- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلهان عمر وحرب طواحين الهواء في أمريكا
الخبر:
فنّدت عضو الكونغرس الأمريكي إلهان عمر تصريحات رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو بشأن برنامج زيارتها التي كانت مقررة إلى الأراضي المحتلة.
ونفت إلهان عمر في سلسلة تغريدات نشرتها اليوم السبت عبر حسابها على تويتر صحة تصريحات نتنياهو بأنها وزميلتها في مجلس النواب رشيدة طليب لم تكونا تنويان عقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين أو معارضين من كيان يهود أثناء الزيارة. (الجزيرة 2019/8/18)
التعليق:
رشيدة طليب وإلهان عمر أول امرأتين مسلمتين تنتخبان في الكونغرس، وهما من الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، وتدعمان حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (بي دي أس) المؤيدة للفلسطينيين. وتتعرض كل من رشيدة وإلهان للكثير من الانتقادات بسبب موقفهما السياسي. ويأتي هذا الانتقاد بالرغم من أنهما تعرضان قضية فلسطين من منظور إنساني يستند إلى حقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية وتطبيق الأسس التي قامت عليها الدولة الأمريكية. وقد علقت إلهان عمر على منعها من دخول الأراضي المحتلة بأن القرار "إهانة للقيم الديمقراطية وأيضاً رد قاس على زيارة مسؤولين حكوميين من بلد حليف".
وفي كل موقف مناقض للنخب السياسية في أمريكا تخرج إلهان عمر لتخاطب الجماهير وتناشد العقلاء ولكنها تواجه في كل مرة برأي عام متصلب وشعب نشأ على العنصرية والانغلاق على النفس. تخرج في حسابها على تويتر محاطة بردود بذيئة ورفض وتجاهل من الأغلبية. تتفاعل إلهان كعضو في الكونغرس فتظهر كجندي أعزل منخرط في الجيوش الصليبية يدعي أنه لا ينتمي للصليبيين ولكنه يسير مع الركب أينما ساروا ويحاول أن يرفع صوته ليسمع وسط ضجيج واندفاع الجنود. مجرد جندي مغامر يحاول جاهداً أن يثبت أنه مختلف واختار مركز المعركة ليظهر هذا الاختلاف.
معارك طاحنة تحاول فيها أن يقبلها الشارع فإذا به يتمادى في الرفض. ولعل تصدر إلهان عمر للواجهة ومواقفها التي تثير ضجة والسجال بينها وبين ترامب يعطي اليمين المتطرف في أمريكا متنفسا وفرصة للهجوم على الإسلام وأهله. خصوصا وأن الهجوم ينصب على امرأة ترتدي (الزي الإسلامي). وقد وصل الأمر للذروة في تموز/يوليو الماضي حينما صرخ مؤيدو الرئيس الأمريكي في تجمع انتخابي شعبوي في غرينفيل شمال كارولاينا/واشنطن "أعدها إلى بلادها" "أعدها إلى بلادها". كان المشهد أشبه بحشد الناس لحروب صليبية مقدسة! مشهد وصفه الكاتب والناشط الأمريكي في مجال الحقوق المدنية، جيفري شون كينغ بأنه "من أكثر اللحظات عنصرية التي شهدها التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، ومن أكثر المواقف المرعبة والمروعة على الإطلاق في السياسة الأمريكية".
وبالرغم من حذر إلهان عمر من التصريح بأي أمر له علاقة بدينها، ودفاعها المستميت عن ولائها لأمريكا وعن استحقاقها لمنصبها السياسي وتمثيلها لكافة فئات الشعب. حتى إن الأمر وصل بها لأن ترقص في احتفال للشواذ. لم يقبلوا بها ولن يقبلوا بها ولو انسلخت من جلدها، لأنها مسلمة غفلت عن قضيتها المصيرية وتاهت عن المنهج القويم فباتت تصارع طواحين الهواء ليقبل بها المجتمع في أمريكا.
﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)