- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اتقوا الله يا هيئة تحرير الشام
الخبر:
وَفْقَاً لإذاعة حزب التحرير/ ولاية سوريا، اعتقلت أمنيات هيئة تحرير الشام حوالي 30 وجيهاً من وجهاء قرى سهل الغاب بريف حماة، وكللي ودير حسان وتل الكرامة وباريشا بريف إدلب الشمالي، وعندان وأورم وبابكة والسحارة بعد ختام اجتماعهم في قرية السحارة بريف حلب الغربي، الاجتماع الذي كانوا يتداولون فيه قضية الثورة وكيفية إيقاف التدهور العسكري الحاصل فيها، حيث طالبوا المجاهدين المخلصين بتشكيل غرفة عمليات غير مرتبطة بالمنظومة الدولية لإيقاف التدهور العسكري الحاصل، فقامت هيئة تحرير الشام بقطع الطريق عليهم ليلاً بحاجز طيار نصبته على طريق السحارة الأتارب.
التعليق:
يبدو أن ديدن الطغاة والمتجبرين على مر العصور والدهور هو واحد، إما أن يكون الناس شياطين خرساً يسكتون عن جرائمهم وأبواقا تروج لفسادهم، وإما أن يكونوا صما بكما عميا لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يرون فيكونوا بذلك أناساً صالحين حسب وجهة نظر الطغاة، وإلا فإن مصير من ينتقد أخطاءهم ويحاسبهم على ظلمهم هو القتل والسحل أو الاعتقال والسجن؛ ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾!
إن الطغاة والذين أصبحت هيئة تحرير الشام منهم، أو كادت، حالهم مثل حال فرعون عندما علا في الأرض ورأى أنه فوق الجميع فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾، وعندما هيأ لنفسه أنه الحق المطلق فقال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾، ولما دعاه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام للإيمان بالله الواحد وعبادته قال: ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾، واستشاط غضبا وأعلن الحرب على سيدنا موسى فقال: ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ﴾.
نعم هكذا صور القرآن الكريم حال الطاغية فرعون مع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، ولو أنعمت هيئة تحرير الشام النظر في واقعها اليوم، وما تقوم به من تصرفات مع شباب حزب التحرير وكل من يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر، ستجد أن حالها للأسف لا يختلف عن حال فرعون وهامان والنمروذ وغيرهم من طغاة الأمس واليوم، طغاة مسلطين على رقاب المسلمين ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك