- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى طالبان: التفاوض مع الأمريكان هزيمة وعار
الخبر:
كابول: توعدت حركة طالبان بمواصلة القتال ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، وذلك غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات مع المتمردين باتت بحكم "الميتة"، مؤكدة أن واشنطن ستندم لتخليها عن المفاوضات.
قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس "كان لدينا طريقان لإنهاء احتلال أفغانستان، الأول الجهاد والقتال، والثاني المحادثات والمفاوضات"، مضيفاً "إن أراد ترامب وقف المحادثات، سنسلك الطريق الأول، وسيندمون قريباً". (إيلاف)
التعليق:
أسقطت أمريكا حكم طالبان عام 2001م ولم يمض عليهم في الحكم 6 سنوات. وكونت حكومة عميلة برئاسة كرزاي، تحت حمايتها.
وعادت طالبان إلى الواجهة بعد أن استفاقت من الضربة الأمريكية ولملمت قواها واستعادت سيطرتها على معظم أفغانستان خاصة الجنوب ومارست حرب عصابات طويلة الأمد ضد الحكومة العميلة والقوات الأمريكية، مما أجبر أمريكا على التفاوض مع طالبان.
استطاعت أمريكا أن تأخذ تعهدا من طالبان بقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة ودعم الجهود لمحاربة (الإرهاب) إذا تم سحب القوات الأمريكية البالغ عددها 14 ألفاً عام 2020. ويسعى الرئيس الأمريكي إلى إنهاء أطول حرب خاضتها بلاده وإعادة جنودها إلى الوطن تنفيذا لوعوده أثناء الحملة الانتخابية عام 2016. وكان من المقرر أن يلتقي ترامب سرا مع رئيس أفغانستان أشرف غاني وقادة طالبان في كامب ديفيد ولكنه ألغى الاجتماع بسبب الخلافات التي ظهرت في الإدارة الأمريكية بين وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون. وتذرع ترامب أن سبب الإلغاء هو مقتل جندي أمريكي قبيل الموعد.
أمريكا دولة محتلة احتلت أفغانستان عام 2001م ولا زالت تحتلها، وتحريرها من الاحتلال لا يكون إلا بالجهاد، أما التفاوض فلا يحرر أرضا ولا يخرج عدوا إلا بشروط مذلة ومخالفة لشرع الله.
وقد علمتنا الـ100 سنة الأخيرة التي مضت على هدم الخلافة، أن المحتل لا يخرج إلا بالقتال وأن المفاوضات تكون بين ندين لا بين دولة عظمى وحركة، لأن نتيجة المفاوضات ستؤول إلى تحقيق أهداف الدولة الكبرى لتجعل من الحركة أو الدولة الضعيفة ألعوبة بيدها تحركها كما تشاء أو تجعلها سوطا أو عصا بيد الدولة الكبرى تضرب بها كل خارج عن نظامها، فالقبول بدعم جهود مكافحة (الإرهاب) يجعل من حركة طالبان سوطا في يد أمريكا لضرب المجاهدين الذين أطلق عليهم وصف (الإرهابيين) زورا وبهتانا، والقبول بالتفاوض مع أمريكا يؤدي إلى دمج طالبان بالحكومة العميلة وإعطائهم بعض المراكز وتحقيق بعض الامتيازات ضمن خط معين وهو إشراكهم مع غيرهم بالحكم وليس إعطاءهم الحكم، ومن خلال خروج القوات الأمريكية مع بقاء بعض القواعد البعيدة عن المدن وبقاء بعض القوات الرمزية لها والنوعية والقادرة على التحرك لحين وصول الإمدادات في حال تطلب الأمر هذا.
فإن قبلت دول الكفر أن تسمي المجاهدين (إرهابيين) فذلك مفهوم، أما أن يقوم المسلمون بذلك وضربهم واعتقالهم وتعذيبهم أو طردهم من البلاد أو تسليمهم لعدوهم فهذا مخالف لأحكام الشرع. قال رسول الله e: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ»، فالذين يحاربون المجاهدين بدعوى أنهم (إرهابيون) يحارب من غزا الكفار. بل إن الدول في العالم العربي والإسلامي تقوم باعتقال كل من يحمل أفكارا جهادية دون أن يمارسها فيخالفون الحديث «وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ» ويجعل منه مجرما يستحق العقاب!
إلى إخواننا في طالبان: لقد حاربتم القوات الأمريكية منذ 18 عاما ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾. لهذا فهم يستميتون في إخراج قواتهم ولكنهم لا يريدون الخروج وهم يجرون أذيال الهزيمة والخزي والعار، بل يريدون أن يحولوا هزيمتهم إلى نصر واستسلامهم إلى قوة، فلا تمكنوهم من ذلك، واعلموا أن أمريكا لم تكسب حربا خاضتها إلا الحرب العالمية الثانية. وبعد ذلك خسرت حروبها كلها من فيتنام إلى كوريا إلى أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها... ولولا الخونة الذين يقدمون لها المعونة لظهرت هزيمتها، ولكنها دولة تحاور وتناور وتكسب معاركها السياسية لتعوض خسارتها العسكرية، فلا تفاوضوها لأنها ستكسب وستنتصر عليكم، وتأخذ منكم بالمفاوضات ما عجزت عن أخذه بالحرب طوال 18 سنة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن