- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إطلاق النار الجماعي العنصري: ظاهرة ثقافية غربية
(مترجم)
الخبر:
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت، 3 آب/أغسطس ، إطلاق نار جماعي مميت هو السابع عشر حتى الآن في عام 2019، عندما قُتل 20 شخصاً في إل باسو- تكساس، ثم 9 أشخاص آخرين يوم الأحد في دايتون- أوهايو، ومنذ بداية هذا العام، وقع إطلاق نار جماعي كل 13 يوما في المتوسط، انتشر في جميع أنحاء البلد، وكان الدافع وراء العديد من هذه الهجمات هو العنصرية أو كراهية الأجانب. (ABC News)
التعليق:
إن ارتفاع جرائم الكراهية في أمريكا وسياسة ترامب الدولية للمافيا يدلان على نفس الانهيار الأخلاقي للمجتمع في أمريكا، وقد وصف القاتل الجماعي في تكساس، مثل ترامب، المهاجرين المكسيكيين بأنهم غزاة مجرمون، حيث إن كلا منهما يشترك في العقلية العنصرية البغيضة نفسها.
ووصف الرئيس الهجوم الذي وقع في تكساس بأنه "عمل جبان"، وذكر أن "المرض العقلي والكراهية يدفعان الزناد"، في محاولة عقيمة لتحويل الانتباه عن حقيقة أن هذه الجرائم هي نتيجة لسياسات وخطاب العنصرية الصارخ، وإحياء وجلب مَن هم أمثاله إلى السلطة، والحقيقة هي أن الفعل ليس مجرد عمل جبان، بل هو أيضا تعبير عن عنصرية متأصلة ثقافيا، ومتجذرة بعمق في التاريخ والفكر الغربيين. إنه التراث الثقافي الغربي الذي نتج عن النازية والفاشية في القرن العشرين.
إن الكراهية والاضطهاد ضد جماعات أقلية متجذران بعمق في التاريخ الغربي، وليس أقلها في عصر الليبرالية العلمانية، فالتفوق الأبيض ليس سوى أحد النتائج الثانوية القبيحة لهذه المؤسسة، وعلى الرغم من أن ترامب قد غذى القومية البيضاء، إلا أن الأفكار أعمق ومتأصلة في المجتمعات الغربية، وقد غرست قرون من الحكم الاستعماري مجمع التفوق الأبيض، وبنيت أمريكا على ظهور العبيد والإبادة الجماعية للأمريكيين الأصليين. تعد العنصرية منهجية متكاملة في الرأسمالية ولا تقتصر على إدارة معينة، وبالتالي، فإن هذه الظاهرة المروعة لن تعالج بصورة أساسية، إلى أن يتم القضاء على هذه الأسس.
إن الإسلام يحرم القومية والعنصرية ويحظرها حظراً قاطعاً، وقد عالج هذه القضية منذ نشأته وحلها على أساس عقائدي ومنهجي، قال النبي r في خطبته الأخيرة الشهيرة: «ألا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى».
وهكذا، فإن تطبيق الرحمة الكاملة للإسلام كطريقة للحياة والنظام السياسي هو الذي بإذن الله، سوف يقضي على أسس الاستعمار العنصري، والإبادة الجماعية، والإرهاب وجرائم الكراهية من العالم، وتلتحم الشعوب فعلا مع الحق والقيم الإنسانية الأبدية، كما فعلت طوال معظم تاريخها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان المرابط