السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النساء والأطفال يُتركون للموت في البحر بغياب قيادة الإسلام (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النساء والأطفال يُتركون للموت في البحر بغياب قيادة الإسلام

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في السادس عشر من آب/أغسطس، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية عن مقتل 14 مهاجراً تُركوا لعبور البحر من قبل منظمات إجرامية تَعِدُ بحياة جديدة في الغرب. ومن بين القتلى امرأة حامل من غانا. وقد تم الإعلان للعالم عن تفاصيل ترك اللاجئين للتضور جوعا حتى نفاد طعامهم ومياههم على مدى 11 يوماً على متن القارب، على لسان رجل من الناجين.

 

التعليق:

 

هذه الحسبة الرهيبة للمهاجرين الذين يموتون في البحر واحداً تلو الآخر والاضطرار إلى إلقاء الجثث من القوارب أثناء سفرهم هو أمر كان بالإمكان تفاديه بالكلية ولا يمثل مجرد جريمة ارتكبها الأشخاص الذين تقاضوا 700 دولار. إن ما يجري هو أيضا جريمة ارتكبها المجتمع الدولي الذي خلق المناخ السياسي الفاسد والخطير الذي أجبر ويجبر الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال على المخاطرة بحياتهم في محاولة للهروب من الحرب أو الفقر المدقع. لقد توفي الكثير من النساء والأطفال المسلمين في حالات مماثلة، وأصبح إنقاذ المهاجرين على نحو متزايد جريمة يعاقب عليها القانون، وكثيرون سيبقون في البحر دون مغيث. السترات الواقية المزيفة والوعود الكاذبة بالسلامة هي علامات تجارية لأعمال جباية المال من الناس الأكثر يأساً على هذا الكوكب.

 

خلقت السياسات الرأسمالية للقومية والجشع الاقتصادي نظاماً غير إنساني يجتاح العالم ويسبب هذه الأزمة. كم عدد الأطفال الذين يجب أن يبدأوا حياتهم في مثل هذه الصدمة والفوضى؟ يستحيل أن تقبل الخلافة، الدولة الإسلامية، مثل هذا الواقع. فحماية الحياة واجب على الدولة، والسماح بتجاهل حقوق الإنسان للأفراد جريمة جنائية يمكن لرعايا الخلافة أن يحاسبوا قيادة الدولة عليها. لطالما تم الترحيب باللاجئين ورعايتهم على طول تاريخ الدولة الإسلامية، لدرجة أن اليهود تعرضوا للهجوم أثناء محاكم التفتيش الإسبانية في القرن الثالث عشر والرابع عشر لوقوفهم في صف الدولة الإسلامية. جعل الله سبحانه وتعالى الحياة البشرية قضية مقدسة كما جاء في القرآن الكريم في سورة الإسراء: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾.

 

وهكذا، كانت حماية غير المسلمين في الشريعة الإسلامية أمرا مفهوما دولياً. ما ينقصنا اليوم هو عودة القيم العليا للشريعة لتحرير البشرية من الاضطهاد وداء المصلحة الذاتية وحكم النخبة التي لا تقيم وزنا لعامة الناس. يعطي الإسلام كرامة حقيقية لجميع البشر، والحقيقة هي أن جميع حكام المسلمين اليوم ليسوا إلا عبيدا للدول الكبرى، ما يعني أن العالم لا يرى أبداً الإمكانات الحقيقية لأحكام الشريعة وقدرتها على حل مشاكل العالم بشكل شامل. إننا ندعو المسلمين جميعا في العالم إلى العمل من أجل عودة النظام الأكثر عدلاً وأمناً لقيادة البشرية حتى لا يتكرر مشهد رؤية العالم لأم وطفل آخر مدفونين في البحر.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد

آخر تعديل علىالأربعاء, 21 آب/أغسطس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع