- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"انتخابات تونس 2019"
بروباغندا سياسية إعلامية لتضليل الشعب
الخبر:
باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تونس والمحددة بيوم الأحد 15 من أيلول/سبتمبر 2019، تشهد الساحة السياسيّة هذه الأيام صراعاً إعلامياً متزايداً بين مختلف المترشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، فالكُل يتصدر المنابر الإعلامية والكل يتّهم الكُل بالفساد، والكُل يروج على شبكات التواصل ويدّعي أنه حامي حماة الديمقراطية، والكُل يبحث عن الإثارة ويدّعي أنه الزعيم المنقذ للبلاد، طبعاً ودون أن ننسى أن الكُل يدّعي حب تونس والعمل على عدم المساس بسيادة تونس وبأمن تونس وبشعب تونس...
التعليق:
من "ساكن قرطاج" إلى "المواطن يسأل" إلى "مع الرئيس" إلى "بالسياسة"... والعديد من عناوين البرامج السياسية الأخرى التي تعمل على استضافة المرشحين للرئاسة والتحاور معهم حول نظرتهم المستقبلية وبرامجهم الانتخابية، كلها حوارات إعلامية، وإن اختلف الديكور والمُحاور، فإن الغاية والهدف من كل هذا الزخم الإعلامي واحد وهي محاولة يائسة لاختطاف الناس وتلويث أفكارهم وتحويل وجهتهم إلى هذه المسرحية الغربية التأليف والإعداد والإخراج، مسرحية الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
إن هذه الجوقات الإعلامية ومن قبلها شركات سبر الآراء، طبعا بمباشرة من المستعمر الغربي، تعمل على حبس وأسر أفكار الناس في دهليز هذه الانتخابات الضيق المظلم، بخلق نوع من الصراع العلني الوهمي بين المترشحين، يصل إلى حد الشتم والسباب وتسريب الفضائح والاتهامات بقضايا الفساد وكل أساليب الثلب والتهديد، وليس ببعيدة عنا انتخابات 2014 وما شاهدناه حينها من صراع بين حركة نداء تونس وحركة النهضة.
كما أن هذه البروباغندا الإعلامية وهذه العُصبة السياسية الفاسدة تعمل على ترويج الأمل الزائف وإفشاء المُراد الوهمي في الرأي العام حول إمكانية التغيير الحقيقي وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية والنهوض بالبلاد إلى ما هو أحسن في حال قام كل شخص بواجبه الانتخابي. طبعا هنا يتعامون ويتجاهلون عن الحديث أن المسيّر الفعلي للسياسة النقدية والاقتصادية هم خبراء صندوق النقد الدولي وأن الحاكم الفعلي للقصبة وقرطاج هم أوكار سفارات الدول الغربية المستعمرة وأن السياسة الخارجية لا حول ولا قوة لنا فيها إلا بما يُمليه علينا المسؤول الكبير، وهذا ليس من باب نظرية المؤامرة بل من باب الواقع المحسوس المعاش لكل متتبع واعٍ للمسار السياسي للبلاد.
إن هذه الانتخابات كسابقاتها من الانتخابات أو بالأحرى هي أشد بأساً ووطأة لما فيها من مزيد تعميق وتكريس وتغلغل لنفوذ المستعمر على حساب حاجيات ومطالب الشعب.
إنه لا حل أمام الأمة سوى أن تدرِك أن الغرب وأعوانه يسوّقون الديمقراطية على أنها نظام حكم لا يتعارض مع الإسلام وعلى أساس أن الديمقراطية تعني إعطاء الناس حق اختيار الحاكم وحق محاسبته وأن لا بديل عن الديمقراطية سوى القمع والاضطهاد والاستبداد، خداعا للمسلمين عن انبثاق الديمقراطية عن عقيدة الكفر؛ فصل الدين عن الحياة.
وعلى الأمة أن تدرك إدراكا حسيا أن الفئات الحاكمة والمضبوعين بالثقافة الغربية هم أدوات الغرب في معركتهم ضد الإسلام والمسلمين، وأنه لا تجوز موالاتهم أو تأييدهم أو التعاطف معهم، قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح بوعزيز
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس