الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مصر تغرق بالفيضانات وفرعونها مشغول ببناء القصور!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مصر تغرق بالفيضانات وفرعونها مشغول ببناء القصور!

 


الخبر:


شهدت مصر في الأيام القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة، وجراء ذلك تحولت شوارع وأنفاق ومطار القاهرة إلى برك مائية، وأصبحت السيارات غير قادرة على الحركة كما شوهد في أحد الفيديوهات، وشوهدت الجرافات وهي تقوم بنقل الناس من مكان إلى آخر، كما أن مطار القاهرة الدولي لم ينج من الأمطار، بل دخلت الأمطار إلى مبنى الركاب رقم واحد كما أفادت وكالات الأنباء، وإزاء ذلك قرر رئيس الوزراء المصري تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لصعوبة التنقل في القاهرة الكبرى، أما في المحافظات الأخرى فقد هطلت الأمطار بغزارة في محافظة السويس ودمياط والزقازيق والإسكندرية، وفي الإسكندرية غمرت المياه منطقة المنشية، وأغلقت المحال التجارية. وقد عبر الكثير من المغردين عن سخريتهم مما يجري في مصر بهاشتاج "مصر تغرق بشبر مية".

 

التعليق:


إن هطول الأمطار بغزارة هو أمر طبيعي في كل أنحاء العالم، وليس ذلك بالأمر الغريب بتاتا، ومعلوم أن هذا الأمر يقع في الدائرة التي تسيطر على الإنسان، فهو لا يملك دفعها أو التقليل منها أو السيطرة عليها، وهو ما يطلق عليه بدائرة القضاء، وأما ما يقع في الدائرة التي يسيطر عليها الإنسان فهو أن يأخذ هذا الإنسان بالأسباب وأن يُعِد للأمر عدته، لا أن يكتفي بالاتكاء وإلقاء اللوم على دائرة القضاء ليبرر تقصيره! فما يقع في الدائرة التي يسيطر عليها الإنسان هو أن يعمل على بناء بنية تحتية قوية تعمل على التخفيف من أضرار هطول الأمطار الغزيرة كشبكات المجاري الكبيرة التي تقوم بتصريف المياه إلى البحر مثلا أو إلى مناطق بعيدة حتى لا يتأذى الناس ولا تشل حياتهم كلما هطلت الأمطار، وهناك دول في العالم يكاد المطر لا يتوقف فيها أغلب أيام العام وليس في فصل الشتاء فقط، ومع ذلك فلم نسمع ولم نر الشوارع تغرق ولا المدارس أو الجامعات تغلق أبوابها، بل الحياة تستمر فيها بشكل عادي وطبيعي، وما ذلك إلا لأنهم أخذوا بالأسباب وأعدوا للأمر عدته.


أما في بلاد المسلمين قاطبة حيث الفساد السياسي المستشري، ونهب الأموال هو السمة الغالبة على كل من يتقلد مسؤولية، فلم تعد رفاهية البلاد وتقدمها وراحة أبنائها تشغل بال هؤلاء الساسة، وسواء مات الناس من الفقر أو الأمراض فالأمر عند الساسة سيّان، وسواء غرقت بلاد المسلمين بالفيضانات أو احترقت بالحرائق فالأمر عندهم أيضا سيّان، لأن الشعوب وراحتها وحسن رعايتها هي آخر ما يفكر به هؤلاء الطواغيت، قاتلهم الله أنى يؤفكون! وإن هناك بلادا حباها الله بثروات شتى، لا تعد ولا تحصى، كبلاد الحرمين الشريفين، إلا أنه كلما نزل فيها المطر فإننا نرى العجب العجاب، مدناً تغرق وحياة تشل ووسائل مواصلات تتعطل بسبب الأمطار، فما الذي يمنع حكامها السفهاء من بناء بنية تحتية لتصريف المياه؟! ألم يكفهم ما نهبوه من أموال الأمة منذ أن سُلطوا عليها؟! وما الذي يمنع فرعون مصر السيسي من الاهتمام برعاية الناس وتسهيل حياتهم بدل التضييق عليهم بالضرائب ومص دمائهم؟ أليس هذا أولى من بناء القصور الفارهة؟! وما الفائدة من هذه القصور وأبناء الكنانة يعيشون فيما يشبه القبور؟!


لقد أصبح الحديث عن الفواجع في أرض الكنانة وللأسف شيئا عاديا، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع بفاجعة هناك، ومع ذلك فإن فرعونها وحكومته ما زالوا في غيهم سادرون ولا لآهات الناس يتحركون، يوم تغرق فيه عبّارة، ويوم تسقط فيه عمارة، ويوم نسمع بحريق، ويوم تغرق مصر كلها بالأمطار، وقبل يومين اثنين سمعنا بفاجعة تتفطر لها القلوب، حيث قام مراقب أحد القطارات بتخيير شابين بين أن يدفعا ثمن تذكرة القطار أو أن يغادرا القطار حالا، فقفزا من القطار فوقع أحدهما تحت عجلات القطار ومات، وكسرت يد الثاني ولا حول ولا قوة إلا بالله، فمن المسؤول عن هذه المآسي؟ أليس نظام السيسي القذر هو المسؤول الأول؟


رحم الله الفاروق عمر الذي كان يخشى أن يحاسبه الله إن لم يسوِ الطريق للحيوانات، أما في زمن الرويبضات من الحكام العملاء فلم يَعُدْ للمسلم حقوق ولا قيمة، ولم يعد لدمه حرمة، بل هو مستباح لا عصمة له، فإن لم يقتله الكفرة، قتله عملاؤهم من الحكام، وإن لم يقتلوه عاملوه معاملة العبيد!


أيها الإخوة، لم يعد خافيا على أحد أنه طالما بقينا نحكم من هذه الشرذمة القذرة من الحكام فلن تقوم لنا قائمة، ولن ترفع لنا راية، ولن تكون لنا غاية، ولن تتحقق لنا نهضة، وإن تغييرهم وتنصيب خليفة راشد كعمر رضي الله عنه هو الحل الذي لا حل غيره، خليفة يسوس المسلمين بالإسلام، ويسهر على راحتهم، ويقاتل عدوهم ويحمي بلادهم، ويقسم ثروات بلادهم بينهم بالعدل والسوية، ألا لمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام

 

آخر تعديل علىالجمعة, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع