الأربعاء، 23 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مخاطر تعرُّض جنوب إيطاليا لأعمال النهب والشغب إذا فقدت إيطاليا قبضتها في الجنوب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مخاطر تعرُّض جنوب إيطاليا لأعمال النهب والشغب إذا فقدت إيطاليا قبضتها في الجنوب
(مترجم)

 


الخبر:


في الوقت الذي يصارع فيه رئيس الوزراء جوزيبي كونتي للحفاظ على المجتمع الإيطالي متماسكاً من خلال الإغلاق المدمّر المفروض على مستوى البلاد، يتحول الجنوب المحبَط إلى برميل بارود.


تم نشر الشرطة في شوارع عاصمة صقلية باليرمو وسط تقارير تفيد بأن العصابات تستخدم وسائل التواصل في التخطيط للهجوم على المتاجر. حيث أوقفت شركة عبّارات مفلسة خدمتها على الجزيرة، بما في ذلك الإمدادات الحيوية من المواد الغذائية والأدوية. في الوقت الذي تصرخ فيه الدولة تحت وطأة وباء فيروس كورونا، يشعر المسؤولون بالقلق من أن المافيا قد تستعد للتدخل.


وقال عمدة باليرمو ليولوكا أورلاندو لصحيفة لاستامبا: "نحن بحاجة إلى التصرف بسرعة أكبر من السرعة، الأزمة قد تتحول إلى عنف". (بلومبيرغ، 30/03/2020)


التعليق:


يوجد في إيطاليا حالياً أكبر عدد من الإصابات المؤكدة - 120 ألفاً وأعلى عدد من الوفيات يصل إلى 11 ألفاً - وتواجه منطقتها الجنوبية المتخلفة تداعيات الإغلاق لمدة أربعة أسابيع فعلاً.


غالباً ما تصور أفلام هوليوود انهياراً للمجتمع بعد نهاية العالم حيث يلجأ الناس إلى الجريمة ويقاتلون من أجل البقاء كأفراد، لإدراكهم أن حكوماتهم غير قادرة أو غير راغبة في القيام بما فيه الكفاية. ومن المحزن أن هذا الواقع بدأ يحدث في أجزاء من الجنوب حيث ينفد المال من الناس، وتم الإبلاغ عن حالات عدة من عمليات السطو، وشهد عدد من المتاجر الكبرى زيادة في حالات السرقة. إن ما يقرب من 3.7 مليون يعملون في الاقتصاد تحت الأرض، مع وظائف يومية لتغطية نفقاتهم ما يسبب قلقا حقيقيا حول عودة ظهور العصابات، ولا سيما المافيا. وبالنظر إلى أننا رأينا مبيعات الأسلحة النارية في أمريكا وأستراليا، حيث الناس يُكبّون لتخزين الأسلحة، فإن مثل هذا السيناريو المقلق هو أكثر احتمالاً في المدن التي تنتشر فيها الجريمة والفساد بشكل خاص، والجريمة المنظمة، والاتجار بالمخدرات والأشخاص، وانتشار غسيل الأموال.


في هذه الأوقات الاستثنائية، من المهم فهم ديناميكيات المجتمع وعلاقته مع الحكومة. عندما يفشل حكام مثل ترامب وبولسانارو البرازيلي، إلى جانب كثيرين آخرين - في التصرف بسرعة، ولا يقدمون التمويل الكافي للمستشفيات وموظفيها، أو يقللون من خطورة الفيروس من حيث الذين يمكن أن يؤثر عليهم، فإنهم يفشلون بالفعل، بل ويضطهدون شعبهم. وبدون الوعي الكامل على احتياجات الناس، وإجبارهم على إغلاق المجتمعات المحلية التي لا تستطيع العمل من المنزل، والأقل احتمالاً لتخزين الغذاء والضروريات، والذين لا يستطيعون عزل أنفسهم بشكل فعال لأن المنازل صغيرة أو مكتظة بالفعل، يجب أن يفهموا ذلك والتصرف بخصوصه بشكل صحيح.


لا يكفي أن تطالب الحكومات بالاستثمار في أجهزة التنفس الصناعي والملابس الواقية، إذا لم تتمكن حتى من فهم كيفية تلبية احتياجات الناس، وتعتقد أنه من خلال إبقاء الجميع في المنازل، فإن المشكلة ستزول. فماذا عن المشاكل التي يتم إنشاؤها؟


اقتصادات العملة الإلزامية مثل بريطانيا، تضخ المال بكل سرور على كل من يطلب منه البقاء في المنزل، وتقدم العطل والإجازات المدفوعة الأجر من الدولة تصل إلى 80٪... ولكن لا يوجد أي نقاش حول كيفية تعويض الدولة عن هذا الضخ الهائل للنقد الافتراضي وعواقبه.


في حين إن ولايات في أمريكا مثل كاليفورنيا شهدت تسجيل 3.5 مليون شخص كعاطلين عن العمل في أقل من أسبوع، ولكن لا تزال إدارة ترامب تنفي الانتشار الواضح للفيروس وتلعب علنا بالحقيقة للانحراف عن مسؤوليتهم تجاه الشعب، وذلك لحماية الاقتصاد بدلا من ذلك.

 

حتى إن العديد من كبار قادة وول ستريت ذكروا أن "الأمريكيين الوطنيين المسنين ضحوا بحياتهم بسرور من أجل الاقتصاد الأمريكي"!


ومع وجود زعماء مثل هؤلاء، وغيرهم في مناطق آسيا الوسطى الذين حظروا حتى الحديث عن كوفيد-19، ما الذي يمكن توقعه غير أن يتحول الناس إلى الجريمة أو على أقل تقدير مستويات متطرفة من الفردية؟ بعد كل الفردية التي تم تعزيزها من خلال القيم الليبرالية للرأسمالية في القرن الماضي على الأقل، فإن الناس الذين تم تلقينهم لإعطاء الأولوية لأنفسهم على حساب الآخرين ويرون أنها قيمة تقدمية، هؤلاء في نهاية المطاف سوف يفعلون أي شيء لرعاية أنفسهم، حتى لو كان يؤثر سلبا على الآخرين.


في ظل النظام الإسلامي، فإن أمير المومنين هو المسؤول عن رعيته، وإن المحاسبة التي تترتب على وجوده في هذا المنصب تجبره على إعطاء الأولوية لاحتياجاتهم ودراسة مختلف الوقائع التي تواجهها التركيبة السكانية المختلفة. كما يظهر مفهوم الرزق في الإسلام في النظام الاقتصادي الإسلامي، وفي التقلب الطبيعي بين أوقات الرخاء وأوقات الصعوبة بسبب الكوارث الطبيعية أو حتى الأحداث المناخية، فإن هناك استعدادا لقبول تغير الحال الاقتصادي من وقت لآخر من الراحة أو المشقة بدلاً من السعي الدائم لجمع الثروة والرخاء المادي طوال الوقت كما تفعل الرأسمالية.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن

 

#كورونا

#Covid19

#Korona

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع