- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لعبة رخيصة وأعضاؤها صغار
الخبر:
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء فرض عقوبات جديدة على حركة حماس والحرس الثوري الإيراني وتنظيمي القاعدة و(داعش)، وقال وزير الخزانة في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية مايك بومبيو إن نهج فرض العقوبات على إيران أثبت نجاحه، وأضاف وزير الخارجية "نعمل بشكل وثيق مع الرئيس ترامب ونتشارك الرأي إزاء السياسة الخارجية"، واعتبر بومبيو أن "السياسة الخارجية لا تتغير برحيل أي موظف في إدارتها" مشيراً إلى قرار ترامب إقالة بولتون من منصبه في تغريدة له على تويتر، لكن وزير الخزانة قال إن الرئيس ترامب قد يجتمع "دون شروط مسبقة" مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع الأمم المتحدة المقبل، وذلك بعد أيام من إعلان إيران تركيب أجهزة طرد مركزي لزيادة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب. (العربية)
التعليق:
لقد شهد العالم كله وسمع تصريحات النظام الإيراني المجرم بخصوص الخدمات التي قدمها لأمريكا في كل بلاد المسلمين، ولقد علم الجميع كيف أنه لولا مساعدة النظام الإيراني لها لما كان لأمريكا أن تصل إلى ما وصلته، وبلاد الشام خير شاهد ودليل، فحتى هذه اللحظة يجتهد النظام الإيراني في تثبيت عميل أمريكا وتدمير ما تبقى من بلاد الشام، وإنه لمن المضحك المبكي أن صديق الأمس الذي استخدمته أمريكا في حروبها الفاشلة في أفغانستان والعراق وصولا إلى بلاد الشام قد أصبح اليوم هدفا في مرمى أسلحة أمريكا الرخيصة، فبعد كل ما تكلفته إيران من أجل الغرب كافأتها أمريكا بوضعها هي ورجالها وعصاباتها كفيلق القدس وحزبها في لبنان على قائمة الإرهاب، بل وتعمل كذلك على وقف منابع التمويل لها ولرجالها، فبعد هذا هل بقي لهؤلاء أي ماء في وجوههم؟! أو هل نفعهم تفاخرهم بمساعدة أمريكا في تقتيل المسلمين في كل مكان؟!
إنه لمن المبكي أيضا أن يصبح قتل وتشريد إخوة الدين مفخرة ونصرة لقضايا وهمية فارغة لأصحابها، فبأي وجه سيقابل هؤلاء رب البشر يوم القيامة؟!
إن ما قام به ترامب من إقالة مستشار الأمن القومي الذي عرف عنه كرهه وحقده الشديد على الإسلام والمسلمين وعداءه لإيران، وقيامه في الوقت نفسه بوضع عقوبات على إيران ورجالها لهو أمر سياسي متناقض في ظاهره ومنسجم في باطنه، فترامب يهدف من خلال ذلك إلى لقاء رئيس إيران ووضع الخطوط والأجندة التي يريدها ترامب، ورئيس إيران مكسور الجناح لا يملك من رأيه وأمره شيئا، فترامب يتعامل مع عملائه بسياسة الكاوبوي التي تعمل على إذلال العملاء حتى الركوع والانكسار، وما خلافه مع رئيس الأمن القومي وهو في هذا السياق وإقراره لوزير خارجيته إلا إشارة أكيدة على أن السياسة الخارجية ثابتة لا تتغير، فطريقة التعامل مع العملاء ورسم المهام لهم ثابت لا يتغير، وما هذه المناورات إلا وسائل ضغط مباشرة على النظام الإيراني لجعله ينصاع للاستراتيجية التي تتبناها الحكومة الأمريكية في مخططاتها في المنطقة، فهناك ملفات وقضايا تريد أمريكا ترتيبها وإغلاقها منها موضوع الأمن في العراق وتصفية الثورة الإيرانية وترتيب الأوراق النهائية في أفغانستان، وأمريكا تستخدم إيران من أجل تمرير هذه السياسات الخارجية بشكل سلس وبدون أية عوائق أو مشاكل، وأما ما نسمعه هنا وهناك عن بعض المناوشات السياسية بين أمريكا وإيران فما هي إلا وسائل سياسية للاستهلاك الإعلامي لا غير.
وأخيرا نقول هل لهذه اللعبة الرخيصة من نهاية؟! نعم إن لها نهاية مدوية تصرع الصغير والكبير في السياسة. فكما يقال المنتصر الذي يضحك في النهاية، فكذلك الأمر في النصر المحقق على يد المخلصين الذين يمهد الله لهم الطريق، فساعة الظلم اقتربت نهايتها وساعة العدل إلى يوم القيامة آن أوانها بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا