعن طريق ممارسة سياسية تبرز الرفض بأن يكون البلد وطاقمه السياسي منتخَباً بل معيّنا من الخارج. وعن طريق ممارسة سياسية تبرز الرفض بأن تكون العدة والعتاد والتدريب الأمني والعسكري للأجهزة الأمنية من الخارج. وإلا كان الكلام عن رفض تدخل السفارة بـ"الشؤون الداخلية اللبنانية" هو كلاماً ينطوي تحت عنوان النفاق السياسي. والممانعون تعودنا على نفاقهم السياسي في بياناتهم وادعاءاتهم بأنهم يتصدون للهجمة الغربية ولكنهم حقيقةً ما هم إلا أدوات طيعة بيد الغرب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان