الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الانتخابات الدموية... أفغانستان نموذجاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الانتخابات الدموية... أفغانستان نموذجاً

 

 

 

الخبر:

 

بحسب وكالة الأناضول التركية وقنوات إخبارية أخرى فقد أعلن وزير الداخلية الأفغاني، مسعود أندرابي، أن يوم الانتخابات الرئاسية، السبت شهد 68 هجوماً في عموم البلاد.. وكشف أندرابي عن مقتل 4 رجال أمن وإصابة 3 آخرين خلال الهجمات، مبيناً أن 72 مدنياً أيضاً جرحوا في حصيلة 68 هجوماً في يوم الانتخابات الرئاسية في عدة ولايات. وأشارت وزارة الأمن القومي الأفغانية، في بيان، إلى أنها وبالتزامن مع العملية الانتخابية، أجرت 13 عملية أمنية في عموم البلاد، أسفرت عن مقتل 34 وإصابة 14 عنصراً من طالبان.

 

التعليق:

 

بحسب الأخبار فقد قتل 38 أفغانياً في يوم الانتخابات جراء العملية الانتخابية في أفغانستان، وعلى الرغم من أن قلائل فقط من يعدون ضحايا المسلمين ويقيمون لهم وزناً، ويتذكرون النساء اللاتي ترمّلن والأطفال الذين يتموا جراء العملية الانتخابية إلا أن أحداً لا يستطيع وقف إراقة الدماء في أفغانستان، بل قل في معظم بلاد المسلمين أثناء العمليات الانتخابية. وحتى نلتمس طريقاً لوقف إراقة هذه الدماء أثناء الانتخابات في البلاد الإسلامية لا بد من الإقرار أولاً بأن هذا لا يحدث على الإطلاق في الدول التي تحكم نفسها بنفسها.

 

وهذا مربط الفرس، فلو كان المسلمون يحكمون أنفسهم بأنفسهم مثل الدول الأوروبية وأمريكا لكان يوم الانتخابات هو يوم بهجة للأمة تجدد فيه خياراتها لمن يحكمونها أو يمثلونها في أي مستوى كان، وهنا تكمن المشكلة ويكمن السبب في إراقة دماء المسلمين أثناء معظم الانتخابات التي تحصل، وها هي أفغانستان نموذجاً. وإذا كنا نجزم بأن الطبيب يستحيل عليه وصف الدواء للمريض إذا لم يفهم طبيعة المرض وسببه، وبما أن سبب إراقة الدماء، وهي مرض كبير خطير، هو أن المسلمين يحكمون بغيرهم، وهذه هي الحقيقة.

 

يمكننا أن نقول وبدون تحفظ بأن حكام البلاد الإسلامية كلهم تقريباً مفروضون على الشعوب الإسلامية، تفرضهم دول الكفر عبر نفوذها السياسي الذي استبدلته باحتلالها العسكري بعد إسقاط الخلافة العثمانية، وهذا النفوذ الغربي الأمريكي والأوروبي هو سبب هذا الداء المذكور، وذلك أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكذلك روسيا في آسيا الوسطى قد فرضت حكاماً على المسلمين تمقتهم الأمة الإسلامية وتتمنى كل ساعة أن تتخلص منهم، ولأنهم لا شعبية لهم بين المسلمين فإنهم يلجؤون إلى المال والمناصب التي يسيطرون عليها بفعل الحكم لإيجاد دعم داخلي لهم، فترى لهم أحزاباً، بعضها يؤسس في يوم واحد ثم تراه يفوز في الانتخابات، وترى لهم أنصاراً يتظاهرون تأييداً لهم من موظفيهم ورجال أمنهم، وترى موظفين يسهرون على راحتهم بحكم مهماتهم الوظيفية، وهذا كله لا يروق للأمة الإسلامية، فتريد التخلص منهم، وأكبر دليل على ذلك أن أي مكان تجري فيه الانتخابات بشكل نزيه في أي بلد لا يفوز فيه حزب السلطة، بل يسقط، لكن السلطة تريد الحفاظ على نفسها، بالتزوير وتزييف الحقائق، وليس أدل على ذلك من تبجح حاكم سوريا بأنه انتخب من الشعب في وقت كانت فيه الثورة ضده تعم سوريا من أقصاها إلى أقصاها.

 

وبما أن هؤلاء الحكام، أتباع الغرب، مستعدون لإراقة الدماء من أجل تسيير الانتخابات، كما تصر السلطة اليوم في الجزائر على إجرائها والشعب لها رافض، فإن إراقة الدماء مستمرة في أفغانستان، وغير أفغانستان، ولن يوقفها إلا عزيمة قوية من الأمة وتشمير عن ساعد الجد بأن تلقي هؤلاء الحكام في هاوية سحيقة، فيقيموا الدولة التي يريدونها، وهذه الدولة التي تصبو إليها الأمة لن تكون إلا إسلامية، فالأمة تتوق إلى يوم ترى فيه خليفة يحكم بلادهم من المغرب وحتى إندونيسيا، ويقيم شرع ربهم، ويرد عدوهم إلى نحره، عندها فقط، وليس أي شيء آخر، يمكن أن تتوقف هذه الظاهرة، فتعود الانتخابات إلى حقيقتها كونها يوم بهجة عند المسلمين، يجددون فيه اختيار حاكمهم وممثليهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

آخر تعديل علىالثلاثاء, 01 تشرين الأول/أكتوبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع