الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العصمة بيد المرأة رؤية مجتزأة تدل على ضيق الأفق وقصر الفكر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العصمة بيد المرأة رؤية مجتزأة تدل على ضيق الأفق وقصر الفكر

 

 

 

الخبر:

 

ما يزال صدى عبارات والد وزيرة الشباب والرياضة، ولاء البوشي، يتردد في الأسافير، وقد صرح البوشي بأنهم جمهوريون وقال نحن نؤمن بعصمة الزوجة، وابنتي تملك حق المناصفة في الطلاق، ولاء البوشي التي قدمت لـ(تاسيتي نيوز) إضاءات سريعة عن حياتها، نوهت إلى أنها إنسانة غير مقيدة، واختارت لحياتها مبدأ عدم التقيد لكنها تحب الجمهوريين وتلتقي معهم في كثير من الآراء.

 

التعليق:

 

إن ما صرح به والد الوزيرة وبصراحة، حول معتقدات أسرته، وتلته تصريحات ابنته لا يعدو كونها بالونات اختبار للرأي العام ليُقاس تقبّل الناس لهذه المبادئ وللترويج لها في الوقت نفسه، لأن هذه الأفكار كثيراً ما وجدت عقبات عظيمة للنفاذ للمجتمع، بفضل الله، ولكن أصحابها يظنون أن الفرصة الذهبية قد حانت لنشر أفكارهم! وبتصريحات كهذه تنبئ بمكنون هؤلاء الساسة الجدد الذين وصلوا سدة الحكم إثر ثورة شعبية لأهل السودان طالبت بالحياة الكريمة، والعدل، والإنصاف، ولم تكن المبادئ الجمهورية، ضمن المطالب الشعبية، بل معظم الثائرين لا يعلمون عن هذه المبادئ التي تتنبأ بتغيير أحكام الأحوال الشخصية، وقد كتب مؤسس هذا الفكر كتابا بعنوان "الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين"!!

 

 إن الله تعالى خلق الرجل والمرأة وهو العليم بأحوالهما، وبما في نفس كل من الرجل والمرأة من نزعات وملكات، فوضع نظاما لاجتماعهما، ومن أحكام هذا النظام أحكام الزواج والطلاق. وقد شرع الطلاق وأباحه، لكن حفاظاً على الأسرة من التفكك جعله أبغض الحلال، يتم اللجوء إليه إن تعسر بقاء رباط الزوجية وصار وجوده يتضرر منه كل منهما، والأصل في الطلاق أن يكون بيد الزوج، وإذا فوض الزوج إلى زوجه أن تطلق نفسها منه فلها أن تطلق نفسها منه، ما لم يفسخ الوكالة، وأما جعل الزوج العصمة بيد زوجه بشرط في العقد متى شاءت طلقت نفسها فهذا الشرط باطل؛ لكونه يخالف مقتضى العقد، وقد قال النبي r : «كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ» ولكن هذا الفهم المتكامل لأحكام الإسلام يُجتزأ بجعل العصمة بيد المرأة هو الأساس.

 

أصحاب هذا الفكر الغريب لا يرون في أحكام النظام الاجتماعي وعشرات الآيات التي تتحدث عن تماسك كيان الأسرة وأحكام الزواج والطلاق، وإكرام الزوجة والإحسان إليها، وغيرها من أحكام الإسلام العظيم، لا يرون إلا قوامة الرجل وأن العصمة بيده، برؤية مجتزأة تدل على ضيق الأفق وقصر الفكر وعدم تدبر آيات الله.

 

أما مبدأ عدم التقيد الذي ذكرت الوزيرة بأنه مبدأها فليتها كانت صريحة مثل أبيها، وقالت ماذا تعني به ولكن بعرض كلماتها على اللغة العربية، نجد عدم التقيد هو الحرية والتي تعني لغوياً: القدرة على قيام الفرد بأداء ما يريد وما يشاء دون أية موانع تحد من ذلك، واصطلاحا فإن الحرية هي رخصة الإباحة التي تمكن الإنسان من الفعل أو الترك، المعبر عن إرادته. وعلى ذلك فما تتبناه الوزيرة هي الحريات الديمقراطية وهي قطعا تتضارب مع أحكام الإسلام التي هي قيد لكل مسلم.

 

والمسلم ليس سيد نفسه وليس حراً في تسيير إرادته، وإنما هو عبد لله، وهو مقيد بالأحكام الشرعية في جميع علاقاته، سواء أكانت علاقته بربه (العبادات) أو بنفسه (مأكل وملبس...) أو بغيره من بني البشر (المعاملات).

 

إن حكام السودان الجدد مصرون على علمانيتهم الصريحة وهذا يتطلب ثورة أخرى واعية تتجسد فيها تطلعات أهل السودان المحبين للإسلام، ما يفسح المجال لقادة تتجسد فيهم مبادئ الإسلام ليضطلعوا بمهمة إيصال الإسلام إلى سدة الحكم، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة/ غادة عبد الجبار – أم أواب

آخر تعديل علىالأربعاء, 18 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع