- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إمكانية إعادة اللاجئين الروهينجا إلى وطنهم ليست سوى كذبة لخداع المسلمين
من أجل دفعهم للذهاب إلى معسكرات السجن
(مترجم)
الخبر:
في 10 من أيلول/سبتمبر 2019، قدمت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً عن التدمير المنهجي للقرى التي يعيش فيها مسلمو الروهينجا، مع توثيق لإحدى المناطق التي تحولت إلى مخيم لإعادة توطين اللاجئين. يُعلن في العادة عن هذه "المعسكرات" كمناطق مؤقتة يعيش فيها اللاجئون إلى أن يعودوا إلى منازلهم الأصلية في ميانمار. والفكرة هي تسهيل عودة "طوعية" لهؤلاء المسلمين، كما هو موضح في هدف السياسة الأخير للحكومة البنغالية.
التعليق:
ليس من المستغرب أن أحدا من مسلمي الروهينجا قد آمن بفكرة العودة الطوعية إلى بلده من أي من المناطق التي نزحوا إليها. فقد كشف تقرير بي بي سي الخداع وراء هذه الصفقات الوهمية لإعادة المسلمين إلى بلادهم لأن الحقيقة ببساطة هي أن كثيراً من القرى حيث كانوا يعيشون لم تعد موجودة!
لم تقم حكومة ميانمار بطرد السكان بأكملهم وبالقوة من منازلهم، تحت تهديد الموت والتعذيب فحسب، بل قاموا بتسوية القرى بالأرض بالكامل باستخدام الجرافات. وما يسمى بـ "المنطقة الآمنة" المصممة لإيواء اللاجئين العائدين بشكل مؤقت، كانت قد بنيت في الأساس على أنقاض قرىً سابقة في ميانمار. لقد ثبت أن محاولة حكومة ميانمار إنكار هذا الأمر لم يكن مجديا، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية من الأشهر الماضية أن القرى كانت موجودة ومن ثم اختفت تماماً. إن الحقيقة هي أن أحدا من اللاجئين المسلمين لا يشعر أن بإمكانه العودة إلى دياره كونهم يدركون تماماً المهزلة التي تمثلها دراما الإعادة إلى الديار. إنهم يدركون بأن الموت والتعذيب ما زال ينتظرهم وذلك لغياب الكيان القادر على فرض أي شكل من أشكال الأمن. ومن المفهوم أيضاً أن مخيمات اللاجئين ليست في الواقع إلا معسكرات للسجن كما لو أنه لا توجد قرية للذهاب إليها، فالواقع هو أنهم سيحكم عليهم بالعيش في منزل مع ظروف قاسية للغاية دون أن تكون لهم حرية المغادرة. هذه الخيانة البائسة لحقوق الإنسان هي كابوس لا نهاية له بالنسبة للمسلمين الذين يعانون في ميانمار. يسمح المجتمع الدولي للحكومة البورمية ويعطيها طوال الوقت الإذن الكامل بالتصرف في تطبيق أحكام الإعدام في سياسة الإبادة الجماعية.
إن حكام المسلمين متواطئون جميعا في هذه الجريمة التي ترتكب على مستوى العالم؛ ذلك أنهم يسمحون لجيوشهم وأدوات قمعهم بأن تظل نائمة واهنة في حين إن الرجال والنساء والأطفال يتعرضون للترهيب والانتهاك والغرق في البحر والقتل بدم بارد. ندعو الله سبحانه وتعالى أن تُكسر الأغلال السياسية التي تعيق جيوش المسلمين وتمنعهم من إنقاذ الروهينجا الضعفاء والذين يحتاجون العون من سنوات عذابهم. في ظل الخلافة، لن تسمح مثل هذه القيادة السياسية المخلصة بأن يحدث ما نراه اليوم. إن القومية واللاإنسانية التي تولدها هذه الأنظمة ستندثر، وستحرر الخلافة إخواننا وأخواتنا المضطهدين في جميع أنحاء العالم من أيدي معذبيهم. سيكون هذا واجبا كبيراً وخطيراً على عاتق الخليفة، حيث بين الله تعالى أن الفتنة أشد من القتل، قال تعالى في سورة البقرة الآية 191: ﴿وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ﴾.
دون التطبيق الحقيقي الصحيح للسياسة الإسلامية في ظل الخلافة، لا يمكننا أن نتوقع إلا مزيدا من التدمير لمنازل الروهينجا، والمزيد من الآلاف منهم ممن يوصفون بأنهم لاجئون متجولون أجبروا على أن يعاملوا معاملة دون معاملة الدواب.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد