الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حينما ترفع الأمة رأسها بجيشها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حينما ترفع الأمة رأسها بجيشها

 


الخبر:


علق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على مزاعم مقاول يقيم في إسبانيا، بوجود فساد في مشروعات ينفذها أو يشرف عليها الجيش، ووصفها بأنها "كلام خطير".


جاء ذلك خلال كلمة للسيسي، أثناء جلسة بمؤتمر للشباب بالقاهرة السبت، وأضاف السيسي في كلمته أن الجيش المصري أشرف خلال السنوات القليلة الماضية على مشروعات تكلفت أكثر من 4 تريليون جنيه مصري (نحو 250 مليار دولار)، وبلغت حصة مشروعات الطرق في هذه التكلفة نحو 175 مليار جنيه مصري (أكثر من 10 مليارات دولار).


ويشارك الجيش بدور بارز في الاقتصاد المصري، إذ يقوم بمشروعات متنوعة تشمل الطرق والبنى التحتية، وكذلك المباني السكنية والفنادق وقاعات الاحتفالات، بل وحتى محطات الوقود والصناعات الغذائية. لكن يظل حجم مشاركته في القطاع الاقتصادي المصري غير معروف على وجه الدقة. (بي بي سي، 14 أيلول 2019)


التعليق:


وسط هذا الصخب الإعلامي الذي تعيشه مصر نتيجة ما يثيره المقاول محمد علي من معلومات تفصيلية لهيمنة المؤسسة العسكرية على الاقتصاد المصري، أسحب نفساً هادئاً وأحاول الارتفاع عن الواقع النكد الذي تمر فيه الأمة إلى هناك؛ حيث الحياة إسلامية لا كفر فيها ولا ظلم ولا فسوق، أعني خلافة على منهاج النبوة.


خلافة تطبق الإسلام في الداخل وتحمله إلى العالم إلى الخارج، حيث إن نطاق اهتمام ومسؤولية دولة الإسلام وأمة الإسلام هو العالم أجمع، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. واقتضى ذلك أن تكون الدولة الإسلامية في جهاد دائم، قال تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّار﴾. وقال النبي الكريم e: «...وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ...».


وما دام أن الخلافة تكون في حالة جهاد دائم، وجب أن تكون جميع منشآت الدولة وصناعتها؛ عسكرية كانت أم مدنية، في مستوى يفوق منشآت وصناعات الأمم والدول الكبرى، وأن تكون كلياتها العلمية من الكثرة بمكان، وفي أعلى مستوى حتى تخرّج مئات الآلاف من المهندسين والمخترعين والفنيين والتكنولوجيين، وأن تكون في حالة تقدم مستمر لتتمكن من أن يكون إعدادها لقوتها بشكل هائل، يرعب عدوّ الله وعدوّها الظاهر والمحتمل، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾.


وستقدّر الخلافة مكانة العسكريين العالية في الدولة أيما تقدير، وستحافظ الخلافة والأمة على القوة العسكرية، كما يحافظ الفرد على حبة عينه. ولكن في الوقت نفسه، يجب أن يكون السياسيون وليس العسكريون هم الذين يهيمنون على القرار السياسي الداخلي والخارجي. ولا يصح أبداً أن يكون للعسكريين ولا للجهاز العسكري أي وجود في الحكم، بل يجب أن يظلوا بيد الحاكم أداة صمّاء خالية لا إرادة لها في الحكم مطلقاً.


هذه هي الحياة التي تليق بخير أمة، وهذه هي خلافتها المهيبة وهذا هو جيشها المجاهد. خلافة لا تكون فيها الجيوش سيفاً مسلطاً على رقاب الأمة، ولا خادماً لرغبات الكافر المستعمر، ولا شركة استثمارية تتملك وتبتلع مصانع وثروات البلاد والعباد! ولا مراكز توظيف يتكدس فيها من لم يؤهله تحصيله العلمي لأن يلتحق بكليات التعليم العالي! بل جيوش تنحاز لقضايا الأمة ومصالحها تجاهد في سبيل الله تعيد سيرة الفاتحين والمجاهدين أبي عبيدة وخالد، وصلاح الدين ومحمد الفاتح،... وليس ذلك على الله بعزيز.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت

آخر تعديل علىالإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع