الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل فيروس كورونا هو عدو الشعب؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل فيروس كورونا هو عدو الشعب؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

خلال مؤتمر عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو مع العمدة حول "الكفاح" ضد فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وتركيا، أعلن الرئيس أن فيروس كورونا هو عدو الشعب، حيث بيّن استراتيجيته في مكافحته وقال: "في هذه اللحظة، نحن جميعا نقاتل عدوا خبيثا يهدد مستقبل بلادنا وحياة شعبنا. إن العدو الذي أمامنا يُدعى فيروس كورونا. ولا يمكننا هزيمة هذا العدو ونحن ملتصقون ببعضنا. يمكننا التغلب على هذا التهديد بالتضامن. اليوم هو اليوم الذي نذكر فيه أخوتنا الأبدية، نابذين كل الاختلافات الثقافية والعرقية والطائفية. اليوم هو يوم الاتحاد ضد عدو الشعب، تماما كما فعلنا في حرب الاستقلال".

 

التعليق:

 

إن الأمر يبدو وكأن أردوغان لا يتكلم عن فيروس مجهري يُدعى كوفيد-19، والذي بالكاد يُمكن رؤيته بالمجهر، بل وكأنه يتحدّث عن قوة محتلّة تهدد مستقبل بلادنا وحياة شعبنا، محتلّ، أو قطيع من القتلة مع أسلحة دمار شامل أم ماذا؟!

 

لو أنه صدع بهذا النداء ضد أمريكا المحتلة ودعا الأمة كلها للانضمام لمحاربتها، ولو أنه كان الأول في هذه الحرب، لكنّا قدّرناه بصدق واتبعناه ضد عدو الشعب، أمريكا. لو أنه صدع بهذا النداء ضد كيان يهود الغاصب لفلسطين منذ أكثر من 70 عاما، لما بقي مسلم في تركيا وفي بلاد المسلمين في بيته، ولساروا إلى المسجد الأقصى يطهرون البلاد المقدسة من دنس المحتلّين. لكن أردوغان لا يرى هذا الحشد من الأشرار والقتلة الذين عاثوا فسادا بالأرض كأعداء للشعب، بل إنه يرى مرضاً فيروسياً عدوا للشعب والذي انتشر في القارات كامتحان للإنسانية. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41]

 

لا يمكنني أن أستوعب كيف أن أردوغان رسم مقارنة بين فيروس كورونا وبين العدو في حرب الاستقلال التي تصدّى فيها أبناء الأمة الإسلامية الواحدة على اختلاف قومياتهم ضد المحتلين الذين جاؤوا من الغرب لاقتسام البلاد الإسلامية!

 

إن كورونا ليس آلة من صُنع البشر، أو سلاح دمار شامل، أو عدو كهذا. فلو أن الرئيس يعتقد حقا أن كورونا سلاح بيولوجي صُنع في مختبر - ونحن لا نظن ذلك - إذاً عليه أن يستهدف العدو الحقيقي الذي أنتجه. إن القتال ضد هذا الفيروس يتطلب اتخاذ احتياطات ضد الوباء بوعي وبصيرة، وباكتشاف الدواء للعلاج؛ والأول والأهم من ذلك، الثقة بالله عز وجل. كما أنه يتطلب تذكير الناس بذلك، ويتطلب كذلك الوفاء بالاحتياجات الأساسية لشعبنا الذي لا يمكنه العمل خلال هذه الفترة.

 

يجب أن نأخذ درسنا من حقيقة أن هذا الفيروس كشف عن انهيار النظام الرأسمالي الذي يسيطر على العالم بأكمله، ويجب أن نرى هذا باعتباره فرصة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، نظام الحكم في الإسلام. ودعونا لا ننسى أن الله وحده هو الذي يعم الخير والشر في هذا الفيروس.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود كار

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

#كورونا                  |        #Covid19           |         #Korona

آخر تعديل علىالخميس, 09 نيسان/ابريل 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع