الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
"فرنسا 24" تُوقع مفتي القدس في شرك العلماني يوسف الصديق يا شيخ حسين لو أنك تَنحو المستقيم ما تورَطت!

بسم الله الرحمن الرحيم

"فرنسا 24" تُوقع مفتي القدس في شرك العلماني يوسف الصديق

يا شيخ حسين لو أنك تَنحو المستقيم ما تورَطت!

 

 

 

الخبر:

 

خلال جلسة حوارية في برنامج "نقاش" بثت على قناة فرنسا 24 بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2020 تمت استضافة كل من محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، ويوسف الصديق الفيلسوف العلماني التونسي المختص في أنثروبولوجيا القرآن، حيث طرحت عليهما أسئلة من قبيل هل الصحة أهمّ أم ممارسة الطقوس الدينية؟ هل حان وقت مراجعة الطقوس الدينية؟ الفيروس انطلق في فرنسا بسبب تجمع ديني، والصلوات في كل الأديان تجري من خلال التقارب والتلاصق أحيانا فكيف يحمي المؤمنون أنفسهم من العدوى؟

التعليق:

 

بداية نُذكَر بالحادثة التي وقعت سنة 2018 عندما قدّم يوسف الصديق محاضرة في الجامعة العربية الأمريكية بجنين وتم إيقافه وطرده من الطلبة والأساتذة والمشايخ الحاضرين بتهمة الإلحاد والتطاول على العقيدة الإسلامية وهذا دليل أن حدثا بهذا المستوى لا بد وأن الشيخ محمد حسين قد سمع به وبالتالي أصبحت عنده فكرة سابقة عن يوسف الصديق وعن هويته ومنهجيته الفكرية المنحرفة التي تختص في البحث في القرآن فلا منهجيته من جنس الإسلام ولا هو من أهل القرآن.

 

ومن أسئلة البرنامج يشتمّ الفَطِنُ أن الموضوع بعيد كل البعد عن طرح مسألة شرعية واضحة وضوح الشمس حتى في ذهن يوسف الصدّيق وهي حكم التعامل مع الطاعون ووجوب التوقي والحجر على المناطق الموبوءة، فبينما ينغمس الشيخ في تفاصيل فقهية، ينحو يوسف الصديق منحى آخر بخطاب داهية يدعو فيه الشيخ أن يشاركه بل يشاطره تساؤلا حول مسألة التفكير في تحرير الدين الإسلامي من جموده منذ ألف سنة حيث يحتاج الإسلام - حسب رأيه - الآن ونحن في زمن كورونا لعملية تغيير على النمط الأوروبي!! مشيدا بجهود المفكرين المجددين الغربيين الذين نجحوا في تحرير الدين من التدخل في تنظيم "العلاقة الأفقية" أي بمفهومنا الشرعي علاقة المسلم بالآخر وحصره في "العلاقة العمودية" أي تنظيم علاقة المسلم بخالقه.

 

وأمام هذا الخطاب الذي لا يضمر سوى العداء الصريح للإسلام كنظام حكم شامل والعمل على تحويله إلى الهامش على النمط النصراني الكنسي في أوروبا الرأسمالية، ظل مفتي القدس يدافع عن قرار إغلاق المساجد وتعليق صلاة الجماعة في ظل الأزمة الصحية مبررا أنه لم يكن إلغاء لفريضة الصلاة بل هي لا زالت قائمة لكن بشكل فردي.

 

قد يقول قائل إن القرار الذي اتخذه مفتي القدس وغيره من علماء السلاطين الذين ابتلينا بهم في تونس ومصر وغيرها والذين سارعوا فيه إلى تعليق صلاة الجماعة دون تمحص، هذا يدخل في أحكام الوقاية من الطاعون، لما تمثله التجمعات في المساجد من أرضية خصبة لنقل فيروس كورونا، لكن من يتقي الله وينظر نظرة شاملة للواقع فينزل لشوارع تونس مثلا يرى التزاحم في الأسواق بل أكثر من هذا التزاحم قبيل رمضان بيوم، تزاحم مخجل أمام مخازن بيع الخمور التي هي ملك أحد رجال الأعمال المعروفين في تونس والذي قدم مساعدة مالية قدرها 10 مليارات دينار للحكومة لمجابهة أزمة كورونا وهي حقيقة لا تساوي شيئا أمام ما يكسبه بعد دفعه للحكومة أن تغض عنه الطرف تاركة له المجال لمواصلة تجارته للخمور دون أن يشمله قرار الحجر. فنفهم بذلك أن الحجر في بلادنا وبلاد الإسلام عامة له سياسة انتقائية تقفز على غلق المساجد دون مخازن ومحلات بيع الخمر!

 

إن قرار تعليق صلاة الجماعة لمفتي القدس فتح المجال لمارقٍ مثل يوسف الصديق لأن يدعو الشيخ لاستغلال الفرصة ومراجعة علاقتنا بكلام الله أي القرآن وفتح المجال للمواصلة على نفس النهج والوتيرة: فمثلما عطلتم حكم الله في صلاة الجماعة لماذا لا تملكون الشجاعة وتعطلوا كل أحكام الله التي تنظم حياة المسلمين فتجعلوا الدين مسألة فردية خاصة مثلما جعلتم الصلاة في زمن كورونا فردية بالبيوت؟!

 

يا شيخ محمد حسين! إن هذا العلماني وحفنة أخرى تشبهه ندعوهم في تونس بأيتام فرنسا، وعلى عكسكم فقد درستم دينكم عند العلماء والفقهاء في كليات الشريعة واستزدتم وتربعتم في المساجد وعكفتم في الحلقات، أما هو فقد جلس واضعا ساقا فوق ساق مع المستشرقين في أحضان جامعة السوربون يُفقهونه في دين الإسلام، وحسبك أن تتخيل كافرا يُفقه المسلمين في دينهم فأي نسخة ستنتج وأي علم شرعي سيُطل علينا؟!

 

إن هؤلاء ليس لهم امتداد في تونس ولا يلتفت لهم أحد من أهل البلاد الصافين الأتقياء بل هم مكروهون من عامة الناس وحتى من طلبتهم في الجامعات، لكن النظام العلماني في تونس هو الوحيد الذي ينفخ في صورتهم ويزينهم بهالة إعلامية كاذبة ليضرب بهم عقيدة الإسلام ويخلط على الناس أمور دينهم.

 

يا شيخ! إن هؤلاء المفلسين المفسدين لا يستحقون حتى المجالسة وإنهاك العقل للرد عليهم فهم أعراض مرض العلمانية التي أصابت الأمة، لكننا والحمد لله وفي زمن كورونا نرى عجائب الله في الأنظمة الرأسمالية التي فصلت الدين عن الحياة تتهاوى وتعجز، فترامب يصلي يوم الأحد ورئيس وزراء إيطاليا ينتظر في رحمة السماء.

 

يا شيخ! أنت مفتي أرض بيت المقدس، فلا ترض لنفسك الدنية ولا تجالس أعداء الإسلام مثلما لا تهادن عباسا قد خان.

 

يا شيخ! إن لنا في سيرة علماء الإسلام الربانيين الصالحين قدوة، فكان الأولى أن تعمل بنصيحة الإمام الشافعي رحمه الله إذ قال: أَعرِض عَنِ الجاهِلِ السَفيهِ فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فيهِ / ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَوماً إِن خاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هاجر بالحاج حسن

 

#كورونا                   |                  #Covid19             |                  #Korona

آخر تعديل علىالأحد, 03 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع