الأربعاء، 18 محرّم 1446هـ| 2024/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل يقترب النظام الدولي الليبرالي الأمريكي من نهايته؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل يقترب النظام الدولي الليبرالي الأمريكي من نهايته؟

 

 

 

الخبر:

 

توقع صندوق النقد الدولي أسوأ انكماش اقتصادي له منذ الكساد الكبير في الثلاثينات، وقالت كريستينا جورجيفا، المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي "نتوقع أسوأ تداعيات اقتصادية منذ الكساد الكبير". كما ويشارك مفوضية الاتحاد الأوروبي التقييم نفسه حيث يواجه "صدمة لا سابقة لها منذ الكساد الكبير". وتثير مثل هذه التصريحات التحذيرية أسئلة مثيرة للاهتمام حول ما إذا كان الغرب يواجه أزمة اقتصادية هائلة أو ربما أسوأ بكثير مما يظن فيها.

 

التعليق:

 

يتواجه رأي الأغلبية بأن الغرب يواجه اضطراباً اقتصادياً يتراوح ما بين الركود الكبير إلى الكساد الكبير، ويتوقع عدد قليل فقط أنّ تداعيات اقتصادية ستصيب العالم ستتجاوز الكساد العظيم الذي حصل في الثلاثينات من القرن الماضي. ومع ذلك، فإن هناك مجموعة صغيرة، وهي في ازدياد، كانت تشاهد الحضارة الغربية وهي في طريقها إلى التدهور الاقتصادي، هي وهيمنتها في العالم، حتى قبل أزمة الفيروس التاجي.

 

وفي عام 1997، ذكر المؤرخان ويليام شتراوس ونيل هاو في كتابهما "التحول الرابع" نبوءة أمريكية قالوا إنه في حوالي عام 2008 ستدخل الولايات المتحدة في أزمة ستبلغ ذروتها في عشرينات القرن الواحد والعشرين. ووفقاً لبيتر تورتشين عالم الأنثروبولوجيا التطوري في جامعة كنيتيكت، فإن العالم يمر بنوبات من دورة علمانية كل مائتين إلى ثلاثمائة سنة، حيث يفوق فيه عرض العمالة الطلب ويزداد الفرق في الثراء بين الأغنياء وعامة الناس، وسيتبع ذلك الاقتتال الداخلي بين النخب في المجتمع، ويزداد عدد الفقراء بشكل كبير، وسيدخل المجتمع في مرحلة مدمرة، وسينهار في آخر المطاف. وتحدث تورتشين أيضاً عن دورة أقصر بكثير من 50 عاماً، وهي دورة مدمّرة بالقدر نفسه. وبناءً على دراسته لتاريخ أمريكا، تنبأ تورتشين في عام 2010 بأن الدورة القصيرة القادمة ستحل في عام 2020 ولكنها ستتزامن مع الدورة الأطول، مما سيتسبب في فوضى غير مسبوقة.

 

طوّر مالك صندوق التحوط الملياردير راي داليو نظرية شبيهة، والتي يفضّل تسميتها بدورة الديون الطويلة. ومن وجهة نظر داليو فقد تحدث بأن هذه الدورة تحصل كل 50 إلى 75 عاماً، وتعرض أربع ميزات بارزة وهي: صعود الابتكار، ونخبة سياسية شديدة الانقسام، والتعاون القليل جداً بين الدول في الخارج، وتحدٍّ صاعد. وقد انتهت دورة الديون الطويلة الأخيرة في عام 1945، بعد أن أثار الكساد الكبير ألمانيا لتحدي النظام العالمي البريطاني، وانتصرت بريطانيا في الحرب، ولكنها خسرت موقعها الدولي لصالح أمريكا، والتي أنشأت سياسة اقتصادية وسياسية جديدة تستند إلى اتفاقيات بريتون وودز. ووفقاً لداليو فإن عام 2020 هو نهاية دورة الديون الطويلة، وستؤدي إلى إعادة هيكلة جذرية للاقتصاد العالمي مع وجود الصين في المقدمة. وقبل وقت طويل من تنبؤ تورتشين وداليو تنبأ أوزوالد سبينجلر في عام 1922 بموت الحضارة الغربية، وأكد أن الغرب دخل موسمه الأخير، أي في الشتاء.

 

إنّ النظريات السابقة مثيرة للاهتمام، ويجب أن تثير بعض التفكير لدى الناس حول ما يمكن توقعه في ما بعد الفيروس التاجي قبل الوباء بوقت طويل، وكان بإمكان المراقب الذكي تحديد عدة اتجاهات أساسية تهدد النظام العالمي الأمريكي، مثل اتجاهات صعود القومية المفرطة، وتقليص سلاسل التوريد العالمية إلى الشواطئ المحلية، والأنانية محل العولمة، وتقديم العلاقات الثنائية على التعددية، والتفاوت العالمي الشديد في الثروة، خاصة في الاقتصادات المتقدمة، وفشل الأدوات الاقتصادية غير التقليدية مثل عدم الاهتمام بمعدلات الفائدة والبورصة إلى تحفيز النمو الاقتصادي، وارتفاع الديون العالمية، وعدم الثقة في المؤسسات الدولية، وأن القطار قد فات النظام الليبرالي في أمريكا.

 

قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلَا نَفْعاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، بعض الحضارات ترتفع وتنخفض، بينما تُدمر أخرى بالكامل. وبالمثل، قد تصعد أمة ما لتصبح الدولة الرائدة بسبب ظرف دولي ما ولكن سرعان ما تسقط. والمسلم الواعي هو الذي يتابع الوضع الدولي بجدية، ويفهم الاتجاهات السياسية فيه، ويبحث عن فرص لإعادة الأمة الإسلامية إلى مكانها الصحيح قائدة للبشرية. قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.

 

تعرض أزمة الفيروس التاجي فرصة ممتازة لأولئك الذين في السلطة لقلب ميزان القوى ضد القوى الاستعمارية الغربية ولإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

آخر تعديل علىالأحد, 10 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع