السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الخلاف الأوروبي الأوروبي مؤتمر ميونيخ نموذجا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الخلاف الأوروبي الأوروبي
مؤتمر ميونيخ نموذجا

 


الخبر:


صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت في ميونيخ أن "صبره ينفد" بسبب غياب الرد الألماني بشأن أوروبا ومشاريعه لإصلاح الاتحاد الأوروبي. وقال ماكرون في مؤتمر الأمن في ميونيخ "لا أشعر بالإحباط بل صبري ينفد".


ودعا الرئيس الفرنسي فرنسا وألمانيا وشركاءهما إلى تبني "ردود واضحة" على التحديات الأوروبية. قائلا "لدينا تاريخ من انتظار الردود من كل طرف". وأضاف أن "الأمر الأساسي في السنوات المقبلة هو التحرك بشكل أسرع في قضايا السيادة على المستوى الأوروبي".


التعليق:


لقد ظهر الخلاف الأوروبي جليا في مؤتمر ميونيخ لعام 2020 فيما يتعلق ببناء الاتحاد الأوروبي واعتماد الأوروبيين على أنفسهم؛ ففرنسا سبق لرئيسها أن قال عن الحلف الأطلسي نهاية عام 2019 إنه قد مات دماغيا.


وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أثار ماكرون شكوكا حول قابلية حلف الناتو للاستمرار في المستقبل، وقال إنه يتعين على الأوروبيين أن يقللوا من اعتمادهم على الأمريكيين ويوفروا هيكلا دفاعيا مشتركا.


وفي خطابه الأخير الذي ألقاه في المدرسة الحربية بباريس قال "لكن أمننا يمر أيضا بشكل حتمي بقدرة أكبر على التحرك باستقلالية للأوروبيين"، ودعا الأوروبيين إلى "عدم الاكتفاء بدور المتفرج".


واقترح ماكرون على شركائه الأوروبيين تنظيم "حوار استراتيجي" حول "دور الردع النووي الفرنسي" في أمن أوروبا، وهي دعوة موجهة أساسا لألمانيا بالذات وتحاول فرنسا فرض وجودها عبر نقطتين ترى أن لها حق الزعامة الأوروبية وهما:


1- المقعد الدائم لها في مجلس الأمن حق النقض.


2- القوة النووية الفرنسية خاصة أن الموضوع يتعلق ببناء هيكل دفاعي أوروبي وسيكون للقنبلة النووية الرادع القوي وتحت المظلة النووية الفرنسية بديلا عن الأمريكية، لذا تبحث فرنسا عن الدور القيادي الأوروبي لإثبات وجودها أولا كزعيمة لأوروبا ومن ثم استغلال هذا الوجود والقيادة في مصالحها وحماية وتثبيت وجودها في العالم وخاصة أفريقيا أمام التهديدات الكبرى للنفوذ الفرنسي.


فيما ترى ألمانيا ضمن السياسة الواقعية أن حديث ماكرون سيقسم أوروبا ولن يوحدها أولا، ومن ثم عدم قدرة الأوروبيين على الاستقلالية عن الولايات المتحدة، وظهر هذا في تصريحات وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن حلف شمال الأطلسي "ناتو" يمكن أن تؤدي إلى تقسيم أوروبا.


وقال ماس خلال مؤتمر صحفي بشأن سياسة بلاده الخارجية، إن "الناتو الذي وصفه ماكرون بأنه في حالة موت سريري، يجب أن يظل الدعامة المركزية للأمن الأوروبي". وأضاف "أفكار ماكرون المتعلقة بفصل الأمن الأمريكي عن الأوروبي تقلقني، ليس فقط بالنسبة لأمننا، بل لدي خوف من أن يؤدي هذا إلى تقسيم أوروبا".


وكذلك قال شتاينماير في افتتاح مؤتمر الأمن في ميونيخ إنه "لا يمكن للاتحاد الأوروبي بمفرده، حتى على المدى البعيد ورغم كل التطورات، ضمان أمن جميع أعضائه". وأضاف "أقول بكل وضوح، إن أردنا الحفاظ على تماسك أوروبا بما في ذلك في قضايا الأمن، فإنه لا يكفي تعزيز الاتحاد الأوروبي في المجال العسكري، يجب علينا أيضا مواصلة الاستثمار في العلاقة على جانبي الأطلسي".


وأضاف شتاينماير أن "أمن أوروبا مبني على تحالف قوي مع الولايات المتحدة"، وأضاف "عدد كبير من شركائنا في وسط وشرق أوروبا يرون أن ذلك يضمن أمنهم الوجودي". وحذر أن "المراهنة على الاتحاد الأوروبي فقط ستقود إلى تقسيم أوروبا". فألمانيا تدرك بشكل كبير مدى هيمنة الولايات المتحدة على القرار السياسي لشرق أوروبا ووسطها وتدرك كذلك مدى الفرق الكبير بين إمكانيات الولايات المتحدة وأوروبا لو اجتمعت لا بل سيكون الاجتماع نقطة ضعف نتيجة الوضع السياسي والاقتصادي والمالي لبعض دول أوروبا، لذا ترى ألمانيا أن دعوة ماكرون ليست واقعية بل فيها كل الخطر على أوروبا، لذلك هي لا تستجيب لدعوة ماكرون الذي بدأ صبره ينفد نتيجة نظرة فرنسا المعهودة بالآمال الطموحة التي تتحطم على صخرة الواقع المرير لضعفها وتآكل مكانتها، وترى أن المسألة أعقد من مقعد دائم في مجلس أمن يتم تعطيله في أي لحظة والتحرك بعيدا عنه، فالتعويل على كرسي ونقض إذا سمحت أمريكا لأي ملف أن يذهب إلى الأمم المتحدة وقوة عسكرية غير قادرة على حماية نفوذ فرنسا في مناطق نفوذها والتي استصرخت طالبة مساعدة أوروبا، فكيف لها أن تحمي وهي تطلب المساعدة الأوروبية في الوقت الذي تستطيع فيه أمريكا أن تتحرك بعيدا عن مساعدة أحد.


ونتيجة موقفه وتصريحاته التي قوبلت باستهجان كبير أمريكيا وأوروبيا اضطر ماكرون للدفاع عنها قائلا في في مؤتمر صحفي عقب لقاء جمعه في باريس بالأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، إن تعبير "الموت السريري" الذي استخدمه، لوصف حالة الحلف "كان جرسا لإيقاظ أعضاء الناتو".


ولكن ما يلفت الانتباه هو الإجماع الأوروبي على ضعف الغرب وتراجعه حيث عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، عن أسفه "لضعف الغرب وتراجعه" في ظل ما وصفه بـ"انكفاء نسبي" للولايات المتحدة، معارضا تأكيدات وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو.
وقال ماكرون في مؤتمر الأمن في ميونيخ إن "هناك ضعفا للغرب"، مضيفا أن "هناك سياسة أمريكية بدأت قبل أعوام وليس في ظل الإدارة الحالية، تشمل نوعا من الانكفاء ومراجعة لعلاقتها مع أوروبا".


وهي دعوة غربية خبيثة لمحاولة رص الصفوف أمام تحديات استراتيجية كبرى سواء فيما يتعلق بروسيا والصين والأمة الإسلامية العريقة والتي باتت لاعبا ومحورا في النقاشات السياسية الدولية والغربية بشكل كبير، لا بل إن الولايات المتحدة جعلت من خطر الأمة الإسلامية في قائمة الأولويات وأخرت الذهاب إلى الشرق واستراتيجية الهادي أمام الخطرين الروسي والصيني لأن خطر الأمة الإسلامية ليس خطرا استراتيجيا فحسب بل هو أعمق وأخطر إذ هو خطر مبدئي وجودي أولا ثم خطر استراتيجي.


قال جاكوب هايلبرن رئيس تحرير مجلة ناشونال إنترست الأمريكية إن الأوروبيين يقومون بعمل جيد في تدمير أنفسهم، فألمانيا لا ترغب في تشكيل جيش فعال، وفي حال خروج بريطانيا خروجا صعبا من الاتحاد الأوروبي، سيزداد ضعف أوروبا سياسيا واقتصاديا، ومن المحتمل أن تبدأ ألمانيا النظر إلى الشرق بدلا من الغرب.


كما أن التوترات مستمرة بين واشنطن وبرلين حول خط الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2" الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر شمال أوروبا، بينما تشعر فرنسا وبلدان أوروبية أخرى بالقلق تجاهه بحجة أنه سيعزز العلاقات الألمانية الروسية على حساب أوكرانيا.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – ولاية الأردن

 

آخر تعديل علىالإثنين, 17 شباط/فبراير 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع